وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس تحولت لثكنة عسكرية- تشييع جثمان الشهيد العباسي

نشر بتاريخ: 24/12/2018 ( آخر تحديث: 25/12/2018 الساعة: 01:59 )
القدس تحولت لثكنة عسكرية- تشييع جثمان الشهيد العباسي
القدس- معا- "بالروح بالدم نفديك يا شهيد... يا شهيد ارتاح ارتاح وإحنا نكمل الكفاح" شعارات أطلقتها حناجر مئات المقدسيين خلال تشييع جثمان الشهيد الفتى قاسم محمد العباسي حملا على الأكتاف، لكن الاحتلال لم يُرد لها أن تستمر، فأغلق الطريق أمام المشيعين معتديا عليهم بالدفع والضرب، مهددا بقمعهم ومنعهم من إكمال سيرهم، وأمام ذلك ولإكرام الشهيد اضطر الشبان لاعادة الجثمان الى سيارة الاسعاف والسكوت عن الهتاف حتى وصلوا المسجد الأقصى.
وأوضحت مراسلة وكالة معا في القدس أن سلطات الاحتلال حولت مدينة القدس الى ثكنة عسكرية، واغلقت عدة شوارع وطرق رئيسية منذ لحظة تسليم الشهيد في مستشفى "هداسا" حتى مواراته الثرى في مقبرة باب الرحمة بالقدس، ورافق الضباط والجنود الجنازة في كل مراحلها، وانتشرت فرق الخيالة في منطقة باب الاسباط، كما تمركز أفراد من الضباط والمخابرات ووحدة المستعربين والقوات الخاصة على طول الطريق المؤدية الى منزله في حي رأس العامود، بدءا من طريق باب الأسباط، أضافة الى تمركز شديد للقوات عند مسجد "الفاتح" حيثُ تم تكفينه وتغسيله.

وأوضحت عائلة الشهيد العباسي أن سلطات الاحتلال اعترضت طريقهم عند عدة نقاط، في محاولة لاستفزاز المشاركين والاعتداء عليهم حيث فوجئوا خلال سيرهم في الشارع المؤدي الى باب الاسباط باغلاق الطريق أمامهم ومنعهم من اكمال سيرهم والحجة "انزال جثمان الشهيد من سيارة الاسعاف" وترديد الهتاف، كما اعتدت على بعضهم بالضرب والدفع، ولم تستثن من ذلك كبار السن والفتية والأطفال.

وأضافت العائلة أن الشرطة أجبرتهم على اعادة الشهيد الى داخل السيارة للسماح لهم بالمرور باتجاه المسجد الأقصى، والا سيتم منعهم والاعتداء عليهم.

وأوضحت ان القوات عادت واعترضت طريقهم مرة ثانية عند مدخل باب الاسباط ومرة ثالثة عند طريق باب الاسباط، كما حاولوا منع دخول الجنازة الى المسجد وقامت وحدة من القوات الخاصة بتشكيل سلسلة أمام باب الاسباط – أحد أبواب القدس القديمة- لمنعهم من الدخول، الا انها تراجعت أمام اصرار الشبان، وقد أدى المئات الصلاة عليه في المسجد الأقصى ثم ووري الثرى في مقبرة باب الرحمة.

من جهته قال المحامي محمد محمود إن القوات حاولت استفزاز الشبان من خلال اعتراض سير الجنازة عدة مرات، بحجة الهتاف خلال الجنازة، والشبان أردوا اكرام الشهيد قاسم بالصلاة عليه في الأقصى ودفنه، فاضطروا لعدم ترديد الهتافات، كما منعت رفع الرايات والاعلام خلال الجنازة بقرار مسبق.

ولفت المحامي محمود إلى أن النتائج الأولية لتشريح الشهيد قاسم العباسي، بينت إصابته برصاصة واحدة اخترقت ظهره وأصابت الشريان الرئيسي والرئتين مما أدى الى وفاته، مشيرا إلى أنهم بانتظار نتائح التحقيق من جيش الاحتلال ومن ثم سيتم متابعة الأمر قانونيا حيث قتل الشهيد بدم بارد، لافتا إلى أن إصابته من الخلف تؤكد أن المركبة التي كان بداخلها الشهيد لم تكن باتجاه الحاجز كما تم الادعاء انما كانت في طريق العودة- كما أوضح الشهود الناجون الذين كانوا برفقة الشهيد.

من جهته أوضح أحمد العباسي أمين سر حركة فتح في سلوان أن أهالي القدس أكرموا شهيدها بالصلاة عليه في الأقصى ودفنه، رغم اجراءات سلطات الاحتلال التي قمعت المشيعين واعتدت عليهم بالضرب، وحاولت منع دخولها للأقصى، مستهجنا استفزازات قوات الاحتلال للمشيعين.

وعلمت وكالة معا أن مخابرات الاحتلال هددت العديد من الشبان المقدسيين خاصة من أبناء بلدة سلوان، بعدم المشاركة بجنازة الشهيد العباسي.

وأوضحت مراسلة معا أن سلطات الاحتلال تفرض قيودها في العادة على تشييع جثامين الشهداء في مدينة القدس، حيث تكون الجنازات قبل ساعات الفجر بأعداد لا تتجاوز الـ 20 مشيعا، إضافة الى تسليمه عند باب المقبرة ومواراته الثرى على الفور.

وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 4 شهداء مقدسيين في ثلاجات معهد أبو كبير أقدمهم منذ عامين: وهم الشهيد مصباح أبو صبيح، والشهيد فادي القنبر، والشهيد عزيز عويسات، والشهيد عبد الرحمن أبو جمل.