|
أول نصيحة للدكتور محمد إشتية
نشر بتاريخ: 12/03/2019 ( آخر تحديث: 12/03/2019 الساعة: 10:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بناء السنسلة في المناطق الجبلية (سلسلة لعمل جدار من الأحجار المتنوعة) يحتاج إلى خبرة ومعرفة ودراية بالأوزان والهندسة البسيطة، لأن الأمر يعتمد على حسن التقدير وخبرة التوزيع والعلم بالقياس والدعم والإسناد وملىء الفراغات والتسلسل، فهي سلسة اكثر منها سنسلة.
ولو سألنا أي عجوز فلسطيني يبني السنسلة، سيقول لنا أنه لا يوجد حجر جيد وحجر سيء، وإنما يوجد بناءون جيدون وبناءون فاشلون، لأن بناء السنسلة من حجارة جميلة ومستطيلة لن يؤدي إلى نتيجة جيدة، ويستطيع حينها أي طفل أن يهدمها إذا دفعها دفعة بسيطة. كما أن عوامل التعرية والرياح وسيلان المياه واتّكاء المسافرين عليها سيؤدي الى هدمها حتما، أما في حال تم بناء السنسلة بواسطة حجارة مختلفة ومتنوعة (حجر مستطيل- حجر مربع- دبشة- صرارة- شحيفة- حجر أعوج- حجر مدوّر- حجر زاوية- حجر ثقيل- حجر خفيف- حجر صوان- حجر كلسي- حجر ترابي- حجر متوسط...) فان السنسلة ستتحمل جميع الظروف وتقوى على مواجهة كل العوامل، وهكذا حال الناس. الناس ليسوا جميعا أقوياء وأبطال، وليسوا جميعا ضعفاء، وليسوا جميعا سواسية، ولا مستقيمين، هناك كبير وهناك صغير وهناك قوي وهناك ضعيف وهناك صلب وهناك مكسور، والقائد الحقيقي هو من يستطيع ان يوظّف جميع أبناء المجتمع من أجل تراص السنسلة وحماية الحقل ومواجهة ظروف الحياة. لا يوجد سنسلة سيئة بل يوجد مسؤول سيئا، لا يوجد حجر لا يلزم بل يوجد بناءون فاشلون، لا يوجد مواطن لا لزوم له وانما هناك مسؤول لا لزوم له. من لا يعرف كيف تبنى السنسلة لن يستطيع أن يبني سلسلة بشرية، ومن لا يعرف قيمة كل مواطن لن يعرف حماية الحقل. |