وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"إيكوبيس": قضايا المياه والبيئة لا يمكن أن تنتظر

نشر بتاريخ: 29/04/2019 ( آخر تحديث: 29/04/2019 الساعة: 13:55 )
"إيكوبيس": قضايا المياه والبيئة لا يمكن أن تنتظر
رام الله- معا- أكدت ندى مجدلاني، مدير عام مؤسسة إيكوبيس الشرق الأوسط في فلسطين أن قضايا المياه والبيئة لا يمكن أن تنتظر.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، خلال جلسته حول الوضع في الشرق الأوسط، بمشاركة مدير عام المؤسسة في إسرائيل جدعون برومبرغ، وبدعم من يانا أبو طالب مدير عام المؤسسة في الأردن.
وأدرجت ندى مجدلاني، مدير عام المؤسسة في فلسطين الوضع الإنساني في غزة على سلم مداخلتها أمام مجلس الأمن الدولي حول تأثير النزاع على الموارد المائية، وقالت: "بينما نحن نتحدث اليوم، نؤكد على أن 97% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك الآدمي؛ فبعد 12 عاماً من الحصار والحروب المتتالية والخسائر في الأرواح، بما في ذلك الأطفال، وفشل المصالحة الفلسطينية الداخلية، تحدث كارثة إنسانية في قطاع غزة الآن أمام أعيننا مباشرة!"
كما أشارت مجدلاني خلال مداخلتها إلى وضع الفلسطينيين في وادي الأردن، وتابعت "إنهم يرَوْن واقعاً سياسياً معقداً يعمل حتى ضد احتياجاتهم الأساسية؛ فهم يعانون من تقييد الوصول إلى مصادر المياه، ومصادرة الأراضي لتوسيع المستوطنات غير القانونية، عدا عن الحديث الذي يلوح في الأفق حول ضم مناطق "ج".
بدوره، اقترح جدعون برومبرغ، مدير عام المؤسسة في إسرائيل، الخروج عن افتراضات القرن العشرين التي تُملي على المنطقة أجندة دبلوماسية المياه.
وصرح برومبرغ خلال مداخلته أمام مجلس الأمن الدولي "تم ترك مسألة المياه دون حل كقضية نهائية؛ وذك لأن التوصل إلى اتفاق دائم بشأن تقاسم المياه الطبيعية الشحيحة كان صعباً وسيؤدي حتماً إلى فرز رابحين وخاسرين من هذه القضية؛ ولكن التطورات الحاصلة في تقنيات المياه في هذا القرن، توفر فرصاً حقيقية للمضي قدماً في هذا السياق".
وفي ضوء السنوات الخمس عشرة الأخيرة الجافة التي واجهتها المنطقة، اقترحت مؤسسة إيكوبيس الشرق الأوسط عدة مبادرات للتبادل المبتكر للمياه والطاقة، مؤكدة أن من شأن هذا التعاون أن يخدم قضايا تهديدات الأمن المناخي.
وفي ذات السياق أردف برومبرغ: " إن مزيج المياه المصنّعة القادمة من الساحل الفلسطيني والإسرائيلي، والتي يتم بيعها شرقًا إلى الأردن لتعمل بالطاقة الشمسية المنتجة هناك، وتباع غرباً إلى إسرائيل وفلسطين، تعد بمثابة تغيير جيوسياسي من شأنه أن يضمن أمن المياه والطاقة للجميع".
ودعا مدراء مؤسسة إيكوبيس الشرق الأوسط خلال خطابهم حول بناء السلام البيئي إلى تحويل إدارة الموارد البيئية من الصراع إلى التعاون المشترك عبر الحدود.
وشدد كلاً من برومبرج ومجدلاني لأعضاء مجلس الأمن الدولي الحاضرين خلال الجلسة على الضرورة الملحة لدفع العمل على نطاق واسع بشأن قضايا البيئة والمياه عبر الحدود، مؤكدين على أن الاستثمار في هذه القضايا الملحّة من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الأمن الإقليمي.
وطالبت مؤسسة إيكوبيس الشرق الأوسط خلال اجتماعها مجلس الأمن الدولي اعتماد قرارات تحث الحكومات الفلسطينية، الأردنية، والإسرائيلية على دفع عجلة التعاون المشترك عبر لحدود في قضايا المياه والبيئة؛ بما في ذلك إعادة تأهيل نهر الأردن والبحر الميت؛ وتلبية حقوق واحتياجات المياه على الصعيد الفلسطيني؛ وتنفيذ تبادل مشترك للمياه والطاقة بما يضمن المستقبل المشترك في مواجهة تغير المناخ.
يذكر أن هذا الاجتماع يأتي ضمن الجهود التي تبذلها مؤسسة إيكوبيس الشرق الأوسط في الحفاظ على التراث البيئي المشترك في المنطقة، وبحث ضمان استرجاع الحقوق المائية وتحقيق العدالة المائية داخل الأراضي الفلسطينية، تزامناً مع جهود هيئة الأمم المتحدة وما تصدره هيئاتها المكلفة بحفظ السلم والأمن العالميين من قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.