وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الدكتور محمد اشتية.. عنواناً للحكومة الفلسطينية الجديدة

نشر بتاريخ: 17/04/2019 ( آخر تحديث: 17/04/2019 الساعة: 21:43 )
الدكتور محمد اشتية.. عنواناً للحكومة الفلسطينية الجديدة
رام الله - معا - موسى خليل - جاء تعيين د. محمد ابراهيم اشتية (61 عاماً) رئيساً جديداً للحكومة الفلسطينية الثامنة عشر، تتويجاً لفصل طويل من الخبرات والانجازات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي حققها خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، والتي أسهم خلالها بشكل فاعل في إثراء البرامج التنموية والاقتصادية على مستوى الوطن.
وبرز دور اشتية منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، من خلال تأسيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" الذي ترأسه عام 1996، كونه يعتبر المؤسسة الأولى على طريق تشكيل السياسات التنموية في فلسطين، ووضع البناء الأساسي الذي تستطيع السلطة الفلسطينية من خلاله القيام بمسؤولياتها نحو دولة فلسطين المستقبلية.
كما ارتبط اسمه بالمبادرات والقرارات والمواقع الهامة سياسياً وتنموياً، حيث شغل أيضاً مناصب عدة منها وزير الأشغال العامة و الإسكان، وعضو مؤسس لصندوق التنمية الفلسطيني ومجلس الإسكان الفلسطيني، وعضو في وفد منظمة التحرير إلى مفاوضات مدريد ومباحثات واشنطن والمفاوضات الاقتصادية مع إسرائيل، بالإضافة إلى كونه عضواً دائماً في اللجنة المؤقتة لتنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني والمجموعة الاستشارية للدول المانحة حتى يومنا هذا.
ولم يتردد اشتية الذي يعرّف عن نفسه باستمرار أنه من خَدَمة الشعب الفلسطيني، في التركيز على البعد الاقتصادي والتنموي والسياسي خلال توليه تلك المناصب والمواقع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليكون له دور فاعل في دعم وتطوير عمل المؤسسات والمنظمات التعليمية والاجتماعية، ليترأس مجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية، والمجلس الاستشاري لمنظمة قرى الأطفال في فلسطين، تاركاً بصمات واضحة في المسيرة المهنية لها.
ويتضح للجميع من خلال مسيرة اشتية اهتمامه في العلم والتعليم، ففي العام 2017، ومن على منصة مسرح جامعة النجاح الوطنية، في احتفال مبادرة " وفاء لمن علمني حروف الإبداع"، وقف الفلسطيني ابن قرية تل، ليكرم أستاذه المدرسي القدير في مدرسة القرية عصام حسون بكل تواضع وإخلاص، موجهاً كلماته للحضور قائلاً: " أن تقضي يوماً واحداً مع أستاذ جيد، أفضل من أن تذهب إلى المدرسة لمائة يوم".
فمن يعرف هذا الرجل الذي تتلمذ على يد المعلم حسون طالباً مدرسياً، يعلم مدى إدراكه بأن مقياس الثروة الحقيقية لدى الإنسان الفلسطيني تكمن في علمه ومعرفته، الأمر الذي دفعه إلى استكمال مسيرته التعليمية طالباً في جامعة بيرزيت، ثم طالباً في جامعة "سسكس" البريطانية حتى حاز على درجة الدكتوراة في الدراسات التنموية منها.
ولم يكتف اشتية بهذا القدر، فقد حرص على ترجمة خبراته المهنية والعملية إلى مؤلفات علمية وأدبية في مجال الاقتصاد والسياسة والتنمية والتاريخ، والتي فاق عددها الثلاثون مؤلفاً، ليضعها بين يدي الأجيال القادمة للاستفادة منها والبناء على ما توصلت إليه، والتي كان أهمها كتاب البلديات و هيئات الحكم المحلي في فلسطين، و موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية، و المختصر في تاريخ فلسطين.
ويتمتع اشتية برؤية ذات بعد إقليمي تنبع من إدراكه بضرورة وضع فلسطين على خارطة البناء السياسي في المنطقة، إذ تمحورت معظم نشاطاته حول الاقتصاد، والتجارة، والبنية التحتية، والمياه، والعلوم، والتكنولوجيا، الأمر الذي دفعه إلى تأسيس "المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية" والذي يعتبر مؤسسة متخصصة في أبحاث منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد العالمي، فقد نجح اشتية دائم الاهتمام في المشاريع الريادية والصغيرة ودعم الشباب، بالانضمام لعضوية مؤسسة الإبداع العالمي عام 2002 والتي تركز على التعاون العالمي الاقتصادي العلمي، إلى جانب كوكبة من الأعضاء الآخرين الذين حاز معظمهم على جائزة نوبل، ساعياً بذلك لأن يكون منبراً لأحلام وتطلعات شعبه.
ومع ما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات ومنعطفاتٍ خطرة، يقف رئيس الوزراء المكلف اليوم متحصناً بخبراته ومعارفه ورؤيته السياسية الثاقبة، ليمسك بدفة الحكومة الفلسطينية الجديدة، وسط بحرٍ مائجٍ من التقلبات السياسية الإقليمية والدولية، حاملاً آمال وتطلعات شعبه في حياة كريمة تحت ظل دولة فلسطينية مستقلة، على أمل الوصول بهم إلى بر الأمان.
• أعدت هذه المادة من قبل الطالب موسى خليل ضمن مساق الكتابة المتقدمة للإعلام والعلاقات العامة / برنامج العلاقات العامة المعاصرة في الجامعة العربية الأمريكية