وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اخترناك

نشر بتاريخ: 25/02/2019 ( آخر تحديث: 25/02/2019 الساعة: 16:24 )
اخترناك
الكاتب: حسن فقيه
ينهض الانسان دوماً لُيعبرَ عن احترامه للمواقف واصحابها، فصاحب البيت يستقبل ضيوفه واقفاً ، وصاحب الفرح يُهلّي بمعازيمه واقفاً ، ومشجعوا كرة القدم والرياضات يصفقون لأبطال الالعاب واقفين ، وحتى النهوض للصلاة لرب العباد يكون وقوفاً ، ونهضتنا الوطنية المتجددة تكون دوماً للواقفين الشامخين الأحرار .
وتختار النفس البشرية أن تكون قريبةً من الصادقين ، الذين لا يعرفون النفاق ولا الرياء ولا مخادعة الناس والخلق ، فيكون نعم الاختيار لكل نفسٍ تتوق للعيش الحر الكريم .
وتفترش القلوب في هذه الدنيا ، من يسعى لإعمارها ، وديمومة العيش الكريم فيها ، بلا انفصال عن المحيط وبلا مجازفات خاسرة ، وبلا انحناءات لأي قوة من قوى الظلام .
وما بين النهوض المتجدد ، واختيارنا المنطقي بالجمع بين العقل والقلب في حالتنا الوطنية ، نستمر بصفاتنا وعاداتنا وارثنا الذي مهما جار عليه زمن الخذلان من القريب والبعيد يبقى ثابتاً كالطور وعيبال ، يبقى صامداً كجباليا وعكا ، ويبقى مستوياً لا ينحرف كالاغوار ومرج بن عامر .
في هذه الايام الصعبة ، بات واضحاً كم هو الاختيار بالغ الخطورة .
في هذه الايام الصعبة ، نواجه أمريكا ، ونتحدى الاحتلال ، ونصارع التطبيع ، ونتفادى الوقوع في مستنقع الاقتتال الداخلي مرةً اخرى .
في هذه الايام الصعبة ، بات واضحاً أن الرئيس محمود عباس خطراً كبيراً على نجاح مشروع امريكا بصفعة العصر ، وخطراً أكبر على نجاح مشروع اسرائيل الكبرى بالمنطقة العربية ، وخطراً أعظم على الانهيار الشامل لمشروع الاخوان المسلمين بالمنطقة والذي تمثله حماس في فلسطين .
في هذه المرحلة العصيبة ، نُمسي على قطع التمويل الامريكي لمستشفيات القدس ، واقتطاع اموال الشهداء والاسرى من المقاصة الاسرائيلية ووصول شنطة العمادي عبر جيبات الاحتلال للمتكرشين المسترزقين حكام قطاع غزة .
في هذه الحقبة من الزمن ، يتسابق ليبرمان وقادة حماس ، ويتهاوى دكتور جامعة بيرزيت ومعه الصهيوني ، وينفجر المستوطنين في الضفة وحراك حماس بغزة - ليهاجموا الرئيس محمود عباس ويدعون لرحيله .
وبالمقابل ، تنتهج فتح بقيادة المدعو للرحيل ، الالتزام الوطني مع القدس بنهضة أهلها وتنظيم فتح فيها ، وتسلك السلطة بقيادة المدعو للرحيل انضباطها الاخلاقي بعدم الانجرار لاي مربع ردات فعل مع عنجهية حماس بالقطاع بل وتلتزم اكثر هذه السلطة بدفع رواتب الاسرى والشهداء من كل الفصائل بمن فيها حماس - التي تدعو لرحيله مع قادة الاحتلال .
بعد كل ما سلف، لا يمكن أن يكون الاختيار صعب ، ولا يمكن أن يكون النهوض معضله ، ومن غير المنطقي أن لا تختار نفسنا البشرية صاحب الصبر الطويل والنفس الاطول ، صاحب اكثر لاءات بالتاريخ لامريكا واسرائيل ، الرئيس محمود عباس.

ولعلنا نعيد شعاراً استخدمته حماس عام ٢٠٠٦ ، بصيغتنا نحن :
اذا كانت امريكا واسرائيل تقول لا لمحمود عباس ، فماذا انت تقول ؟؟؟

انا اقول ، واؤكد ، وادعم
اخترناك ، وفوضناك ، وبايعناك .