|
ما وراء لجنة حماس لمواجهة "صفقة القرن" ؟
نشر بتاريخ: 29/04/2019 ( آخر تحديث: 29/04/2019 الساعة: 09:52 )
الكاتب: فادي أبو بكر
تعتبر القيادة الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس "أبو مازن" أول من وقف في وجه المشروع الأمريكي الذي يسمى "صفقة القرن"، و لم تُعلَن تفاصيله حتى الآن. وعلى الرغم من الجولات والحراكات المتواصلة، التي تقوم بها القيادة الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي والاعلامي وحتى الشعبي، إلا أنها لم تُشكل لجنة أو هيئة خاصة لمواجهة صفقة القرن. فما الذي يجعل حركة حماس تشكل لجنة خاصة لهذا الغرض؟ وما هي دلالات توقيت هذه الخطوة؟.
لم تُشكّل القيادة الفلسطينية لجنة لمواجهة صفقة القرن، لأن ذلك يُقلل من شأنها، فالمواجهة ليست حكراً على لجنة، أو هيئة معينة، أو حتى على الفلسطينيين أنفسهم. فكل الدول العربية وتحديداً مصر وسوريا، ولبنان، والأردن في مرمى نيران الصفقة، ما يضع المسألة الجغرافية في سلم أولوياتهم أيضاً. بمعنى أن المواجهة إن احتاجت للجنة، فإن هذه اللجنة يجب أن تكون عربية.. لا حمساوية ولا حتى فلسطينية. وإذا ما أخذنا لبنان مثالاً، كإحدى الدول العربية المتضررة من مرامي صفقة القرن، فهي تتعرض لتهديدات أميركية وإسرائيلية متواصلة، في سبيل قبول التسوية الخاصة بالمنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، والتي تقدّر مساحتها بـ860 كلم مربعاً، بحيث تحصل لبنان على 600 كلم مربع، مقابل 260 كلم لإسرائيل. وما نية إسرائيل لمهاجمة مصانع حزب الله بلبنان، والتي كشفت عنها فرنسا، إلا في سياق الضغط المتواصل على لبنان. تُراهن الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" على حالة الانقسام المذهبي، والأزمة المالية الخانقة التي تعيشها لبنان، في سبيل فرض بنود "صفقة القرن"، تماماً كما في فلسطين التي تتعرض سلطتها الوطنية لأعنف الأزمات المالية بعد أن قطعت الولايات المتحدة مساعداتها المالية لها، واقتطعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قيمة مخصصات أهالي الأسرى والشهداء والجرحى من أموال المقاصة الفلسطينية، إضافة إلى حالة الإنقسام السياسي المستمرة منذ 12 عاماً بفعل إنقلاب حركة حماس في قطاع غزة في صيف عام 2007م. حيث أن أزمة الانقسام، والأزمة المالية وصلتا إلى حد غير مسبوق في كلا البلدين، وبنظر الولايات المتحدة وإسرائيل أصبح كل شيء مباحاً في ظل هذين المتغيرين. في ضوء ما سبق، يمكن القول أن قرار حركة حماس بتشكيل ما يسمى هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن، يُمثل تساوقاً واضحاً مع الصفقة، لأنه من شأنه أن يرفع الرهان الأمريكي - الإسرائيلي على تمريرها. ولهذا فإن على من يريد أن يواجه صفقة القرن الاصطفاف خلف القيادة الشرعية التي ترفض هذه الصفقة، ولا تتعاطى معها، خصوصاً وأن الموقف الرسمي العربي والدولي لا يعترف إلا بمنظمة التحرير والرئيس محمود عباس كممثل شرعي ووحيد لشعبنا. لم تقم القيادة الفلسطينية بتشكيل أي لجان أو هيئات مختصة لمواجهة "صفقة القرن"، لأنها تعي جيداً أن فلسطنة هذه المعركة ستُقلل من شأنها، وأن هذه المواجهة تتطلب تحركاً فلسطينياً مشتركاً في المنظومة العربية؛ لتجنيد كل شجعان الرفض، وتحويل قرارات المجالس العربية التي ترفض صفقة القرن إلى برنامج عملي على الأرض. |