|
هل من صفقة شاليط جديدة؟
نشر بتاريخ: 28/02/2019 ( آخر تحديث: 28/02/2019 الساعة: 14:27 )
الكاتب: د.ناجي صادق شراب
نعم هناك صفقة جديدة لشاليط وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، فقيمة الأسرى لدى حماس بإتمام الصفقة والإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى وأسراها، والإجابة بنعم تدعمها الحاجة المشتركة لكل منهما.
أولا أن التأكيد ان لا مفاوضات بوساطة حول صفقة الأسرى، وعدم تسريب اى معلومات هذا تأكيد على ان هناك مباحثات لكن يراد لها أن تتم بسرية تامة حتى تصل لمنتهاها. وثانيا ان إستمرار فتح معبر رفح والتسهيلات التي تقدمها مصر للتخفيف عن المعاناة الإنسانية لغزة والتخفيف من الحصار، وسماح إسرائيل بادخال أموال قطرية، كلها إرهاصات للتمهيد لهذه الصفقة. ثالثا عنصر التوقيت مهم جدا في إتمام هذه الصفقة، والمقارنة مهمة مع الصفقة. اليوم نحن على أبواب انتخابات إسرائيلية وتشكل لنتانياهو معركته السياسية الأخيرة، ومن اجل الفوز مستعد ان يذهب لكل الوسائل، وأقربها له إتمام صفقة تبادل الأسرى التي قد تشكل دفعة قوية له للفوز في الانتخابات، وتزيل الضغوطات الداخلية عنه، وهي بالنسبة له قد تكون أقل الأثمان التي يمكن أن يدفعها، فخيارات الحرب وإن كانت قائمة لكن تكلفتها السياسية عالية، وغير مضمونة النتائج، وتحقق له هذه الصفقة ما يريد من تعميق حالة الإنقسام والإنفصال ـ وتقوية موقف حركة حماس في مواجهة السلطة وحركة فتح. فعلى الرغم من الحالة العدائية بينهما لكن توجد مصلحة لإسرائيل في بقاء سيطرة حماس قوية في غزة، لدرجة تكون قادرة معها لحماية الحدود، فهي تعرف أن البديل لذلك إما عودة السلطة وهو ما يعني عودة خيار الدولة الفلسطينية الواحدة وهذا ما لا تريده، وثانيا تنامي قوة الجماعات المتشددة ذات التوجهات العسكرية، وهو أيضا ما لا تريده إسرائيل، وصفقة الأسرى ليست منفصلة عن الصفقة الشاملة صفقة رفع الحصار والتهدئة، وهو ما سيكون ثمنه السياسي إتفاق هدنة طويل الأجل مع حركة حماس، ولكل ما يتم من تطورات وأحداث في غزه يسير في هذا الإتجاه. خلاصة القول هذا ان هناك دوافع قوية من جانب إسرائيل لإنجاز هذه الصفقة في هذا التوقيت، وبعد مرحلة الإنتخابات قد تقل حظوظ هذه الدوافع والمحددات. بالمقابل حركة حماس لها حاجة او حاجات لإتمام الصفقة في هذا التوقيت فلا شك أولا : حماس لديها هدف إستراتيجي بعيد المدى في الحفاظ على بقائها في غزة قوية، وهذا الهدف لا يتحقق إلا بتوافق وإتفاق مع مصر، وثانيا بإتفاق وتوافق مع إسرائيل وهما المحددان الفاعلان لتقرير مستقبل غزه السياسي، وخصوصا العلاقة مع مصر، وكلاهما له مصلحة في إنجاز الصفقة. وبالنسبة لحماس لها حاجاتها الخاصة أولا إدراكها أن هذا أفضل وقت لإنجاز الصفقة، وأنه يمكنها أن تحقق ثمنا سياسيا أكبر من حيث عدد الأسرى ونوعيتهم. فهي تدرك حاجة نتانياهو لهذه الصفقة، فلذلك تتبنى قدرا من الإستراتيجية المرنة المتشددة، وثانيا تعويض قدر من شعبيتها في غزة وتقوية موقفها مع السلطة وحاجتها ان تتم هذه الصفقة بعيدا عن أي إحتمالات للمصالحة، وقد تؤهلها هذه الصفقة لمرحلة ما بعد الرئيس التي بدأت بالمطالبة الان بمسيرات لها بالمطالبة برحيل الرئيس. اعتقد ان هذه الصفقة وحماس تدرك ذلك هي المفتاح لرفع الحصار والتهدئة، وهي المخرج لما يعرف بإستراتيجية حفظ ماء الوجه بوقف المسيرات، والبدء بمرحلة سياسية جديدة التخوف منها ان تكون بداية للتأسيس لغزة الجديدة. وقد اذهب بعيدا في التوقع السياسي للقول ان هذه الصفقة وما قد يترتب عليها من نتائج وملحقات قد تنعكس لبداية الدور السياسي لحركة حماس ليس في غزة بل على المستوى الفلسطيني الكلي، وقد تكون بداية للإعلان الرسمي عن مرحلة الإنفصال السياسي، وذهاب الضفة الغربية للخيار الإقليمي مع الأردن بحكم ذاتي أوسع... هذه مجرد توقعات وحسابات لصفقة شاليط الجديدة لكن قد تنسفها رصاصة واحده او صاروخ واحد لندخل في خيار الحرب التي لا يريدها احد الآن، هي صفقة الخيارات المفتوحة لكل التوقعات. |