|
حقائق يعشنها أسيرات معتقل "الدامون"
نشر بتاريخ: 13/01/2019 ( آخر تحديث: 15/01/2019 الساعة: 10:05 )
رام الله- معا- نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير صدر عنها، اليوم الأحد، جُملة من الحقائق اليومية التي يعشنها أسيرات معتقل "الدامون"، والتي توضح حجم الانتهاكات والخروقات التي يتعرضن لها بشكل يومي، والتي تُخالف بشكل صريح كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الانسان، وفيما يلي تفاصيل هذه الوقائع:
طبيعة معتقل "الدامون يقع سجن "الدامون" شمالي فلسطين على سفوح جبل الكرمل بمدينة حيفا، وقد أُقيم هذا السجن منذ زمن الانتداب البريطاني كمستودع للدخان، وعند بنائه تم مراعاة توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان، وكانت الأرض تعود ملكيتها لعائلة قرمان من حيفا، وبعد عام 1948 وضعت اسرائيل يدها على المبنى وحولته الى سجن، حيث أن البنية التحتية للسجن رديئة وسيئة جداً وكان هناك أمر بإغلاقه لانه لا يصلح للعيش به، ولكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى وازدياد أعداد المعتقلين الفلسطينيين، أعادت إسرائيل فتحه وهو يستوعب حالياُ 500 أسير أغلبهم معتقلين على خلفية الدخول لأراضي الداخل المحتل بطريقة غير قانونية، وهناك قسم للأسيرات يضم حوالي 53 أسيرة. أوضاع الأسيرات عقب نقلهن إلى معتقل "الدامون" في شهر نوفمبر عام 2018 تم ضم الأسيرات السياسيات اللواتي يقبعن في سجن "الشارون" الى أسيرات الدامون ليصبح معتقل "الدامون" يضم جميع الأسيرات السياسيات. وقُبيل نقل الأسيرات من سجن الشارون للدامون، تم أيضاً نقل أسيرات سجن الدامون من قسمهن، حيث كُن يقبعن بقسم 6 وتم نقلهن الى قسم 3، كما تم نقل أسيرات الشارون إلى ذات القسم، وقد جرى نقل أسيرات الشارون على 6 دفعات، من تاريخ 31.10.2018 حتى 7.11.2018 . وكان القسم بحاجة لتجهيز من قبل الأسيرات، وقد حاولت إدارة سجن "الدامون" توزيع الأسيرات على غرف القسم وفقاً لما تراه إدارة المعتقل، ولكن الأسيرات خاضوا نضال ضد قرار إدارة السجن وطالبن أن يخترن بأنفسهن توزيع الغرف، لذلك وكخطوة احتجاجية اعتصمن في الساحة ورفضن الدخول للغرف، وبعد تدخل ممثلة الأسيرات والمفاوضات مع الإدارة سُمح لهن بالاشراف على ترتيبات وتوزيع الغرف. ويوجد حالياً 53 أسيرة في سجن "الدامون"، يتغير عددهن حسب الاعتقالات الجديدة او الافراج عنهن بعد انتهاء فترة حكمهن، من بين الأسيرات القابعات في المعتقل: أسيرة قاصرة، ونائب في المجلس التشريعي، وثماني أسيرات جريحات أُصبن وقت اعتقالهن، والعديد من الأسيرات المريضات، و22 أسيرة أُم منهن زوجات وأمهات شهداء وأسرى بالسجون، و19 أسيرة موقوفة، وأسيرتين قيد الاعتقال الاداري، و3 أسيرات من قطاع غزة محرومات من زيارة ذويهن. يُذكر بأن الأحكام التي صدرت بحق الأسيرات قد وصلت أقصاها لـ 16 عاماً. و تُحتجز الأسيرات الفلسطينيات في قسم يحتوي على 13 غرفة، في كل غرفة توجد ما بين 4-8 أسيرات، هناك غرفة عزل مع كاميرات، كذلك يوجد غرفة تُستخدم كصف لتعليم للقاصرات ويتم فتحها يوم بالأسبوع فقط، وقد طالبن الأسيرات باستخدام هذا الصف وفتحه يومياً للتعليم والجلسات الثقافية وأن يكون به مكتبة وغرفة قراءة لجميع الأسيرات، ولكن للآن لم يسمح لهن بذلك، مع ذلك