وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"اللجنة الوطنية" و"زينة القدس" تعقدان مؤتمر الإعلام في عيون القدس 2

نشر بتاريخ: 28/01/2019 ( آخر تحديث: 28/01/2019 الساعة: 15:34 )
"اللجنة الوطنية" و"زينة القدس" تعقدان مؤتمر الإعلام في عيون القدس 2
رام الله- معا- تم عقد مؤتمر الإعلام في عيون القدس "2" بالتعاون ما بين اللجنة الوطنية وشبكة زينة، وبتمويل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، بهدف تسليط الضوء على أهمية دور وسائل الإعلام في حماية الموروث الحضاري في المدينة المقدسة، على طريق إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
جاء ذلك تحت رعاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وبحضور المشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف مندوبا عنه، والوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ورئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم محمود إسماعيل، ومفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ محمد حسين ونائب محافظ القدس عبد الله صيام ورئيس شبكة زينة القدس الإعلامية رياض قدرية.
وفي كلمة الرئيس والتي نقلها المشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف، أكد على توجيه القيادة الفلسطينية المزيد من الاهتمام والرعاية للقدس بما تمثله من مكانة خاصة، في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها، من محاولات طمس وتهويد وحملة شرسة متمثلة بما يسمى "صفقة القرن"، مشيراً إلى أن الرئيس يقود معركة الحرية بعنوان القدس، محاربا بذلك مساعي الرئيس ترامب، فقد أوصى الإعلام الرسمي بالتركيز على كافة تفاصيل الانتهاكات وتوحيد الجهود لكافة المؤسسات العاملة بالمدينة نحو نقل صورة حقيقية لما يواجهه الإنسان الفلسطني من معاناة تعصى عن التوصيف، وبما يدفع المجتمع الدولي للقيام بواجبه بمساءلة الاحتلال.
من جانبه أكد رئيس اللجنة الوطنية محمود إسماعيل على حضور القدس في كافة القضايا وتوجيه المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية الرعاية المطلوبة للرسالة والمضمون الخاص بالمدينة، إلا أن هذه الجهود والمساعي الوطنية من مؤسساتنا الرسمية والأهلية والخاصة بحاجة لتعظيم جهودها، لكي تعيد البوصلة للأولويات الوطنية وعلى رأسها مدينة القدس، فيما قدم جزيل شكره لمنظمة "الإيسيسكو"على دعمها لهذا الجانب المهم والحيوي في عملية الصراع على الرواية، وشبكة زينة القدس الإعلامية التي نظمت هذا المؤتمر، مؤكداً على ضرورة تحييد الموضوعات الباهتة التي يتناقلها الإعلام والتركيز على قضايا يعمل الاحتلال على استباحتها، عن طريق إيجاد إعلام يوحد الجهود ويبذلها لكي تبقى القدس فعلا في عيون الإعلام، وشدد إسماعيل على ضرورة الدعوة إلى ايجاد ماكنة إعلامية محلية عربية إسلامية موحدة لتهتم بشؤون القدس خاصة.
وأشار المفتي محمد حسين إلى خطورة الحرب الإعلامية الدينة التي يقودها الاحتلال، وضرورة عرض الرواية الدينية والتاريخية الإسلامية والعربية بناء على شواهد ومعلومات واضحة وحقيقية، فجميع هذه الشواهد تؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني بهذه الأرض وخاصة العاصمة المقدسة.
وأكد حسين على ضرورة أن تكون القدس في عين كل مسلم وكل إعلامي وعربي، وكل من يريد للحقيقة أن تكون كما هي ساطعة كشمس القدس، محاربة بذلك تسويق مقولة عن القدس بأنها أرض الهيكل وغيرها من المقولات التي لا تجد من يدعمها لا في التاريخ ولا حتى في الحفريات التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية.
وقدم نائب محافظ القدس عبد صيام، نيابة عن المحافظ الغائب قصرا نتيجة لحكم الاحتلال بالإقامة الجبرية عليه، كافة الاستعدادت للتعاون من قبل المحافظة في المجالات الإعلامية والثقافية، مؤكدا على أن هنالك العديد من الانتهاكات التي تستحق أن تظهر على وسائل الإعلام يظن البعض بأنها أصبحت روتين يومي ولكنها انتهاكات خطيرة يقوم بها الاحتلال للعب على وتر الوعي والحضور.
وبدوره شكر رئيس شبكة زينة القدس الإعلامية رياض قدرية كافة الحاضرين المهتمون بصوت القدس وصورتها بما تمثله من قيمة دينية ووطنية، مؤكدا على أن هذا المؤتمر يسعى لتسليط الضوء على الإشكالات التي تواجه المؤسسات الإعلامية بالمدينة، بما يؤسس أرضية يبنى عليها منهجية واضحة وسليمة بالمستقبل، تعزز من حضور المدينة وحقها في الحياة بكل مكوناتها البشرية والحضارية والتاريخية.
وقدم رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف خلال جلسات النقاش، تلخيصا لما تقوم به قوات الاحتلال من مخططات وانتهاكات بشكل تدريجي، وتخطيطه لعملية الهويد، وخاصة الخلل الديمغرافي الذي يسعى الاحتلال لخلقه بما يسمى "بالقدس الكبرى"، عن طريق فرض سلسلة مستوطنات تعمل على تكثيف الوجود اليهودي، مستذكرا التجربة الفريدة التي قادها الإعلام الفلسطيني خلال قضية الخان الأحمر والنجاح الذي أدى لوصول صوت القرية لكافة دول العالم، من خلال توثيق الجريمة التي تخشاها إسرائيل أكثر من الجريمة نفسها.
وتخلل المؤتمر العديد من المداخلات من مختصين على رأسهم خبير القانون الدولي د. حنا عيسى، والخبير السياسي حاتم عبد القادر، وعن مؤسسة بيت الشرق د. خليل التفكجي وغيرهم من المتحدثين، والتي ناقشت الوضع القانوني والإعلامي للمدينة، كانت جميعها بما يخص الاحتلال واعتداءاته بكافة الأشكال، والذين قاموا بدورهم باستقبال استفسارات الحاضرين والإجابة على أسئلتهم حول الموضيع المذكورة.
وفي الجلسة الثانية قدم كل من مدير عام الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام الفلسطينية ماهر عواودة، ورئيس تحرير موقع القدس دوت كوم إبراهيم ملحم، مداخلات تدعو لاستمرارية المؤتمرات المتعلقة بالقدس بشكل عام والتركيز الدائم على المخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة، مستعرضين كافة الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلامي الفلسطيني بالمدينة، والدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية فيها.
فيما خرج المؤتمر بتوصيات أهمها ضروة توحيد المصطلحات التي تشكل علامة فارقة في الثقافة والوعي الوطني، وبالتالي في أسلوب التعبير عن القضية الفلسطينية بكافة اللغات أمام العالم، وأهمية التنبه لعدم الوقوع بمصطلحات وأجندات الاحتلال، وكما خرج المؤتمر بتوصية حول ضرورة توحيد الجهود للمؤسسات الإعلامية على وجه التحديد، والمؤسسات الرسمية والأهلية بشكل عام في المدينة المقدسة وإظهار حق المقدسيين بالحياة وعدم ترك قضاياهم دون اهتمام، فيما تم تبني دعوة رئيس اللجنة محمود إسماعيل الى تحض على ماكينة خاصة تهتم بالقدس على وجه التحديد، من خلال المؤسسات الإعلامية فيها.