|
(فيديو) يوسف- رغم معاناته من التوحد إلا أنه حفظ القرآن
نشر بتاريخ: 31/12/2018 ( آخر تحديث: 31/12/2018 الساعة: 17:50 )
سلفيت- معا- لم تقف الاعاقة الذهنية للطفل يوسف شاهين 12 عاما من سلفيت حاجزا أمام تحديه لحفظ القرآن الكريم كاملا، فإصابته بمرض التوحد والذي رافقه منذ ولادته، جعل منه مشتت الذهن وكثير الحركة، لكنه يمتلك ذاكرة قوية ميزته عن غيره من الأصحاء، مكنته من العملية الحسابية بالارقام، في وقت زمني قليل، وحفظ كلمات كتاب الله بفترة زمنية قصير.
"معا" توجهت الى منزل عائلته، لتلتقي بوالدته إيناس شاهين والتي أخذت تتحدث بافتخار عن إبنها يوسف قائلة: "منذ أن أنجبته لم اعرف انه يعاني من مرض "ظل التوحد" وتم إكتشافه عند دخوله المدرسة، ومن خلال مراقبة الأساتذة له تبين أن لديه مشكلة، وأنه لا يستوعب شيئا سوى الأرقام والعمليات الحسابية، فتم إخباري وتوجهت به الى الصحة النفسية لفحصه، ليتم التأكد من إصابته بمرض ظل التوحد، وتقبلنا النتيجة وحمدنا الله على كى شيء". وتكمل حديثها بإبتسامة: "يوسف الخامس بين اخوته، كان عنده ميول بالأرقام والعملية الحسابية، حيث كان يحل أية مسألة يستصعبها إخوته بثوان، وعن بعد، دون رجوعه الى الألة الحاسبة، وبعد دخوله المدرسة، تحولت ميوله الى مفتاح علوم القرآن الكريم، وبقي للصف الثالث دون أن يتكلم، فقط كان يبقي على المصحف بيده طوال الوقت الى أن يغادر المدرسة، وبقي كذلك الى أن دخل مرحلة الصف الرابع، وبدأ بلفظ الكلمات ولكن بصعوبة". وتضيف والدته: "حاولت تعليمه أحرف اللغة العربية بكافة الطرق ولكن لم أتمكن من ذلك، الا عن طريق القرآن الكريم، وأصبح تعلقه بالقرآن أكثر وأكثر الى أن أتم حفظه". وتواصل بلهفة: "ومما ساعد في حفظه لكلمات الله، جدته مريم وعمرها 70 عاما، دائما كانت تجلسه بجانبها وكانت ترتل القرآن أمامه، وهي حافظة لعدة أجزاء، إضافة الى ذلك أنا كنت كذلك أردد بعض الأيات على مسمعه، وهو كان يعيد ما أردده، وكان ينزعج في حال انشغالي ويطلب مني ترك العمل المنزلي من أجل الجلوس معه لتلاوة آيات الله، اضافة الى ذلك سماع قارئي القرآن عبر شاشات التلفزة لدرجة أنه أصبح يميزهم من خلال صوت كل قاريء، في اللحظة الأولى التي يسمع فيها التلاوة". ومن إهتمامات يوسف كما تقول والدته "لديه موهبة فرمتة أجهزة الموبايل وإصلاحها بدقائق، وحل العديد من الرموز". وتنهي حديثها قائلة "أتمنى أن تهتم وزارة الاوقاف بيوسف، كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يتم التواصل معه من أجل العمل على تطوير قدراته في حفظه للقرآن وتجويده بالطريقة الصحيحة، وأتمنى من وزارة الاوقاف مساعدته في زيارة الكعبة لإتمام مناسك العمرة". توجهنا الى مدرسة مسقط في سلفيت، مكان التحاق يوسف بالدراسة، وكان في استقبالنا الاستاذ فراس ذياب، والذي يعتبره يوسف المدرس الروحي له، تحدث إلينا قائلا "مدير المدرسة عرفات سلوم له دور كبير في صقل شخصية يوسف من خلال إستيعابه بين الطلبة، وذلك بتعليمات من وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم، والذي أوصى بضرورة دمج الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس". ويواصل حديثه لـ معا: "منذ قدومي للمدرسة، ويوسف لم يفارقني للحظة واحدة، ويبقى معي أينما ذهبت، وأحيانا أدخله الى صفه بصعوبة، وبعد إقناعه بعدة طرق، ومنذ دخوله المدرسة في ساعات الصباح، يأتي الي ومعه مصحفه الناطق وقدمه له مكتب فتح في سلفيت، ويطلب مني الإستماع له لتلاوته لآيات من القرآن الكريم، فحياته جميعها متعلقة بالقرآن، بالرغم أنني قدمت له العديد من القصص لقراءتها ولكن دون فائدة، وادارة المدرسة قامت بتسجيله في مسابقة حفظ القرآن، وأتمنى أن يكون هناك إهتمام بيوسف من قبل وزارة الأوقاف". |