نجحت الأسيرات بتخصيص غرفة للقاصرات وأخرى للأسيرة الجريحة إسراء جعابيص نظراً لخصوصية حالتها حيث ترافقها عادة الأسيرة عائشة الأفغاني لتساعدها بمتطلباتها اليومية. ويجري عد الأسيرات 4 مرات يومياً:(الساعة 6:00، 10:00، 15:00، 18:00)، فيما يتم اجراء تفتيش ما يسمى "دق الجدران والشبابيك" مرتين يومياً الساعة 8:00 والساعة 15:00 عصراً ، كما يتم تنفيذ تفتيش مفاجيء لبعض الغرف بأوقات غير معروفة وغير محددة. فيما يتعلق بالغرف فأرضيتها من الباطون، بدون بلاط وهي باردة جداً بفصل الشتاء، غالبية الغرف سيئة التهوية، مليئة بالرطوبة والحشرات حيث أن البناء قديم جداً، جزء كبير من الخزائن صدئة نتيجة الرطوبة، لا يوجد كراسي بالغرف، وإدارة السجن تمنع الأسيرات تغطية الأرضية بالبطانيات لكي يجلسن عليها، وفي الأوقات التي لا يوجد بها عد أو تفتيش يضعن الأسيرات البطانيات على الأرض ويجلسن عليها، وعندما تدخل إدارة السجن للعد أو التفتيش سرعان ما يزيلوهن لكي لا يتم معاقبتهن. وفي كل غرفة يوجد إبريق تسخين الماء، وبلاطة طبخ كهربائية وتلفزيون وراديو، وفي كل غرفة يوجد مرحاض ولكن لا يوجد حمام . وعدم توفر ظروف الأمان للأسيرات داخل الغرف، حيث أن الاسرة مرتفعة وعالية فهي مكونة من طابقين، مما أدى سابقاً لوقوع عدد من الأسيرات واصابتهن بكسور. وأما عن المياه في القسم: فالأسيرات يعتمدن على شراء مياه معدنية على حسابهن الخاص من دكان السجن " الكنتينة". ويُسمح لكل عائلة أسيرة ادخال كتابين في الشهر، لكن بشرط أن تحصل الأسيرة مسبقاً على تصريح لاستلام الكتب وأن تعيد كتابين كانا في حوزتها. ساحة السجن أو ما تسمى "الفورة" - هناك كاميرتان في ساحة القسم حيث تتم مراقبة الأسيرات من قبل سجانين، وهذا يمنع الأسيرات من القيام بتمارين رياضية والركض بشكل حر، ويمنعهن أيضاً من التعرض لأشعة الشمس، وخاصة أن أغلبية الأسيرات محجبات. - لا يُسمح للأسيرات بالتجمع في مجموعات في الساحة. - تقضي الأسيرات حوالي 4 ساعات في الساحة، يُقتطع منها وقت الاستحمام، وقت زيارة المدير، ووقت زيارة المحامين. - يشار بأن الساحة بلا سقف، وبالتالي فإن الأسيرات لا تغادرن الغرف عند هطول المطر. الحمامات - من الجدير ذكره أن الحمامات موجودة خارج الغرف، لذلك تُحرم الأسيرات من الاستحمام بشكل حر ومتى تحتاج، كما أنه لا يُسمح للأسيرات بالاستحمام إلا خلال ساعات الفورة، حيث تُجبر الأسيرة على السير من غرفتها عبر الساحة مما يُشكل لهن احراج وصعوبة وخاصة في أجواء الطقس الباردة، والكارثة الكبرى خلال وقت الدورة الشهرية، فاذا احتاجت الأسيرة أن تستحم بالليل، فإنها ببساطة لا تستطيع بسبب وجود الحمامات خارج الغرف وبسبب تحديد وقت الاستحمام فقط بساعات الفورة ولذلك يتوجب عليها الانتظار لوقت فورة الصباح، الأمر الذي يُعرض صحة الأسيرات للخطر خاصة خلال موسم الشتاء. ظروف التعليم - تُمنع الأسيرات من حيازة مواد تعليمية، ومؤخراً جرى تفتيش للغرف، وتم ايجاد ورقة تحتوي على مواد تعليمية تمت مصادرتها، وقال السجانون للأسيرات بأن جميع المواد التعليمية ممنوعة. - لا يوجد مكتبة عند الأسيرات، وحتى الآن لم يتم استلام الكتب التي تم احضارها مع أسيرات الشارون وعددها حوالي 800 كتاب، والمشكلة أيضاً في حال استلامها لا يوجد مكان لوضعها. - الصف الذي