وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المالكي يطالب ارسال قوات حفظ سلام دولية لحماية الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 03/03/2008 ( آخر تحديث: 03/03/2008 الساعة: 20:03 )
رام الله-معا- طالب د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية بارسال قوات حفظ سلام دولية لحماية الشعب الفلسطيني.

وإستقبل بعد عصر هذا اليوم بمقر الوزارة في رام الله وفدا برلمانيا إيرلنديا برئاسة الدكتور " مايكل وودس " رئيس اللجنة المشتركة للعلاقات الخارجية في البرلمان الإيرلندي، و عضوية السيد "مايكل بايلر" المستشار السياسي في اللجنة القضائية في البرلمان الإيرلندي وعدد آخر من الأعضاء في البرلمان الإيرلندي. بحضور د.أحمد صبح وكيل الوزارة والسيد منجد صالح مدير إدارة الشؤون البرلمانية وشؤون مجلس الوزراء في الوزارة وعدد آخر من المسؤولين في الوزارة.

وقال المالكي للوفد الضيف وبحكم تجربة بلادهم في إرسال قوات حفظ سلام الى دول مختلفة في العالم، طالب بأن تساعد ايرلندا في الدفع بهذا الإتجاه وعدم التخلي عن الشعب الفلسطيني الذي أصبح فريسة لآلة القتل والإغتيال الاسرائيلية، وضرب مثلا على ذلك تيمور الشرقية. ونوه الى وصول العديد من المسؤولين الدوليين الى فلسطين في الفترة القريبة المقبلة، منهم كونداليزا رايس وسولانا يوم غد، ووزير خارجية سلوفينيا بصفة بلاده رئيسة للإتحاد الأوروبي، والرئيس الهنغاري الدكتور "لاسزلو سوليوم " الذي سيزور فلسطين يوم بعد غد الأربعاء،ورئيس وزراء سيريلانكا في نهاية الشهر، ووزير الخارجية الألماني وعددا آخر من المسؤولين.


ويمثل الوفد الزائر عددا من أعضاء اللجنة المشتركة للعلاقات الخارجية في البرلمان الإيرلندي، حيث قدمت الدعوة للوفد لزيارة فلسطين في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي من خلال سفارتنا في العاصمة الإيرلندية دبلن. وتأتي هذه الزيارة للقاء عددا من أعضاء القيادة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني. بحيث يتمكن الوفد الزائر من الإطلاع على حقيقة الأوضاع الجارية على الأرض، ومتابعة المساعدات الإيرلندية ورؤية فيما إذا كانت تساهم في تنمية وتطوير فلسطين وشعبها.

وقد قدم د.المالكي شرحا تفصيليا عن الحكومة الفلسطينية وبرنامجها وأولوياتها. وتأكيد الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض على وحدة الوطن وتلبية الاحتياجات الوطنية في الأمن وتحسين الظروف المعيشية لأبناء الشعب الفلسطيني.

وتطرق المالكي للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بشكل خاص مبينا أن هذا يأتي ترجمة لما قاله فيلنائي بأن اسرائيل ستقوم بمحرقة في غزة مما يدلل على النوايا العنصرية واللاسامية الاسرائيلية.

وأكد على ما قاله الرئيس أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة على أنه أكثر من محرقة، حيث بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في عمليتهم العسكرية المشؤومة والتي حملت إسم " الشتاء الدافئ " 116 شهيدا معظمهم من الأطفال والقصر والنساء والعجزة وما يقارب 400 جريحا وما يفوق هذا العدد من المعتقلين، حيث تم إبادة عائلات بأكملها من خلال قصف منازلهم بطائرات إف 16. ونوه المالكي الى أن حكومة إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال تتبع إجراءات عنصرية وسياسة تطهير عرقي من خلال التوسع الإستيطاني وبناء جدار التوسع والضم العنصري، وزيادة عدد الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وعدم إزالة أي بؤرة إستيطانية حسب الوصف الإسرائيلي لها بأنها غير شرعية مؤكدا على أن لا شرعية لأي موضع إستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وأكثر من ذلك لم تقم بإعادة فتح أي مؤسسة فلسطينية في القدس، وكل هذا جاء في المرحلة الأولى من خطة خارطة الطريق والتي إلتزم الطرفان بتنفيذها في مؤتمر أنابوليس في نوفمبر من العام الماضي.

وفي رد على استفسار الضيوف عن الخلاف الداخلي الفلسطيني وتداعياته؟ أجاب المالكي قائلا: أن الشعب الفلسطيني سيتغلب على كل العقبات وسيعيد وحدته، مبينا أن كل الفلسطيني على الفلسطيني حرام دمه وماله وعرضه، وأن وحدة الهدف والمصير توحده، مضيفا أن إستراتيجة العمل الوطني الفلسطيني يجب أن تركز على هدف واحد لا ثاني له وهو انهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني المحتل عام 1967 وعاصمتها القدس. مشيرا الى أن هذا الوطن وطن الجميع ويتسع الجميع دون الإلتفات الى الإنتماء السياسي والتعصب الفصائلي، مشددا على وجوب العمل من أجل النهوض بالوطن والمواطن والرقي به الى مصاف الدول الأرقى في العالم.

وطالب المالكي بتضافر جهود البرلمانات في العالم من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية، وتجريم من قام بالمذابح ضد أبناء شعبنا، ومنع تكرار ذلك مرة أخرى خاصة وأن إسرائيل أوضحت اليوم أن المرحلة الأولى من العملية العسكرية قد انتهت مما يدلل على أن هناك مرحلة أخرى أو عدة مراحل لاحقة لهذه العملية، مبديا توجسا كبيرا من النوايا الاسرائيلية المبيتة.

وأضاف المالكي أن وزارة الشؤون الخارجية تقوم بحملة إعلامية ودبلوماسية واسعتين من خلال ممثلياتها وسفاراتها حول العالم لكشف حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إعتداءات متواصلة على أيدي قوات الإحتلال الاسرائيلي، منوها لإنعقاد مؤتمر القمة لمجموعة الدول الإسلامية في السينغال الأسبوع المقبل، وقمة جامعة الدول العربية في سوريا ومؤتمر ديربن في جمهورية جنوب أفريقيا لمناهضة العنصرية في العالم مما يعني أن القضية الفلسطينية يجب أن تحتل الأولوية عند القادة المسلمين والعرب وقادة دول العالم على مختلف أعراقهم ومشاربهم، لكشف زيف الديمقراطية الاسرائيلية وفضح سياستها العنصرية الفاشية و اللاسامية.

وأطلع المالكي الوفد الضيف على السياسة التي تتبعها إسرائيل في إفقار الفلسطينيين، حيث بادرت بعض الدول مثل اليابان وتركيا وألمانيا وكوريا الجنوبية من أجل إنشاء مدن صناعية قادرة على إستيعاب عشرات آلاف الفلسطينيين إلا أن إسرائيل تعطل كل ذلك تحت حجج أمنية تسوقها بالطريقة التي تراها لإفشال رؤية أي منها يدخل حيز الوجود بشتى الوسائل.

من جهته عبر الوفد الضيف عن عميق حزنه لما جرى في غزة خاصة والعدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا لهذا العدوان، وعبروا عن أملهم في أن تنتهي هذه المرحلة من العنف وأن يتم تنفيذ ما تم الإتفاق عليه في مؤتمر أنابوليس وتتويج نهاية هذا العام بإقامة الدولة الفلسطينية التي يتطلع لها الكثيرون في هذا العالم.