|
المحامية رجاء عطا الله تستعد لفرحها قريبا ولكنها تحت الأنقاض ومصيرها مجهول وقد استشهد كل الأحبة
نشر بتاريخ: 02/03/2008 ( آخر تحديث: 02/03/2008 الساعة: 13:41 )
غزة- معا- خضرة حمدان- هناك اسفل ذاك الركام الاسمنتي الهائل لمنزل والديها الجميل تقبع رجاء عبد الرحمن عطا لله "31" عاماً تحتضن فستان الخطوبة القادمة بعد أيام، ولكن لا أحد يعلم إن كانت على قيد الحياة أم فارقت.
وبجانبها أيضاً قد يسمع رجال الإنقاذ صريخ شقيقتها ابتسام "25" عاماً, فهم تحت أنقاض منزل من ثلاثة طوابق سقط فوق رؤوسهم بفعل فاعل قتل الأحبة وحوّل ما حولهما إلى ركام وغبار ورائحة دماء. فالوالد عبد الرحمن عطا الله المسن "65" عاماً وجد رأسه المفصول عن الجسد وبجانبه الزوجة الوفية سعاد "62" عاماً تكاد تلتصق روحاهما وجسداهما فقد حاولا إنقاذ بعضهما عندما باغتتهما طائرة إف 16 بثلاثة صواريخ أهالت منزلهما وأبناءهما تباعاً تباعاً. كان قبل لحظات ابنهما خالد "33" عاماً يزهو حاملاً طفله الوحيد أنس "20" يوماً فقط ولكن الموت قتل فرحته وقتله وخطف الروح التي وزعت الحلوى قبل ايام في شارعهما الصغير الضيق، فالقصف الذي توالى عصر امس السبت بثلاثة صواريخ بشكل مفاجئ استهدف ذاك المنزل الهادئ ونشر غمامة سوداء فوق كافة المنازل حتى ظن المواطنون ان يوماً أسوداً ومحرقة اشتعلت في منطقتهم. زوجته وضعت طفلها الوحيد قبل أيام فأنقذها انها كانت في أعلى طابق بالمنزل وقد التقطها المسعفون والمنقذون بعد ان تعرفوا على شعر لسيدة ظهر بين الأنقاض. أما ابنهما الثاني الأكبر إبراهيم "34" عاماً وجد بين الأنقاض وقد فارق الحياة وبالقرب منه أطفاله الخمسة وزوجته انشراح جراحها خطرة وجراح أطفالها متفاوتة. المنزل أصبح " كرتونياً" كما تقول قريبة العائلة الصحافية علا عطا الله فلم يسبق ان شاهدت "منزلاً ينهار فوق رؤوس أحياء وبين صراخ السيدات والأطفال ورائحة الدماء والغبار المخيم فالكل مصدوم والموت بطائرات الاحتلال فاق كل التوقعات وفاق كل تصور". الجرافات وآلات الإنقاذ تعمل جاهدة للبحث عن الشقيقتين رجاء وابتسام, ويقف عاهد الشقيق الثالث والوحيد المتبقي لعائلته وشقيقته الثالثة المتزوجة على رأس المنقذين يحاولون استرجاع من تبقى من عائلتهم ويأملون من الله أن يبث الحياة لتبقى الشقيقتان متماسكتان. وقد نجحت فرق الإنقاذ بعد نشر القصة بانتشال جثامين الشهيدات سعاد عطا الله وابنتيها رجاء وابتسام وقد فارق ثلاثتهن الحياة بعد 12 ساعة تحت الأنقاض. |