|
حماس بين اتهام الارهاب والارهاب المحقق في غزة
نشر بتاريخ: 05/01/2019 ( آخر تحديث: 05/01/2019 الساعة: 18:49 )
الكاتب: د.عبد الله كميل
في الاونة الاخيرة جنّد الرئيس الفلسطيني ابو مازن كل الطاقات والعلاقات السياسية والدبلوماسية في سبيل الدفاع عن حركة حماس في المحافل الدولية وعلى رأسها الجمعية العامة للامم المتحدة، وقد نجحت الجهود الدبلوماسية الفلسطينية واثمرت عن قرار دولي بعدم اعتبار حماس حركة ارهابية... اذن سقط الاتهام لحماس والذي خرجت به امركيا واسرائيل وبدعم من الدول الصديقة لهما وذلك بعد الجهد الجبار الذي مارسته القيادة الفلسطينية.. تم التهديد والوعيد للرئيس من مغبة الوقوف والدفاع عن حماس الا ان الرئيس لم يأبه لهذه التهديدات كعادته واصر على موقفه المدافع عن حماس انطلاقا من ايمانه وايمان حركة فتح ان الاختلاف مع حماس وحتى وان مارست الاخيرة ارهابها وصلفها ضد ابناء شعب فلسطين في غزة وتحديدا ضد ابناء فتح فان كل هذا لا يعني التسليم لامريكيا واسرائيل باعتبار حماس او اي فصيل فلسطيني على انه فصيل ارهابي وان التسليم بذلك يعني محاكمة فتح على انها مارست الارهاب ولا سيما ان فتح مارست العنف المسلح عقودا طويلة لا بل انها صاحبة الرصاصة الاولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة وقد مارسته من خلال كتائب الاقصى خلال الانتفاضة الاخيرة....
والغريب والعجيب ان امريكيا وبينما كانت تقود الهجوم محاولة اصباغ حماس بالارهاب فانها اي امريكيا ومن تحت الطاولة كانت معنية ببقاء حماس وبعدم تجفيف منابع الدعم لها ولهذا رتبت الدور لبعض دول الاقليم كي تشرف على الوساطة بين حماس واسرائيل ما ساعد بادخال الاموال القطرية لحماس عبر المعابر الاسرائيلية وبتدخل اسرائيلي بالكشوف التي صرفت لها هذه الاموال وبالمقابل فان حماس قد ابرقت بالعديد من بطاقات الاعتماد للامريكان والاسرائيليين من خلال سلوكها على الارض خلال السنوات الاخيرة لا بل يجري الحديث من مطلعين على ان هناك مفاوضات سرية بين حماس والاسرائيليين عبر وسطاء وكادت ان تصل الى نتائج لولا عملية المجموعة الخاصة الاسرائيلية والتي مكثت في غزة فترة طويلة قبل شهور قليلة ..لهذا بدأنا نسمع عبر العديد من قادة حماس عن عدم تحريم التفاوض مع المحتل حيث اعتبرت هذه التصريحات مؤشرا على صحة المعلومات عن عملية التفاوض المذكورة .. وبينما تتصاعد وتيرة الحديث عن قرب التوصل لاتفاق بين الاسرائيليين وحماس اضافة الى تعميق العلاقة بين قطر كوكيل لامريكيا في المنطقة وحماس فان كل الحوارات الداخلية بين فتح وحماس اصطدمت بعدم رغبة حماس بمصالحة حقيقية تمكن الحركتين من الاقلاع باتجاه ترسيخ مفاهيم السلطة الواحدة والقانون الواحد والعمل على انهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، والذي لا يؤثر حقيقة اقتصاديا او معيشيا على ابناء حماس وكل ابناء غزة يعرفون ذلك .. لا بل زادت حماس من وتيرة الملاحقة لابناء فتح وكوادرها ومارست ابشع صور الارهاب والعنف بحقهم ولم تسلم حتى النساء من هذه الممارسات وكلنا شاهد على شاشات التلفاز عمليات القمع لقيادات وكوادر فتح ونساءها في ساحة الجندي المجهول وفي العديد من المناطق داخل قطاع غزة مرورا بالجريمة البشعة التي مارسها ملثمو حماس بحق هيئة الاذاعه والتلفزيون والموظفين والموظفات فيها ما كشف عن الحقد الاسود الذي يعشعش في صدورهم وقد كشفت صور الدمار الذي احدثوه لاجهزة هيئة الاذاعه والتلفزيون ومكاتبها والذي حصل في وضح النهار .. اخيرا نحن امام حركة لم تتراجع عن ممارساتها وسياساتها حيث انها تظهر يوما بعد يوم انها غير معنية البتة بوحدة وطنية تنقذ القضية الفلسطينية وخاصة في هذه المرحلة التي يتم فيها الحديث عن ما يسمى بصفقة العصر واعتقد ان حماس تدرك تماما ما تفعله ولا تأبه كثيرا للرأي العام بقدر ما يعنيها الحفاظ على قطاع غزة في قبضتها وبكافة الطرق وتحديدا الارهابية منها ..نعم الارهابية فما هو صنف الجريمة الذي لم ترتكبه ويدور في دائرة الارهاب في قطاع غزة ..ضربت واعتقلت وعذبت النساء، قتلت اكثر من سبعماية واربعون وقطعت اوصال اكثر من الف وخمسماية من ابناء فتح ..سيطرت على اراضي الدولة بقوة السلاح ..تقوم باختطاف اي منتقد لها وتعذيبه ..تمنع التجمعات السلمية وتقمعها بالقوة وحتى كمرات التصوير لم تسلم من بطشها فماذا بقي بعد ..وهل المقاومة تعطيها الترخيص لممارسة الارهاب بحق ابناء شعبنا ؟؟اذن اليست حماس ارهابية جدا بحق ابناء شعبنا في غزة؟؟ |