تم فتحه تم تخصيصه فقط لتعليم القاصرات وهو صغير ولا يوجد به نافذة، ويُسمح فقط للقاصرات بالتعلم فيه وذلك عند حضور معلمة من قبل الإدارة ليوم واحد بالأسبوع ويتم إغلاقه مباشرة بعد انتهاء دوامها، ولا يُسمح لأحد باستعماله بعدها. العلاج الطبي - هناك بيروقراطية بالنسبة لطلب ادخال أطباء مختصين من الخارج حيث أن الأمر يستغرق وقت طويل لاستصدار اذن للدخول، ومماطلة بالتحويل للمستشفيات، واجراء العمليات كحالة الأسيرة المصابة إسراء الجعابيص، وهي بحاجة لبدلة للحروق وأيضاً اجراء عملية لفصل الأصابع وعمليات تجميلية لان وجها مشوه نتيجة اصابتها وقت الاعتقال. وبشكل عام هناك مماطلة باجراء الفحوصات وتشخيص الأمراض، الأمر الذي يؤدي الى تدهور الوضع الصحي للأسيرات. المواد التي يتم توزيعها من قبل الادارة فيما يخص المواد التي يتم توزيعها من قبل إدارة "الدامون"، فلا يوجد قائمة محددة وواضحة بشكل شهري، وتفتقر القائمة بشكل دائم الفوط النسائية، ووفقاً للتعليمات يجب توفيرها من قبل الإدارة للأسيرات الموقوفات، وخلال تواجدهم بسجن الشارون كان يتم تزوديهم بها وللأسيرات المحكومات ايضاً، أما بسجن "الدامون" فلا يتم تزويدها للأسيرات المحكومات. أما عن الأسيرة اسراء جعابيص فإنه بسبب اصابتها وتلاصق أصابع يديها ، فإنها لا تستطيع استخدام الفوط الصحية الموجودة بدكان السجن " الكنتينة" ، وانما فقط الفوط الصحية التي تتوفر عند الإدارة ، مما يجعل الأمر حاجة ملحة للأسيرة المصابة اسراء جعابيص. مواد لعمل أشغال يدوية فنية ما زال السجن يمنع عائلات الأسيرات إدخال مواد للأشغال اليدوية الفنية، لذلك تُحرم الأسيرات عملياً من حقهن بانتاج أعمال فنية، ويتم فقط ادخال بعض المواد من قبل الصليب الأحمر. أوضاع الأسيرات الموقوفات الأسيرة التي تُعتقل ولا تكون بمراكز التحقيق يتم نقلها بين معابر "المسكوبية" و"الرملة" و"الشارون" وزجها بظروف قاسية وصعبة ولا يتم احضارها إلى سجن "الدامون" إلا بعد حوالي شهر من اعتقالها, وفي كثير من الأحيان يتم احتجازهن بظروف عزل واوضاع معيشية قاسية، كحالة الأسيرة افتكار كميل(زكارنة) فعلى الرغم من عدم استجوابها بمركز تحقيق، غير أنه تم نقلها لسجن "الرملة" وزجها بظروف عزل غاية في الصعوبة وبرد قارص لمدة شهر، والزهرة القاصر صابرين سند التي تم احضارها بعد 10 أيام للدامون والتي خضعت لذات الظروف. ظروف نقل الأسيرات للمحاكم عبر "البوسطة" -عند نقل الأسيرات يتم تقييدهن، وفي كثير من الأحيان تكون القيود شديدة ومحكمة، كما أن معاملتهن تخضع لمزاج قوات النقل والتي تسمى قوات النحشون. -هناك مشكلة عند الأسيرات اللواتي يتم محاكمتهن بمحكمة سالم العسكرية ومحكمة اللد وذلك بسبب احتجازهن بمعابر "الجلمة" و"الشارون" و"الرملة" بظروف سيئة وقاسية، عدا عن أن المدة تستغرق 3 أيام بالبوسطة وهي بمثابة رحلة عذاب ومعاناة شديدة للأسيرات . - تم تحقيق انجاز جديد فيما يخص نقل الأسيرات، وذلك نتيجة مفاوضات وتقديم شكاوي عديدة حول نقل الأسيرات اللواتي يتم محاكمتهن بمحكمة القدس وبئر السبع، حيث أنه بالسابق كان يتم نقلهن قبل يوم من المحكمة وتبقى الأسيرة بالمعبر حوالي 3 أيام بظروف عزل قاسية جداً مما يزيد من معانتهن، ولكن اليوم نجحن الأسيرات بتحصيل انجاز وهو نقل الأسيرات لمحاكم القدس وبئر