وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزيات يقاومن الإعاقة بالإرادة والرياضة

نشر بتاريخ: 03/04/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2019 الساعة: 12:57 )
غزيات يقاومن الإعاقة بالإرادة والرياضة
غزة- معا- سهى سكر- بعزيمة قوية وإرادة من حديد، ورغم التهميش وغياب التمويل، يواصل نادي "فارسات فلسطين للسيدات ذوات الإعاقة" دوره كأول نادٍ رياضي خاص بالنساء من ذوات الإعاقة في قطاع غزة.
النادي الذي جاءت فكرة تأسيسه كمبادرة لمناصرة حقوق هذه الفئة من النساء رياضيا واجتماعيا وثقافيا ومهنيا لإبراز مواهبهن، ومساعدتهن على تخطي ظروفهن الصحية والنفسية ودمجهن بالمجتمع؛ يؤكد من خلال أنشطته ومبادراته على أن الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسد.
سوسن الخليلي، رئيسة مجلس إدارة النادي، تقول "العديد من النوادي ترحب بذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن النصيب الأكبر للذكور من هذه الفئة، فجميع المباريات والمنافسات والبطولات لهم، في المقابل فإن الإناث مهمشات"، لافتةً إلى أن وجود نادٍ خاص بالفتيات يشجع الأهالي لإرسال بناتهن، لا سيما وأن جميع أعضاء النادي سيدات، ولا يمنع ذلك وجود مدربين من الرجال.
الخليلي، وهي من ذوات الاحتياجات الخاصة، تضيف بأن الهدف الأساسي للنادي كان الترفيه والدعم النفسي حسب قانون المعاق عام 1999، حيث "تحاول السيدات مقاومة الإعاقة بالرياضة، وبالتي يصبح لديهن القدرة على الإبداع والتميز، بعدما كنّ معزولات عن العالم ولا تستطيعن الخروج من المنزل، أصبح النادي متنفسهن الوحيد للخروج من قيود العزلة، لكسر حاجز الخوف ونظرات المجتمع تجاههن".
رغم المعيقات
وعن المعقيات التي تواجه النادي، تبين الخليلي أن أكبر الصعوبات - والتي لا زالت قائمة حتى اللحظة - هي عدم وجود مقر دائم أو صالة رياضية خاصة بهن لتلبي احياجاتهن، فضلًا عن عدم وجود تمويل مادي، مشيرة إلى أن جميع القائمين على هذا المشروع متطوعون بشكل ذاتي.
النادي يضم حوالى 120 فتاة من ذوات الإعاقة، تجمعهن العزيمة، ومجموعات لألعاب منوعة مثل كرة السلة وكرة الطائرة والتنس وألعاب القوى وغيرها، حيث يبرز النادي مواهب الفتيات ذوات الاعاقة تمهيدًا لدمجهن في المجتمع.
فداء صبرة (24 عامًا)، أخصائية اجتماعية في النادي، تفيد بأنها تشجعهن على اللعب والتفريغ النفسي وحل مشاكلهن خارج وداخل النادي، من خلال إرشادهن لطريقة حل مشاكلهن داخل الأسرة. "الفتيات تمارسن الرياضة للترفيه عن أنفسهن ومحاولة إيصال رسالتهن بقدرتهن على ممارسة الحياة بشكل طبيعي كباقي البشر، رغم ظروفن وحالاتهن الخاصة".
من الإعاقة إلى الاحتراف
إحدى الفتيات، والتي تعاني من إعاقة حركية وحاصلة على شهادة بكالوريوس تأهيل مجتمعي، تقول بأنها لم تكن تهوى الرياضة إطلاقًا، وأنها لم تكن في دائرة اهتماماتها؛ إلا أنها عندما سمعت بالنادي أعجبت كثيرًا بمبادرة تشكيل فريق فارسات فلسطين، وقررت الالتحاق بهِ سريعًا، كونه أول فريق نسائي لهذه الفئة في المجتمع. والآن أصبحت من محترفات كرة السلة، وهي حريصة على الفوز في المباريات لترفع اسم فريقها والنادي بشكل عام عاليًا، وتتحدى المجتمع وتثبت أنها قادرة على التغيير وأنها ليست عالة، وانما إضافة جميلة على المجتمع.
مبادرات وإنجازات
تقول الخليلي: "الشخص المعاق يمكن أن يكون عاجزًا عن الحركة، ولكنه لا يعجز عن الإبداع والتميز، فبداخل تلك الفتيات طاقات كامنة وهائلة، ونحن بدورنا نسعى لإزالة القناع عن هذا الإبداع وإظهاره للنور، لنغير من وجهة نظر المجتمع السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام، والسيدات ذوات الإعاقة بشكل خاص".
وفي الحديث عن إنجازات النادي، توضح الخليلي "بداية عام 2018 أطلقنا مبادرة (كونى قوية) السيدات ذوات الإعاقة، من خلال مؤتمر لمكتب الدكتورة هيفا الأغا، وزيرة شؤون المرأة. وبعدها أطلقنا الملتقى الرياضي الأول للسيدات ذوات الاعاقة، وكان يشمل عدة بطولات منها بطولة كرة السلة، وشارك فيها أكثر من فريق من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء قطاع غزة".
تعليم وممارسة كرة القدم والسلة والألعاب الرياضية الأخرى لن يكون الهدف الوحيد لهؤلاء الفتيات، بل يأمُل القائمون على النادي أن يكون جِسرًا يحققُ من خلاله انتصارًا ساحقًا على نظرة المجتمع لهم.