|
كردنة القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 10/01/2019 ( آخر تحديث: 10/01/2019 الساعة: 23:56 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تتجه القضية الفلسطينية الى عين العاصفة مباشرة. تتقاذفها الأمواج العاتية وتسحبها التيارات دون رحمة. ولا أشكك في صمود السفينة ولا في بأس البحارة، لكن الوضع خطير ولم يعد هناك الكثير من الخيارات.
قلقي أن القضية الفلسطينية وبسبب هذه القيادات ستدخل دوامة الضياع مثل القضية الكردية؛ فلا يكون إلا قتالا وحروبا ودماء وضحايا لردح من الزمن. ان القضايا العادلة تحتاج الى أدوات سليمة وقيادات بارعة وفرص تاريخية يصنعها الابطال وإلا فانها ستفقد وهجها وتتحول من قضية الى نزيف. مثال التتر والهنود الحمر وبني اسرائيل والأكراد وعشرات القضايا العادلة ضاعت في "صحراء سيناء" ولا تزال في ضياع. بمحاذاة جبال زاغروس وجبال طوروس يسكن ٣٠ مليون انسان يناضلون منذ مئة عام للحصول على كيان مستقل دون جدوى. إنهم الأكراد في كردستان. قاتلوا مع الثورة الفلسطينية وتدربوا في معسكراتها ووصفهم ابن بطوطة قبل الف عام بالقوة والبأس الشديد.. ولكنهم انقسموا وتقاسموا وتشاجروا وتعثروا وتبعثروا. ومنذ اختطاف عبد الله اوجلان عام 1999 في نيروبي بكينيا وتسليمه للسجون التركية تشتت الأكراد وفقدوا البوصلة وضاع رشدهم واختلفت ولاءاتهم. الأكراد شعب عريق، ومقاتل قوي، وصاحب بأس ولكنه يعاني من أزمة ادارة حركة التحرير واختلط على قياداته العمل السياسي بالعمل العسكري بالاستقلال بالتبعية بالولاء بالطوباوية بالتخبط. فلسطين في أخطر مرحلة عاشتها الثورة، خلاف سياسي تحوّل الى صراع سخيف ومقرف، انقسام تافه وانفصال سيكولوجي وانفصام سياسي ونكد وإفلاس سياسي وإفلاس مالي وتخبط وتشكيك وتخوين وفراق وفرقة ولؤم وقسوة وأجندات غريبة ومال سياسي مسموم. أمامنا ٦ أشهر لإجراء انتخابات بأي طريقة كانت للبحث عن مخرج، او أننا سنصبح مثل الاكراد شعب قوي وقضية عادلة بلا دولة. |