وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئاسة ترد على خطاب مشعل وتصفه بالموتور والكاذب

نشر بتاريخ: 01/03/2008 ( آخر تحديث: 01/03/2008 الساعة: 23:34 )
رام الله - معا- أصدرت الرئاسة، اليوم، بيانا ردا على ما ورد في خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والتي اتهم فيها الرئيس بالمسؤولية عن اعطاء المبرر للعدوان على غزة .

وفيما يلي نصه:

في الوقت الذي يغرق فيه أهلنا وشعبنا في قطاع غزة في بحر من الدم، وتشتعل البيوت بمن فيها من أبرياء، ويسقط الأطفال والنساء والشيوخ مضرجين بدمائهم بفعل المحرقة التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي، في هذا الوقت الذي يفرض على الجميع واجب احترام دماء أبناء شعبنا الذي ما زال يهرق غزيراً، والارتفاع إلى مستوى تضحياته، وعذاباته هناك من يصر على المتاجرة في هذه التضحيات بأبخس الأثمان، وتوظيفها مرة أخرى لأجندته الخاصة، إن لم نقل لصالح أجندات لا علاقة للشعب الفلسطيني وكفاحه وبرنامجه الوطني فيها من قريب أو بعيد، إذ لم يكتف هؤلاء بتحويل مليون ونصف إنسان في القطاع المعذب الى رهينة على امتداد الأشهر الماضية، والآن ها هم يحاولون التحلل من مسؤولياتهم، ومما اقترفته أيديهم عندما سيطروا على القطاع بالقوة الغاشمة وأخرجوه وأهله من تحت مظلة الشرعية الوطنية الفلسطينية والعربية والدولية، ووضعوه فعلياً تحت طائلة العقوبات والحصار، مقابل إقامة سلطة الأمر الواقع، والاستفراد بها حتى ولو كان الثمن التضحية بوحدة الوطن، وتقسيم الشعب، والمقامرة بالمصير الوطني بأسره.

واليوم، ورغم سقوط عشرات الشهداء، ونزيف الدماء والحرائق، فإنها لم تكن أسبابا كافية بالنسبة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، كي يغادر لغة الاغتيال وكيل الاتهامات، لغة الانشقاق، والانقلاب، ليخفف من مسؤولية وزر أفعاله التي لم يكن مقدراً لها إلا الوصول إلى حيث هي الآن.

إن ما جاء على لسان مشعل من اتهامات للأخ الرئيس محمود عباس، بما يتصل بتصريحاته حول وجود جماعة تنظيم القاعدة في قطاع غزة، باعتبارها تبريراً للعدوان الإسرائيلي، محاولة ساقطة وفاشلة لتنصل مشعل وسلطة الأمر الواقع التي أقامتها حركته في قطاع غزة للتحلل من المسؤولية في التصدي إلى ما تقوم به بعض الجماعات التي ترتكب الجرائم ضد الأديرة والكنائس والمدارس الأجنبية في القطاع. وقد كان الرئيس واضحاً، إذ لم يتهم حركة حماس بهذه الجرائم التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة وطرق عملها وأساليبها الهدامة، وكان من الأجدر بمشعل وغيره من قادة حماس البحث في الأسباب الحقيقية لما آل إليه وضع قطاع غزة وأهله بدل التنصل من أخطائهم وخطاياهم، التي أوصلت الوضع الفلسطيني بأسره الى واحدة من أسوأ لحظاته، وأشدها خطراً على المصير الوطني.

إن خالد مشعل الذي يستجير ويستجدي اليوم العالم بأسره لتحقيق هدنة متبادلة مع إسرائيل هو ذاته الذي رفض وحركته دعوات الأخ الرئيس عباس المتكررة لمثل هذه الهدنة لتجنيب شعبنا ويلات العدوان الإسرائيلي وحماية شعبنا وعصمة دمه من جرائم القتل، والنجاة به من عدوان مدمر، بل من محرقة حقيقية. بل أن كل دعوة بهذا الاتجاه كانت تقابل بالرفض من حماس ومشعل، وبكيل الاتهامات بمحاولة خنق المقاومة، وكأن المقاومة هي حصر إطلاق الصواريخ كما كان من قبلها تنفيذ العمليات العسكرية داخل إسرائيل.

إن مطالبة السيد الرئيس سابقاً واليوم وغداً بوقف إطلاق الصواريخ، إنما هي محاولة تمليها عليه مسؤوليته الوطنية لسحب الذرائع من يد إسرائيل لتبرير عدوانها، كما أن مطالبته بنشر قوات دولية أو عربية لحماية شعبنا من بطش آلة الحرب الإسرائيلية التي قوبلت هي الأخرى بالرفض والتهديد بالتعامل معها كقوة احتلال، وها هو مشعل يتبنى ذات الموقف ويستجير، وهو ما يكشف عن عقم وتناقض مواقفه وبؤسها.

كما أن تباكي مشعل على الجلوس إلى مائدة الحوار الوطني، تفتقر إلى الصدق، ويعوزها الكثير من الثقة، فمشعل ذاته هو الذي رفض في الأمس القريب المبادرة اليمنية للحوار، التي أعلن الأخ الرئيس قبولها بلا أي تحفظ، في حين أن مشعل من يضع شروطه على هذا الحوار بالإبقاء على الانقلاب وتكريس نتائجه.

إن الأخ الرئيس بصفته رئيس الشعب الفلسطيني، لن يتخلى عن مسؤولياته الوطنية التي خوله بها في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني وحمايته وصيانة وحدته، والسير قدماً من أجل نيل حقوقه الوطنية غير منقوصة بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولن تثنيه عن القيام بواجبه هذا أي اتهامات متهافتة من صنف التي ألقى بها مشعل وأمثاله، فعلى جميع قوى وفصائل الشعب الفلسطيني ومؤسساته في هذه اللحظات الحرجة الارتقاء إلى مستوى تضحياته، والانخراط في الدفاع عن شعبنا العزيز في الجزء الأعز من وطننا قطاع غزة، والتصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم.

ــــــــــ