وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كلما تفاقم الإنقسام إستفحل الإستيطان

نشر بتاريخ: 04/01/2019 ( آخر تحديث: 04/01/2019 الساعة: 12:05 )
كلما تفاقم الإنقسام إستفحل الإستيطان
الكاتب: د.مصطفى البرغوثي
تسارعت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بصورة غير مسبوقة فيما يبدو مشهدا مكررا بأن تصعيد الإستيطان وإستباحة حياة الفلسطينيين هوسلاح نتنياهو، وأحزاب ائتلافه المتطرف، لخوض المعركة الانتخابية.
ولن تؤثر في نتنياهو بيانات الإستنكار الأوروبية، التي تعيد التأكيد كل مرة على أن النشاطات الإستيطانية غير شرعية، وهي ستبقى، على أهميتها، غير مؤثرة ما لم تترافق مع إجراءات عقابية ضد إسرائيل ومستعمراتها الاستيطانية .
وإذا كان طبيعيا أن تقوم أطراف دولية وأجنبية بإصدار بيانات الإستنكار والإدانة، فإن من غير الكافي أن تكون ردود أفعال المؤسسات الرسمية والقوى الفلسطينية، مجرد بيانات إدانة واستنكار كذلك، لأن المتوقع من الجانب الفلسطيني إجراءات قادرة على درع الحكومة الإسرائيلية، وقادرة على التصدي لوقاحتها التي وصلت الى حد اصدار المحكمة العليا الإسرائيلية قرار يلزم حكومتهم بإقتطاع 14 مليون شيكل من الضرائب التي تجبى من عرق جبين المواطنين الفلسطينيين، لدفعها كتعويضات لعملاء الاحتلال الذين ارتكبوا جرائم لا تغتفر ضد أبناء وبنات شعبهم .
كتبت في الأسبوع الماضي عن الاستباحة الخطيرة التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، وعن عمليات الإعدام والقتل الميداني الوحشي التي مارسها ضد العديد من الشهداء داخل المدن و القرى الفلسطينية، دون رادع،وقد وصلت الاستباحة حدودا لا يمكن احتمالها، أو تبرير تجاهلها، بأي حال من الأحوال.
وما هو واضح وجلي، أن وقاحة مخططى صفقة القرن، ودعاة تصفية القضية الفلسطينية، ونشطاء الإستعمار الإستيطاني، تتصاعد طردياً مع تفاقم حالة الإنقسام الفلسطيني، والتي وصلت مؤخرا إلى مستوى خطير يهدد بتحول الإنقسام إلى انفصال كامل بين الضفة والقطاع، وهو بالضبط ما تهدف له صفقة القرن، ومشاريع الليكود منذ أفشل نتنياهو ما يسمى بعملية السلام، ومنذ ما قام به شارون من اجتياحات مدمرة للضفة الغربية، ومن ثم تنفيذ خطة فصل قطاع غزة وفرض الحصار عليه.
لن يتغير السلوك الإسرائيلي ولن يتراجع الدعم الأميركي له، ببيانات الاستنكار والإدانة، وسيتغير فقط عندما نغير ميزان القوى بيننا وبينه، وأول شرط لذلك إنهاء الإنقسام الداخلي الفلسطيني، ومجابهة المتآمرين علينا بصفوف وقيادة موحدة.
لم تنجح غزوات الإفرنج في إحتلال ساحل بلاد الشام والقدس وسائر فلسطين إلا بفضل احتدام الصراعات بين الإخوة والأشقاء، ولم ينجح صلاح الدين في استردادها بعد مائتي عام إلا بعد أن وحدهم، فلنتعلم من تاريخنا.