|
بين الرضوخ والمواجهة...
نشر بتاريخ: 24/02/2019 ( آخر تحديث: 24/02/2019 الساعة: 14:12 )
الكاتب: رامي مهداوي
يجب علينا الإعتراف بأن الضربات المُتتالية التي نتلقاها من ذراع الإحتلال الإسرائيلي موجعة، ويزداد الألم مع كل ضربة يستقبلها الجسد الفلسطيني_ المُنهك بطبيعة الحال_ من ذراع أقوى قوة عالمية المتمثلة بالإدارة الأمريكية.
قد يقول قائل ما هو الغريب في ذلك؟ بالتأكيد لا جديد في هذا العدوان الكولونيالي الإمبريالي منذ زراعة البذور الصهويونية في أرضنا الفلسطينية، لكن ما هو جديد ويجب الإعتراف بذلك بأنه لأول مرة بتاريخنا الفلسطيني لا يوجد أي فعل أو حتى رد فعل على هذا الكم الهائل من الضربات التي نتلقاها!! بل على العكس كلياً، يتم التعاطي مع الضربات بنوع من الإنسجام وخلق أجواء تتظاهر بالصمود لكن بالأساس هناك انهيار حدث وانهيارات ستحدث بشكل تسلسلي ومتكامل على مختلف الأصعدة في الفضاء الفلسطيني. إذن لنتفق بأنه لا يوجد أي فعل من طرفنا في مواجهة الضربات، وهذا ما يجعل الأذرع الأمريكية والصهيونية تسدد ضربات متتالية فهي في أفضل وقت لفعل ذلك من حيث: الواقع العربي في حالة انبطاح وإنسجام مع الفكر الجديد المتمثل في انشاء علاقات تطبيعية قبل انهاء الإحتلال. أغلب الأقطار العربية في حالة موت سريري بسبب الصراعات والحروب الداخلية. الواقع الفلسطيني المُتشرذم على ذاته بشكل متسارع. الإدارة الأمريكية التي تريد خلق وقائع جديدة لأنهاء القضية الفلسطينية بطريقتها. أخشى ما أخشاه بأن يخرج لنا من يقول بأن الموجة أعلى وأقوى منّا لذلك يجب أن ننحني لها، لهؤلاء أقول بأنه نحن منذ سنوات ونحن في وضعية الإنحاء_ المُرهقة لنا والممتعة لهم_ وأيضاً لا يوجد ما نخسره في ظل الحالة التي أوصلتنا لها سياسة الإنحناء للموجة. الخطوات التي علينا تنفيذها يجب أن تكون متوازية مع بعضها البعض، والإبتعاد كلياً عن سياسة الإنحناء للموجة أو الرجوع خطوتين من أجل التقدم خطوة الى الأمام، أول هذه الخطوات وأصعبها_ لكنها ليست مستحيلة_ اصلاح البيت الداخلي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإلاّ سنكون ضعفاء في مواجهة الهجمة التي بدأت بوضع أظافرها في جسدنا النازف. المواجهة يجب أن تقاد من منظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من حالة الإرهاق التي تعاني منه؛ على أمل انه في حالة المواجهة نستطيع تصحيح ما يمكن تصحيحه وبأي شكل كان، لأن الجروح الداخلية يجب أن تعالج مهما كلف الأمر. أيضاً حان الوقت لتنفيذ المواجهة الدولية في كافة المحافل، ووضع خطوات تعرية الإحتلال في كافة المؤسسات والهيئات العالمية وربط ذلك بحملة ضغط وتعبئة دولية من أجل تحميل المسؤولية للمجتمع الدولي الذي أوصلنا أيضاً بقصد أو غير قصد لما وصلنا له كونه أيضاً جزء من عملية السلام على أساس انه الراعي لها. بالتأكيد المواجهة ليست سهلة أو انها نزهة، لكنها أفضل بكثير من عدم فعل الفعل المطلوب والرضوخ لهم، أتمنى من المطبخ السياسي عدم فرض سياسة التأقلم مع الضربات التي نتلقاها والبدء بوضع خطوات عملية سريعة حتى نتمكن من أخذ جرعة أوكسجين اضافية لنتمكن من الإستمرار والصمود. |