وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"كان زمان" اوبريت مسرحي يفتح جرح الفلسطينيين في وقت حرج

نشر بتاريخ: 29/02/2008 ( آخر تحديث: 29/02/2008 الساعة: 23:12 )
غزة- معا- التف الفلاحين حول العريس بأهازيجهم الشعبية، حملوه على أكتافهم و طافوا به شوارع القرية الصغيرة ليزفوه إلى عروسه التي كانت تتزين بالحناء والبخور ، لكن المشهد انقلب إلى معركة بالبنادق والعصي والمناجل .. لتعود أيام النكبة و التهجير عام 1948 عندما هاجم الانجليز القرى الفلسطينية، فبقي من بقي وهاجر من هاجر بعيدا عن أرضه، وذلك على خشبة مسرح رشاد الشوا بغزة .

ملتقى الإبداع الفكري إبحار أعاد للذاكرة وللمسرح أيامه، بعرضه المسرحي الجديد ( كان زمان )، والذي استطاع أن ينقل البيئة الفلسطينية بكل تفاصيلها الصغيرة ، من الأغاني الشعبية والأثواب المطرزة، إلى اللهجة الفلسطينية والدبكة الشعبية، حيث كان العرض أقرب إلى الاوبريت الشعري والاستعراض الذي قدمته فرقة الوسن للاستعراض الفني، مما أضاف إلي المسرح أجواء تراثية حميمة، تناغم معها الحضور الكثيف للعرض يوم أمس ، رغم الأوضاع الصعبة التي كان يمر بها القطاع نتيجة التصعيد الإسرائيلي في القطاع ، والتي تزامن مع العرض ، فكانت قوافل الشهداء تمر بالقرب من مكان المسرح .

العرض الذي كانت مدته 100 دقيقة تقريبا ، تلخصت فيه طبيعة الحياة الفلسطينية القديمة قبل عام 1948 ، لتصف بساطة الفلسطيني ، وتمسكه بالأرض لأخر لحظة ، ومن ثم تنتقل إلى ما بعد الحرب و المتغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية علي الشعب الفلسطيني و العلاقات الاجتماعية ، حيث توحد الإخوة والأعداء أثناء الحرب في الدفاع عن الأرض ضد الاحتلال، ووجهوا البنادق إلى الأعداء بعد أن أدركوا حقيقة توحدهم ، بدلا من رفعها بين أنفسهم بدعوى الثأر والانتقام .

وعكست مشاهد المسرحية التي كانت من تأليف الكاتب طارق جبريل والشاعرة هند جودة واقع الشعب الفلسطيني من الفرقة والانقسام، وتراكم غبار البغض و الكراهية بين الأخوة التي فرقتهم الطرق والأحقاد ، غير أن المخرج حازم أبو حميد أراد أن ينفض هذا الغبار في ( كان زمان ) عندما احتج الممثلون و تمردوا علي تمثيلهم مسرحية ، فرفضوا أن يكونوا مجرد ممثلين ليعكفوا علي مخاطبة قلوب الجمهور الذي تسأل إذا ما كان الممثلين قد خرجوا من أدوارهم حقا، مطالبين إياهم بإيقاظ الحب و الخير فيما بينهم بعدما أخذ الطفل ( ابراهيم الدرابي ) يعاتب الممثلين علي يأسهم ويشجعهم للنهوض من جديد، والعمل على زرع المحبة و التسامح من جديد فيما بينهم .

يذكر أن هذا العمل المسرحي من إنتاج ملتقي إبحار و الوكالة للسويسرية للتنمية و التعاون ، وبإشراف إياد أبو شريعة