|
لمقارعة إيران.. السعودية تطور برنامجا للصواريخ الباليستية
نشر بتاريخ: 26/01/2019 ( آخر تحديث: 28/01/2019 الساعة: 09:30 )
بيت لحم-معا- أشار تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" إلى رصد الأقمار الاصطناعية لقاعدة عسكرية في عمق المملكة العربية السعودية قد تكون مصنعا للصواريخ الباليستية، وهي الأسلحة التي طالما انتقدت الرياض طهران خصمها اللدود في المنطقة بامتلاكها. وقد أثارنت الصور التي بثتها الأقمار الاصطناعية الشكوك بشأن الطموحات العسكرية والنووية للسعودية.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أكد العام الماضي أنّ المملكة لن تتردد في تطوير أسلحة نووية إذا استمرت إيران في تطوير أسلحتها في إشارة إلى انتاج صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية قادرة على ضرب أهداف على بعد آلاف الكيلومترات. وجود مثل هذا البرنامج قد يزيد من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، الشريك الأمني للمملكة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين فتورا منذ مقتل الكاتب الصحفي بصحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي من جهة والحرب التي تقودها السعودية في اليمن من جهة أخرى. وقد أكد جيفري لويس، خبير الصواريخ بمعهد ميدلبوري للدراسات الدولية في "مونتيري" بكاليفورنيا، أنّ الاستثمار الضخم في الصواريخ يرتبط في كثير من الأحيان بالاهتمام بالأسلحة النووية. واستبعد الخبير الأمريكي قدرة السعودية على إنشاء برنامج لإنتاج صواريخ بعيدة المدى أو السعي للحصول على أسلحة نووية. وحسب الصور التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، فإنّ المصنع المشتبه بإنتاجه لأسلحة باليستية يوجد داخل القاعدة الصاروخية في منطقة "الوطية" جنوب غربي الرياض، حيث من المتوقع أن يسمح للسعودية بتصنيع صواريخ ذاتية الدفع، وقد أشارت مصادر إعلامية إلى أنّ منصات إطلاق الصواريخ المزودة بالقذائف الباليستية التي اشترتها المملكة من الصين ستكون موجهة نحو إسرائيل وإيران، وهو ما قد يزيد من مخاوف حدوث سباق تسلح مع الجمهورية الإسلامية. صور الأقمار الصناعية التي تمّ التقاطها في نوفمبر-تشرين الثاني توضح وجود هياكل كبيرة كافية لبناء وإنتاج صواريخ باليستية كما تمّت الإشارة إلى وجود موقف اختبار لمحرك الصاروخ في ركن من القاعدة، وهو النوع الذي يتم وضع الصاروخ على جانبه وإطلاقه في مكانه. من جانبه اعتبر مايكل إيلمان، وهو خبير كبير في مجال الدفاع الصاروخي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، أنّ صور الأقمار الصناعية تظهر برنامجًا للصواريخ الباليستية. وأكد إيلمان أنّ المنشأة السعودية تشبه التصميم الذي تستخدمه الصين رغم صغر حجمه. الدعم العسكري الصيني للمملكة لن يكون مفاجأة، لأنّ الصين قامت وبشكل متزايد ببيع طائرات بدون طيار إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، حتى عندما قامت الولايات المتحدة بحظر مبيعاتها الخاصة لحلفائها بسبب مخاوف انتشار الأسلحة. كما زودت بكين الرياض بصواريخ "دونغفنغ" الباليستية، وهي الصواريخ التي كان يعتقد أنها الوحيدة الموجودة في ترسانة المملكة. ولا تملك السعودية ولا الصين عضوية في نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، وهو اتفاق عمره 30 عاما، ويهدف إلى الحدّ من انتشار الصواريخ القادرة على حمل أسلحة الدمار الشامل على غرار القنابل النووية. ولطالما انتقدت المملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية والذي تصفه هذه الدول بالتهديد الإقليمي، رغم تأكيد طهران على أنّ برنامجها النووي سلمي، لكن القوى الغربية تخشى منذ فترة طويلة من مساعي إيران للحصول على أسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران. وقال مايكل إيلمان إنّ السعودية لا تزال بحاجة إلى مساعدة أميركية في مجال الخدمات اللوجستية، مضيفا أنّ السعودية تعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي المباشر، وأنه لا يوجد ضمان مطلق بأن القوات الأميركية ووظائف الدعم ستساعد في شن هجوم سعودي على أهداف إيرانية، لذا تبقى الصواريخ الباليستية بمثابة حماية معقولة للرياض في حال نشبت مواجهة عسكرية بين القوتين الاقليميتين. يذكر أنّ المملكة العربية السعودية تصدت للصواريخ الباليستية التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن، والتي وصل بعضها إلى الرياض. ويتهم البعض إيران بتزويد الحوثيين بتلك الصواريخ، وهو ما تنفيه طهران. وسبق وأن حذر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال مقابلة له العام الماضي، ضمن برنامج "60 دقيقة"، من أن المملكة ستقوم بتطوير قنبلة نووية في حال قيام إيران بذلك. |