وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الممكن والصعب في مجابهة "صفقة القرن"

نشر بتاريخ: 26/04/2019 ( آخر تحديث: 26/04/2019 الساعة: 17:00 )
الممكن والصعب في مجابهة "صفقة القرن"
الكاتب: ماجد سعيد

يبدو ان الرئيس عباس والقيادة وصلها ما يؤكد عزم الإدارة الاميركية بالفعل نشر خطتها "صفقة القرن" بعد رمضان حتى يعلن النفير والتعبئة وان لم يكن بحرفيتها عندما دعا لعقد جلسة عاجلة للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منتصف الشهر المقبل، قبل ان ينطلق في جولة خارجية واسعة كما يقول مسؤولون لحشد الدعم للموقف الرافض لهذه الخطة.
كما ان تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والحديث عن الخطوات التي تعتزم القيادة الفلسطينية تنفيذها خلال جلسة المجلس المركزي وابرزها إعلان سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها، يدلل على ان الخطر بات وشيكا وانها أي القيادة تعمل على استباق ذلك بمثل هذه الاجراءات.
رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد راح يشدد على ضرورة تشكيل تحالف دولي من الدول العظمى، لانقاذ حل الدولتين، ومواجهة صفقة القرن الامريكية بالتوازي مع السعي الفلسطيني لتشكيل هيئة وطنية عليا بالشراكة مع دول عربية من اجل ذلك، فيما حماس فراحت هي الأخرى تتحضر لمثل هذا الوقت فقررت تشكيل لجنة داخلية لمجابهة "صفقة القرن" كما تقول.
كل هذه التحركات وان كانت متأخرة الا انها تعتبر محمودة، لكن الجزء الأهم منها هو ما يمكن ان نفعله داخليا، خاصة وان تجربة الفلسطينيين في التعويل على الخارج لم تكن بحجم الامال والتوقعات في يوم من الايام.
ان ما يتحدث عنه مسؤولون من تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي السابقين لا يحتاج الى اجتماع مجلس مركزي جديد، فالاجتماعات السابقة وتحديدا الأخير للمجلس المركزي خول لجنة برئاسة الرئيس عباس لوضع اليات تطبيق القرارات والبدء فيها، لكن اللجنة التي اجتمعت اكثر من مرة لم تتمكن من تطبيق أي منها، فالسلطة حاولت ان تبدأ باتفاق باريس الاقتصادي واجتمع وفد فلسطيني مع وزير جيش الاحتلال افغدور لبرمان قبل استقالته من الحكومة السابقة وابلغته بالرغبة الفلسطينية في إعادة فتح اتفاق باريس لتعديل بعض البنود الا ان الرفض الإسرائيلي وقتها كان قاطعا حازما.
ربما يقول قائل ان القرارات التي ستتخذها السلطة في قادم الايام لا تحتاج الى موافقة إسرائيلية، وان القرار سيكون فلسطينيا صرفا، فسحب الاعتراف باسرائيل او وقف التنسيق الأمني معها هو بيد الفلسطينيين دون غيرهم.
قد يكون ذلك صحيحا لكن هل لدى الفلسطينيين القدرة على فعل ذلك؟ وهل لدى من اعتادوا على التمتع الامتيازات وهم يعبرون الحواجز والمعابر التي تسيطر عليها إسرائيل ان يكونوا كغيرهم من العامة؟ وهل بمقدورنا ان نسيّر امورنا الحياتية بعيدا عن قبضة الاحتلال مع الإبقاء على السلطة سلطة؟ الجواب قطعا لا.
ان اهم ما يمكن ان نعمله هو تمتين الوضع الداخلي، ووقف نزيف الانقسام باي شكل من الاشكال، مع التأكيد مجددا على دعم المواطن وتعزيز صموده اكثر من أي قرارات قد لا تتجاوز حدود الحبر على الورق.