|
الصحف الاسرائيلية بين التهويل والتحليل والتخبط في فهم الحرب على غزة
نشر بتاريخ: 02/03/2008 ( آخر تحديث: 02/03/2008 الساعة: 16:58 )
بيت لحم - معا - تصدرت الاحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة منذ يوم الاربعاء الماضي اعمدة الصحف الاسرائيلية الرئيسية التي تناولتها من ابواب وزوايا مختلفه تراوحت ما بين التهويل ومحاولة اثارة مخاوف سكان القطاع و التحليل كل وفقا للزواية التي يراها وصولا الى التخبط في تحديد مدى العملية والوقت الذي ستستغرقه وصولا الى الاختلاف في تحديد اهدافها.
صدرت صحيفة "معاريف" وقد غطت صور قتلى وجرحى قوات الاحتلال على صفحتها الاولى دون ان تغفل التهويل والتهديد بقتل زعماء وقادة حركة حماس ملخصة الحرب بعنوان كبيرة تحت صورة بعض الجنود الجرحى " قادة حماس على المهداف " في اشارة الى اقتراب ساعة اغتيالهم وتصفيتهم . وفي اطار التحليل افردت الصحيفة موقعا بارزا لمقال كتبه بن كسيبي تحت عنوان " حتى الان ليست الحرب " قال فيه " انها ليست الحرب ولا تشبه الحرب ولا تذكر بها وما جرى عملية عسكرية محدودة على مستوى لواء عسكري وقد يؤدي رفع سقف التوقعات الى تنوع التحليلات ودخول عسقلان الى دائرة المدن الاسرائيلية المعرضة للقصف الى شعور بقرب الانزلاق الى عملية عسكرية اوسع واشمل وخلق شعور مغلوط باننا في طريقنا الى اعادة احتلال غزة وجيد جدا اننا لسنا في الطريق الى ذلك ". وفي ذات الاطار كتب الصحفي عمير ربوبورت في صفحة "معاريف" مقالا تحت عنوان " ننجر الى غزة " ان حماس واسرائيل قد جرتا الى هذه المواجهة الاعنف من نوعها خلافا لرغبتهما والجيش لا ينوي اليوم تقديم توصية للحكومة بتحويل العملية المحدودة الى عملية برية واسعه ومع ذلك تستعد المؤسسة الامنية والعسكرية الاسرائيلية لاحتمال صدور قرار بتجنيد الاحتياط بشكل واسع اذا اتضح بان اطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان لن يتوقف او في حالة اوقع قصف سيدروت والنقب الغربي خسائر بشرية كبيرة والقيام باحتلال مناطق واسعه داخل القطاع . ويسود الاعتقاد داخل المؤسسة العسكرية ان مثل هذا السيناريو سيتحقق خلال ايام اذا لم تتوقف الصواريخ المنطلقة الى عسقلان ". ومن ناحيتها فضلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية النظر الى ما يجري في غزة من زاوية التهديد والوعيد الذي عمدت اسرائيل خلال الايام الاخيرة الى اطلاقه ضد قادة حماس فصدرت بعنوان كبير " الاف الجنود في عمق غزة " تلاه عنوان جانبي " الشتاء الساخن اولمرت اقر اقتراحا باغتيال قادة حماس ". وقال الكاتب الاسرائيلي ناحوم برنيع في مقال نشرته "يديعوت احرونوت" تحت عنوان " خيارات الكوليرا ": لقد كتب على حكومة اسرائيل غير المتمتعه بالشعبية ان تتخذ قرارين عسكريين مصيريين اولها كان بالحسم امام حزب الله في لبنان والثاني بالحسم امام حماس التي بات الوضع معها يتراوح بين خيارين اولهما اما ان يحتل الجيش كامل القطاع او اجزاء واسعه منه او ان تدخل اسرائيل في مفاوضات مباشرة وعلنية وجدية مع حماس دون ان ننسى المعضلة الثالثة التي يتوجب على حكومة اولمرت حسمها وهي الصراع مع ايران ". واضاف بارنيع " تماما مثل حزب الله المحت حماس في اليوم الرابع من القتال الى امكانية وقف اطلاق النار فمن ناحيتها حققت اقصى ما تستطيع واثبتت قدرتها على الصمود والاستمرار باطلاق الصواريخ وحان الوقت لاعادة ترميم جسدها والتسلح من جديد ". ومن ناحيته وصف الكاتب الاسرائيلي اليكس فيشمان في صحيفة" يديعوت" الاسرائيلية العملية الجارية في غزة بالمحدود رافضا وصفها او اعتبارها العملية البرية الواسعه المنتظرة معترفا بان عملية محودة المكان والزمان والاهداف لا يمكنها ان تنجح في وقف اطلاق الصواريخ ولكنها تستطيع تشويش عملية اطلاقها وضرب البنية التحتية وخلق حالة من الردع وبمعنى اخر خفض كميات الصواريخ التي تنطلق من غزة لفترة معينة . وعلى خلاف العملية الحالية التي وصفها فيشمان بالتكتيكية فان العملية البرية هي عملية استراتيجية من حيث الاهداف والابعاد وهي تسعى لوقف اطلاق الصواريخ بشكل نهائي . وانفرد صحيفة "هأرتس" بعنوان رئيسي يحدد هدف العملية الحالية ويقصره على وقف اطلاق الصواريخ باتجاه عسقلان فقط مضيفة بان الاوساط الاسرائيلية تدرك رغبة حماس بانهاء دورة العنف الحالية ولكن الجيش الاسرائيلي يواصل ضغطه العسكري بهدف اخراج مدينة عسقلان من دائرة توازن الرعب في اشارة من الكاتب بقبول اسرائيل بمبدأ توازن الرعب في سيدروت ومناطق النقب الغربي ". وقال الكاتبان عاموس هرئيل وافي سخاروف في مقال نشرته "هأرتس" بان من يدعو ويدفع باتجاه القيام بعملية برية واسعه ان يدرك حجم الثمن المطلوب والعملية المحودة التي بدات يوم الاربعاء تعطي مؤشرا اوليا حول المعطيات والخسائر المتوقعه حيث سقط خلال اليومين الماضيين جنديين واكثر من 63 فلسطينيا بينهم الكثير من المدنيين وتلقت سيدروت وعسقلان والبلدات المحيطة بغزة اكثر من 50 صاروخا وان اي عملية واسعه ومستمرة سترفع هذه الارقام بشكل كبير ". ورغم ان الجيش نفذ عمليته المحدودة في المناطق التي اعتاد دخولها مرة او مرتيين كل شهر الا انه ضرب النقاط الاكثر حساسية الواقع على حدود المناطق المأهولة في جباليا وغزة ومن جانبها دفعت حماس الى منطقة جبل الكاشف الواقع بين جباليا والشجاعية بتعزيزات ضخمة منذ بداية العملية ومن الواضح ان الجيش وعندما تلقى اولى خسائره لجأ الى اطلاق مكثف للنيران بهدف انقاذ الجرحى وتخليص القتلى ومنع وقوع اصابات اخرى فيما احتل المسلحون الفلسطينون نقاطا قتالية داخل المنازل ما عقد ميدان القتال واصبح من الواضح ان خسائر في صفوف المدنيين والاطفال ستقع . امس الاول برزت مؤشرات بان حماس تحاول التوصل الى وقف لاطلاق النار فخفضت من عدد الصواريخ التي تطلقها لكن قرار اسرائيل بمواصلة القتال وارتفاع اعداد القتلى جعل مسافة التوقف ومنع الانحدار عميقا اطول وابعد منال . |