|
اخصائيون نفسيون : آثار نفسية مدمرة أصيب بها الأطفال جراء "محرقة غزة"
نشر بتاريخ: 12/03/2008 ( آخر تحديث: 12/03/2008 الساعة: 17:33 )
الخليل - معا - هل يتمتع أطفال فلسطين بالحماية النفسية المطلوبة في الحالات الصعبة وفي الظروف العصيبة التي يعيشونها ؟ وهل يمكن للمؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني مساعدة الأطفال للتغلب على المشاكل النفسية نتيجة مذبحة غزة؟؟وكيف يمكن توفير الحماية النفسية للأطفال ؟
هذه التساؤلات وغيرها بدأت تطرح في المجتمع الفلسطيني فلم يعد أطفالنا يتمتعون بالحماية النفسية المطلوبة نتيجة الأحداث الدموية التي حدثت في غزة. فقد بدت مظاهر الخوف والقلق والتوتر ظاهرة يعيشها الأطفال في فلسطين بشكل عام ، ويبرز حجم المأساة من خلال رسوماتهم والتي غلب عليها مشاهد العنف الذي تعرضون له .. لقد خلت رسوماتهم من كل مظاهر الحياة الطبيعية ولم تعد تظهر في رسوماتهم سوى مشاهد القتل والدمار والدبابات والطائرات وصور الأطفال الذين يتعرضون للقصف ,والجرافات التي تقتلع الأشجار وجنازات الشهداء والطائرات التي تسقط الصواريخ فوق البيوت والدخان الذي يتصاعد منها وصور سيارات الإسعاف. لقد أصبحت هذه الرموز من السمات السائدة في رسومات الأطفال الفلسطينيين وان دل ذلك على شيء فهو يعكس حجم المأساة التي يعيشها الأطفال فالطفل يرسم ظروف حياته التي يعيشها ....إن الفنون من إحدى أهم الوسائل التي تساعد الأطفال على تفريغ الضغوطات التي تعرضوا ويتعرضون لها . تأثير الأعلام يقول سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني وهو أخصائي في مجال الطفولة وناشط في الدفاع عن حقوق الأطفال ...( إن المشاهد المؤلمة التي يشاهدها الأطفال عبر وسائل الأعلام المختلفة وخاصة الفضائيات تزيد من نسبة الضغوطات النفسية التي يعيشها الأطفال فالمشاهد التي يتم عرضها أصبحت نمطا عاديا يبعث على الإزعاج ويشكل من جانب آخر انتهاكا لحقوق الطفل حماية الأطفال في الظروف الصعبة . ويضيف أبو زاكية بان حماية الأطفال النفسية تعتبر مسالة مهمة وعلينا أن نعمل بكل امكاناتنا على إعادة أطفالنا إلى حياتهم الطبيعية ..وحماية الأطفال ليست كلمة بل هي مجموعة من البرامج الاجتماعية التي تهدف إلى الارتقاء والنهوض بالطفل في مختلف المجالات النفسية وتوفير الاحتياجات الضرورية له ليتمكن من العودة إلى الحياة بشكل طبيعي.... ان التأثيرات لمثل تلك الإحداث سيكون لها نتائج وخيمة على الأطفال إذا لم نبادر منذ ألان لإعادة الأطفال إلى الحياة من جديد المطلوب وطنيا . وبالنسبة للمطلوب على المستوى الوطني يقول سميح أبو زاكية بان علينا مهمة إعادة الأطفال إلى وضعهم النفسي الطبيعي من خلال مجموعة برامج تعمل على تفريغ الضغوطات التي تعرض لها الأطفال في غزة والأطفال الذين عاشوا الظروف الدموية الصعبة خلال تلك الأحداث,وكذلك العمل على رعاية الأطفال في كافة المجالات الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية والترفيهية. لجنة وطنية لحماية الطفولة ومن جهة أخرى طالب سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل الفلسطيني تشكيل لجنة وطنية من المؤسسات ذات العلاقة بالطفولة يكون مهمتها بالدرجة الأولى رصد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل وتقديم التقارير إلى السلطة الوطنية حتى تتمكن من وضع الحلول المطلوبة وكذلك العمل لتوفير البرامج وعلى المستوى الوطني التي تعمل على حماية الأطفال في الظروف الصعبة. |