وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عقب نشر "وكالة معا" قصته المفجعة.. محمد ابو شباك والد الطفلين الشهيدين اياد وجاكلين يصل غزة وسط استقبال جماهيري حاشد

نشر بتاريخ: 04/03/2008 ( آخر تحديث: 04/03/2008 الساعة: 12:58 )
غزة -معا- وصل الى قطاع غزة مساء اليوم محمد أبو شباك والد الطفلين الشهيدين اياد وجاكلين لتقبل العزاء في استشهاد نجليه خلال المحرقة الاسرائيلية في جباليا .

وياتي وصول ابو شباك الى القطاع بعد ساعات من قيام "وكالة معا" بنشر قصته المفجعة حيث اعلنت حماس عن العفو عنه والسماح له بالوصول الى بيته للاستقبال المعزين باستشهاد نجليه.

وكان في استقباله المئات من المواطنين واقاربه حيث وصفت حالته بالصعبة.

وعقب وصولة إلي بيت العزاء في جباليا عصر اليوم الثلاثاء قادما من مدينة رام الله يدا عليه الحزن الشديد لفراق ابنائة في الاجتياح الإسرائيلي الأخير لـ جباليا والذي أدي إلي استشهاد 120 مواطنا من بينهم جاكلين ومحمد أبو شباك.

وقال أبو شباك في اتصال هاتفي بوكالة "معا" إن شاء الله بيكون دماء أولادي ودماء الشهداء التي سقطت رسالة لتوحد الشعب الفلسطيني".

ووصل أبو شباك عصر اليوم لمنزله في جباليا وسط استقبال جماهيري غفيرة من أقربائه و أصدقائه و كوادر حركة فتح في محافظة الشمال .

وقال أبو شباك أنه ليس مطلوبا لأي احد, وانه متواجد بمدينة رام الله احتياطا.

واضاف" نحن شعب فلسطيني واحد, وان الشهداء الذين سقطوا هم شهداء فلسطين, وان الثقة بأبناء هذا الشعب كبيرة".

وأضاف انه ابلغ من حركة حماس بالعفو عنه ولكن ليس بشكل رسمي.

وكان ايهاب الغصين الناطق باسم الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة نفى ما نشرته وكالة "معا" نقلا عن احد الصحف العبرية حول منع محمد ابو شباك من حضور جنازة ابنته وابنه.

وقال في تصريح لـ"معا:"لقد قامت الحكومة بالمبادرة والاتصال به واخباره بالعفو عنه عما ارتكب سابقا والسماح له بالمجيء لغزة وهو الان في الطريق لبيت العزاء".

وكانت احد الصحف الاسرائيلية قد نشرت تقريرا حول منع حماس والحكومة المقالة لاحد مرافقي ابو شباك من العودة الى غزة لحضور جنازة اقاربه.

وقالت في تقريرها "لا يختلف بيت العزاء الذي اقامته عائلة ابو شباك عن بيوت العزاء الاخرى في غزة التي اقيمت بالقرب من بيوت الشهداء ، الا ان عائلة ابو شباك اقامت بيت العزاء على بعد اكثر من مئة كيلومتر عن مسكنها في غزة .

وقال مرافق رشيد ابو شباك السابق الذي هرب من غزة الى رام الله خشية على حياته عقب الانقلاب الذي نفذته حماس ، قال من خيمة العزاء التي اقامها في احدى ضواحي رام الله " اردت ان اشاهد جثث اياد ابن السادسة عشر وجاكلين ابنة السابعه عشر اللذين لقيا مصرعهما خلال الاجتياح الاسرائيلي قبل يومين لمنطقة جباليا ".

وهنا اضاف كاتب التحقيق الصحفي الاسرائيلي افي سخاروف في صحيفة "هارتس" الاسرائيلية بان المأساة الشخصية تضاعف الماساة العامة وتختزل جراحها .

محمد ابو شابك عمل قبل الانقلاب كمرافق شخصي لمدير الامن الوقائي رشيد ابو شباك المعادي لحماس وفر من غزة يوم 13/6/2007 في بداية الحرب بين حماس وفتح .

محمد المكلوم بابنيه فتح صفحات قلبه الى كاتب التحقيق وقال " لم اخبر اولادي حين خرجت من المنزل وقلت لهم فقط بانني ذاهب الى احد الاصدقاء وحين غادرت معبر ايرز تشجعت واتصلت بهم وابلغتهم بانني في طريقي الى رام الله لانني خفت ان اقول لهم هذا الامر اثناء خروجي من المنزل ووعدت جاكلين باننا سنلتقي قريبا وساعود الى المنزل وحتى يوم مقتلها لم استطع ان افي بوعدي لها ".

جميع مرتادي خيمة العزاء في رام الله تقريبا هم من ابناء القطاع الذين تحولوا الى لاجئين فيها ، بعد ان صدرت احكام بالموت ضدهم بعد سيطرت حماس على غزة وكثيرا منهم تركوا عائلاتهم لان اسرائيل لم تسمح لهم باصطحابها معهم الى الضفه .

كافة كبار قادة الاجهزة الامنة السابقين في غزة وكذلك القيادات الفتحاوية الهاربة من هناك امّوا خيمة العزاء وظهر الامر وكانه لقاء جديد بين مجموعه لا يدرك سواهم معنى الامر وكنهه .

