وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة في فوز فتح الساحق في جامعة الخليل

نشر بتاريخ: 05/04/2019 ( آخر تحديث: 05/04/2019 الساعة: 21:02 )
قراءة في فوز فتح الساحق في جامعة الخليل
الكاتب: عبد الله كميل
إن النتائج المذهلة التي تمخضت عنها انتخابات مجلس الطلبة في جامعة الخليل لم تكن محض صدفة ولا سيما اننا نتحدث عن مركز حماس التقليدي تاريخيا فقد حصلت فتح في هذه الانتخابات على ثلاثين مقعدا من اصل واحدا واربعون مقعدا هي مقاعد مجلس الطلبه وحصلت حماس على احد عشر مقعدا ولم تبلغ بقيه الفصائل على نسبة الحسم ولو عدنا سنوات طويله الى الوراء لوجدنا ان حماس التي تمثلها الكتلة الاسلاميه كانت تحصد غالبية المقاعد فما هي الاسباب التي ادت الى هذا التقدم الغير مسبوق لحركة فتح التي تمثلها حركة الشبيبه باسم كتلة الشهيد ياسر عرفات والتراجع الفير مسبوق لحركة حماس ؟؟؟ هل ما جرى نتاج حسن اداء لحركة فتح؟؟ وبالمقابل هل ما جرى عقوبة لحركة حماس على ما اقترفته مؤخرا بحق ابناء القطاع حيث القمع والتعذيب والتنكيل ؟؟هل هو نتاج تراكم الوعي والادراك لدى شريحة الطلبه وعدم فعالية استخدام الدين والشعارات الثوريه البراقه التي استخدمتها حماس طيلة السنوات السابقه؟؟هل سيق الطلاب بالقوة للادلاء باصواتهم لصالح فتح ؟؟ اسئله مشروعه كثيره لابد من الاجابه عليها بموضوعية وتجرد بالشكل التالي:-
١- ان استخدام الدين وشعار المقاومة من قبل حماس اصبح غير ذي جدوى امام الوقائع التي تحدث على الارض بدئا من عمليات القتل واستخدام القوة للاستيلاء على قطاع غزه مرورا بالبطش والتنكيل الذي طال الالاف من ابناء غزة بشكل عام و ابناء فتح هناك بشكل خاص كاسلوب دموي وقاسي يتناقض وابجديات الدين الاسلامي للسيطره على قطاع غزه وكذلك قدرة فتح على ابراز حماس كفصيل شغله الشاغل القمع والتعذيب والاعتداء على ابسط حقوق الانسان في قطاع غزه ولا سيما اثناء ثورة الجياع (حراك بدنا نعيش) في الاونه الاخيره والذي واجهته حماس بسياسة تحطيم العظام والاعتداء على الاطفال والنساء والشيوخ وانتهاك حرمات البيوت ما ذكر الناس بسياسة اتسحاق رابين لمواجهة الانتفاضه الفلسطينية الاولى ما ادى الى خلق تعاطف شعبي مع حركة فتح والنفور من حركه حماس.
٢- عدم تجاوب حماس مع كل جهود المصالحه وتنصلها من الاتفاقات في هذا الاطار وعدم قدرتها على اقناع الشارع بوجهة نظرها لا سيما ان هناك اجماعا شعبيا على ضرورة الوحدة للتصدي لما يسمى بصفقة العصر .
٣- عدم قدرة حماس على ابراز نفسها كحركة اصلاح في قطاع غزة بل على العكس من ذلك فقد تغول فيها التيار الدموي المتطرف وبرز في حكمها الفساد الواضح والذي اتسم ببروز اعداد ضخمه من اصحاب الملايين من تجار الانفاق ناهيك عن استخدام العنف للحصول على الضرائب والرسوم الباهظه التي اثقلت كاهل الغزيين اضافة الى التفرقه الواضحه بين المحسوبين على حركة حماس وبين عموم ابناء غزه.
٤- سلسلة التراجعات الفكريه والسياسيه لحركة حماس ما افقدها مصداقيتها امام الشارع الفلسطيني ولا سيما عدد كبير من المحسوبين على حركة حماس..
٥- تنقل حماس من حضن هذا النظام الى ذاك النظام واخرها النظام القطري والذي يجاهر بالقول ان علاقته مع حماس جاء بناء على طلب من الادارة الامريكيه وكذلك نقل الاموال القطريه بموافقة اسرائيليه لا بل عبر المعابر الاسرائيلية.
٦- التصريحات الاخيره على السنة بعض قيادات حماس والتي قالت بجاهزية حماس للجلوس مع الادارة الامريكيه في الوقت الذي اتخذ الرئيس الفلسطيني موقفا صلبا في مواجهة هذه الادارة بعد قرار الرئيس الامريكي ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وكذلك الاعداد لاطلاق ما يسمى بصفقة العصر والتي اصبحت معالمها واضحة.
٧- يأتي كل ذلك في ظل صلابة موقف حركة فتح السياسي في مواجهة القرصنة الاسرائيلية على اموال شعب فلسطين بحجة دفع الرواتب للاسرى وذوي الشهداء والجرحى حيث رد الرئيس على ذلك ايضا بقرار دفع كامل مستحقات الاسرى وذوي الشهداء كاولوية وقبل مستحفات موظفي السلطة.
٨-قدرة فتح التنظيمية وحسن اداءها ما ادى الى التفاف غالبية طلبة جامعة الخليل حولها حيث ان الخلافات الداخلية سابقا كانت من الاسباب الرئيسيه التي تؤدي الى التراجع والضعف اضف الى ذلك تجربة حركة فتح الايجابيه في ادارة مجلس الطلبة في السنوات الاخيره ما جند اعداد.كبيره من الطلاب.
واخيرا فان حسن اداء فتح السياسي والوطني والتنظيمي وثبات موقفها الرافض للاملاءات الامريكية وكذلك عدم قدرة حماس على تسويق نفسها كحركة مقاومة حيث توقفت منذ خمسة عشر عاما عن العمليات وكذلك استخدام الدم والحروب من اجل تثبيت حكمها في غزة وكانه الهدف الاوحد لها والتفاوض فقط لتحسين الظروف وادخال الاموال القطريه بمباركه امريكيه وموافقه اسرائيليه فمن الطبيعي امام كل ذلك ان تقفز فتح من ٢٢ مقعدا الى٣٠ وتهبط حماس هذا الهبوط السريع من ١٩ مقعدا الى ١١ مقعدا.