وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة في نتائج الانتخابات المحلية التركية

نشر بتاريخ: 01/04/2019 ( آخر تحديث: 01/04/2019 الساعة: 12:41 )
قراءة في نتائج الانتخابات المحلية التركية
الكاتب: فهمي كنعان
بالرغم من ان نتائج الانتخابات جاءت بتقدم العدالة والتنمية على مستوى تركيا، الا ان هناك عدة مؤشرات تدلل تراجع التصويت للحزب بالمقارنة مع السنوات السابقة وهي:
1- نسبة التقدم للعدالة والتنمية في كافة البلديات التي فازت بها كانت نسبة بسيطة بالمقارنة مع السنوات السابقة.
2- رغم تحالف العدالة والتنمية مع الحركة القومية الا ان هناك تراجع في النسب، فكيف لو لم يكن هناك تحالف بين الطرفين.
3- المناطق ذات الكثافة العربية شهدت خسارة للعدالة والتنمية وهذا يدلل على سخط المواطنين الاتراك وانزعاجهم من سياسة العدالة والتنمية في ادارة الامور، وخاصة في ظل وجود 3.5 مليون سوري في تركيا ومليون عربي ومنح الجنسية التركية للسوريين -حتى وان كانت النسبة بسيطة- الا انها استغلت ضده من قبل المعارضة التركية.
4- الاوضاع الاقتصادية السيئة التي مرت بها تركيا بسبب تراجع الليرة التركية الى مستويات غير مسبوقة والغلاء الحاد في الاسعار وتصاعد الضغوط الامريكية والاوروبية التي تستهدف الدولة التركية والرئيس اردوغان خصوصا.
5-هذه النتائج تعطي مؤشرا الى اين ستسير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة اذا لم يتم تدارك الامور من قبل العدالة والتنمية.

بعض النتائج التي اعطت صورة عن تراجع العدالة والتنمية في الانتخابات:
• خسارة العدالة والتنمية للبلديات الكبرى على مستوى تركيا مثل انقرة وانطاليا وازمير واسنيروت.
• خسارة العدالة والتنمية لبلدية اسطنبول الكبرى رغم انه يعتبر معقلها شكل صدمة كبرى للعدالة والتنمية وهو يحتوي العدد الاكبر من العرب والسوريين في اسطنبول وهذا ليس غريبا لان الاستفتاء الاخير الذي أجراه الرئيس اردوغان لم ينجح في اسطنبول وكانت النتائج سلبية ولم يتم معالجتها.
• تراجع عدد البلديات التي كانت مع العدالة والتنمية من 48 الى 39 بلدية يعني خسارته في 9 مناطق.
• تقدم المعارضة الممثلة بالشعب الجمهوري في بلديات مهمة جدا كانت باستمرار للعدالة والتنمية مثل انقرة واسطنبول.

كيف سيتعامل الرئيس اردوغان مع هذه النتائج فقد اعلن بالأمس انه "منذ اليوم الاول الذي سيعقب الانتخابات سنبحث في اسباب التقصير وتصحيح مواطن القصور استجابة للشعب نحن لا نعاند الشعب ونحن وسيلة لخدمة الشعب" وهذا مهم جدا يجب اعادة تقييم الامور والبحث عن مواطن الخلل ومعالجتها.

اتوقع ان تهبط الليرة التركية نتيجة لنتائح الانتخابات في الاشهر المقبلة لكن لن تكون لمستويات كبيرة كالسابق.

اعتقد ان العرب بشكل عام والسوريين بشكل خاص سيدفعون ثمن لذلك، سواء من البلديات التي حسمت للجمهوريين والاجراءات التصعيدية التي ستتخذ ضدهم، او على مستوى الرئاسة التركية في التعامل المستقبلي مع اللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضي التركية، وامكانية بحث اعادتهم الى وطنهم سعيا للإرضاء الناخب التركي.

لكن رغم كل ما حدث اسجل احترامي وتقديري للشعب التركي وللقيادة التركية التي تحترم خيارات شعبها، ولنسبة المشاركة العالية للشعب التركي في الانتخابات، والاهم رفع العلم التركي من قبل جميع الاحزاب وتقديرهم واحترامهم للعلم التركي، واتمنى الاستقرار والهدوء لتركيا" واتمنى لتركيا مستقبل زاهر باذن الله.