جزء منهم نجا من محاولة تصفية على ايدي رجال حماس وجزء منهم يسير بالاستعانة بالعصي والاجهزة الخاصة بعد ان نالوا ما استحدثته حماس من عقاب ظهر على مفصل الركبة لديهم الذي تعرض لاطلاق النار ..

جلس الاب في غرفه صغيرة ورفض تقبل العزاء وبين فترة واخرى يقدم له احد الاصدقاء كأسا من العصير فيما استمر بسرد تفاصيل جميع محادثاته الهاتفية الاخيرة مع ابناء العائلة في غزة وخاصة مع جاكلين ابنته البكر وقال " كل يوم تقريبا تحدثت معها وكل يوم عبرت لي عن اشتياقها للقائي بها ".

واضاف الاب المكلوم " في ايار الماضي وبعد امتحانات الثانوية العامة التي تقدمت لها سوية مع شقيقها اياد خططت لنقلهم الى رام الله لانها كانت طالبة متفوقه حلمت بتعلم الهندسة في الجامعه الاسلامية في غزة لانها الجامعه الوحيدة هناك التي تمنح مثل هذه الشهادة لكنها خشيت ان تتعرض للمضايقة بسبب اسمها الغربي وكثيرا ما غضبت مني بسبب اختياري لهذا الاسم على اسم موظفه في الصليب الاحمر التي كانت تزورني اثناء اعتقالي في السجون الاسرائيلية . وكانت تقول لي دائما ماذا سيحدث اذا رغبت بالحج الى مكة كيف سينادونني " حجة جاكلين ؟" انه امر ليس معقولا ".

ويتذكر محمد ابو شباك المكالمات الهاتفية الاربع الاخيرة بشكل جيد جدا حيث كانت المحادثة الاولى مساء السبت الماضي حيث لم تشعر جاكلين وشقيقها اياد جيدا .

ويستعيد محمد شريط المحادثة من ذاكرته " قلت لزوجتي بان تذهب مع الاولاد الى بيت اهلها في منطقة الشيخ رضوان لانها اكثر هدوء ولان قدمها كانت مكسورة وعدتني بان تذهب صبيحة اليوم التالي.

وجرت المحادثة الثانية على خلفية اصوات القصف العنيف الذي تردد في رام الله عبر سماعة هاتف محمد ابو شباك الذي قال " سمعت اصوات القصف والانفجارات وقالت زوجتي لي بان ابني الصغير محمد ركض الى الشباك رغم اطلاق النار الكثيف وانه يخاطر بنفسه وطلبت مني الحديث معه وفعلا حدثته ووعدني بعدم تكرار ذلك وان لا يتسبب بمشاكل وبعد ساعه اتصلت مرة اخرى بأبنتي جاكلين وطلبت منها تجميع افراد العائلة في صالون البيت .

وفي تمام الثانية والربع صباحا كانت المحادثة الاخيرة وقالت بانها مشتاقة لي جدا - وهنا انفجر محمد ببكاء مر - وقلت لها ان لا تخاف ووعدها بان يتحدث معها صبيحة الغد عبر " الماسنجر " .

وطلبت مني ان اتحدث مع شقيقها اياد لكنني قلت لها بانني تعبان وسأتحدث معه في وقت اخر وبعد ربع ساعه من هذه المكالمة وفقا للروايات التي وصلت الى الاب لم تعد جاكلين واياد على قيد الحياة حيث ترك اياد صالون المنزل الى الحمام لتعاجله قذيفة اثقلت جسده بالشظايا واصابته في مقتل وكان له من الوقت ان يطلق صرخة استغاثة استجابت لها شقيقته جاكلين التي لم تصل اليه بعد ان عاجلها جندي باطلاق الرصاص عليها وجرى نقل الاثنين الى المستشفى حيث فارقا الحياة هناك وبقيت الام وثلاثة من ابنائها في المنزل الذي يتعرض للقصف ومرت ساعات طويلة وهي لا تعلم شيئا عن مصير اياد وجاكلين .

واتصل احد الجيران بصديق محمد ابو شباك في رام الله وابلغه بما حل بعائلته وهنا قال محمد بصوت متهدج " ايقظني صديقي من النوم وحين شاهدته قلت له ماذا تفعل هنا ؟ ماذا حدث ؟ فقال لي بان جاكلين قتلت واخفى عني نبأ مقتل اياد وهنا انهرت ولم اعلم بقية الحكاية الا في المستشفى ".

رجال حماس ابلغوا عائلة ابو شباك في غزة بانه اذا حضر الوالد الجنازة فلن يخرج منها حيا " تخيل مشاعر والد فقد ابنه وابنته ولا يستطيع حضور جنازتهم " اضاف محمد ابو شباك .

واختتم محمد ابو شباك قصته او مأساته بالقول "نحن نعاني مأساة مضاعفة " الاحتلال الذي نتوقع منه كل سوء ومن ابناء شعبنا رجال حماس .

ورفض محمد نقل عائلته الى رام الله وقال من سيعتني بقبر اياد وجاكلين ان والدتهم غير مستعدة لتركهم خلفها .

وقال في تصريح لمعا:ايهاب الغصين الناطق باسم الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة "لقد قامت الحكومة بالمبادرة والاتصال به واخباره بالعفو عنه عما ارتكب سابقا والسماح له بالمجيء لغزة وهو الان في الطريق لبيت العزاء".