السبع وإعادتهن للمعتقل بنفس اليوم. زيارات الأهل - تُقدم طلبات أسبوعية وعند كل زيارة لممثلة الأسيرات في القسم، بشأن موضوع ادخال الملابس والكتب، وصور الأطفال، الأمر الذي يستنفذ وقت ممثلة الأسيرات حيث تنشغل أسبوعياً بتقديم طلبات ل 53 أسيرة. - فيما يخص أسيرات غزة فهن محرومات من زيارة عائلاتهن، بسبب الحصار على غزة وبعد عدة تقديم شكاوي من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين تم السماح لهن باجراء مكالمات هاتفية للعائلة كل عدة اشهر مرة، وتكون المكالمات عادة بوجود الإدارة ومسجلة ومدتها حوالي 45 دقيقة. ظروف زيارة المحامين هناك غرفة واحدة معدة لزيارة المحامي وهي صغيرة جداً، ولا يُسمح للمحامي بزيارة أكثر من 3 أسيرات خلال الزيارة الواحدة. الاعتقال الإداري تاريخ القانون: وهو ما ورثته دولة الاحتلال الاسرائيلي عن الانتداب البريطاني، حيث يرجع أصل القانون منذ الانتداب البريطاني، وهو قانون الطوارئ للانتداب البريطاني عام 1945 وتم اعتماده كقانون يستعمل في حالة الطوارئ بإسرائيل, وقد أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ منذ قيامها عام 1948، ويُستخدم الاعتقال الإداري بالأساس لاعتقال الأسرى السياسيين الفلسطينيين. المفهوم: هو اعتقال تعسفي تستخدمه السلطات الاسرائيلية لسجن أشخاص بدون تهمة ومن غير تقديم لوائح اتهام ضدهم، وحسب ادعاء المخابرات الإسرائيلية انه خطوة وقائية لكي لا يقوم الشخص بتنفيذ أي مخالفة بالمستقبل، لذلك لا يوجد وقت محدّد لفترة الاعتقال. ويجري الاعتقال الإداري دون محاكمة واستنادًا إلى أمر يُصدره قائد المنطقة وباعتماد أدلّة وبيّانات سرّية، لا يطّلع عليها المحامي ولا حتّى المعتقل نفسه، هذا الإجراء يجعل من المعتقل يقف عاجزًا في مواجهة ادّعاءات لا يعرفها، وبالتالي لا يملك طريقة لتفنيدها ودحضها بلا لائحة اتّهام ولا محاكمة عادلة وبالتالي دون إدانة ودون أن يعرف متى سيتمّ إطلاق سراحه. - يتم اعتقال الأسرى والأسيرات الفلسطينيين ادارياً لفترات زمنية طويلة بحجة وجود "معلومات مخابراتية سرية" لا يعرفها الأسرى أو محامي الدفاع عنهم. - بالرغم من أن مدة الاعتقال الإداري أقصاها 6 أشهر، ولكن يمكن تمديده وتجديده لأجل غير مسمى, هذا الاعتقال المجحف يسلب من الأسرى حق معرفة المعلومات التي اعتقلوا بسببها ويبقيهم بالظلام لفترات طويلة، حيث أنهم لا يعرفون متى سيطلق سراحهم، وأحياناً يمتد الأمر سنوات طويلة. - ومن بين الأسيرات السياسيات الفلسطينيات اللواتي قيد الاعتقال الإداري: 1. الأسيرة خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، 55 سنة، من مدينة رام الله، اعتقلت في 2 يوليو 2017، وقد أصدر الضابط العسكري أمر اعتقال إداري بحقها لستة أشهر, وتم تمديد أمر الاعتقال الإداري وتجديده بشكل مستمر: وكان التمديد الأول بتاريخ 27.12.2017 لمدة 6 شهور والتمديد الثاني بـ 26.6.2018 لمدة 4 شهور والتمديد الثالث بـ 25.10.2018 لمدة 4 شهور وتنتهي مدة أمر الاعتقال الاداري بتاريخ 28-2-2019. 2. والأسيرة فداء دعمس 24 عاماً، من بيت أمر قضاء الخليل، وهي طالبة جرى اعتقالها بتاريخ 29 ايار 2018 وحُكم عليها بالسجن لمدة 95 يوم، وفي اليوم المحدد للإفراج عنها , صدر بحقها أمر اعتقال اداري لستة أشهر، وينتهي بتاريخ 15-2-2019. |