|
تغريد خارج السياق ...
نشر بتاريخ: 05/05/2019 ( آخر تحديث: 05/05/2019 الساعة: 11:20 )
الكاتب: يونس العموري
وسقطت نظرية المفاوضات والتفاوض والحوار مع الاخر ، وسقطت نظرية الإشتباك الدبلوماسي بالمحافل الاممية والإقليمية ، وسقطت نظرية ملاحقة العدو قانونيا ، وسقطت نظرية المقاومة الشعبية الاحتجاجية السلمية ، وأُسقطت نظرية المقاومة مفتوحة الخيارات وباتت باعراف قوانين ومفاهيم أمراء الواقع عبثية غير مجدية ، وبالتالي تمادى الاحتلال وتغول وتضخم وبات غير قابل بمقبول الامس واضحى يضع الشروط ويفرض القوانين الناظمة للعلاقة مع كيانات الضحايا ويفرض شكل وطبيعة وحجم العطايا وفقا لمدونة السلوكيات الجمعية الجماعية لجموع الهنود الحمر الجدد في الارض السمراء ...
ونعتلي منصة الصراخ ، ويعلنها كبارسدنة المعبد منادين بضرورة الإصطفاف خلف رفض صفقة الصفقات للعصر الجديد في ظل التموضع الحديث لإنقلاب مفاهيم التصدي والاصطفاف واعادة التمركز وفقا لمفاهيم مراكز القوى المتخندقة في ظل الحسابات الدقيقة لإرتباط المصالح وتدوير الزوايا والرؤى بما يخدم قادة محاور الخير والشر ، وقد يصبح الشر مقبولا قابلا مقولبا للعبور لدهاليز صناعة القرار، والقرار هنا نسبي بما يتناسب وسياسات التغول وخلق فزاعات كرتونية وخلق ألهة من تمر تُؤكل ، وقداستها لحظية فالمقدس حلم متلاشي وضائع وسط الضياع ذاته ، فقد داستنا بساطير القداسة ، واصبحت احلامنا مجردة من جماليتها وتحولت الى كوابيس تثقل عليهم رغد العيش في الأبراج المُشيدة عند اطراف المدائن المقهورة الساكنة الساكتة والمشوهة معالمها وأضحت بلاستيكة التكوين منزوعة الروح هلامية الشكل لا تحتمل اطفالها العابثين في ازقتها وقد تلفظهم بلحظة الضيق والاختناق .. تزدحم الدعوات للرفض والعصيان من قبل سادة منصات الخطابات والكلام الاعلامي المنمق والموزون والمتوزان ، وتمتلىء الحانات وسط المدينة الصاخبة بهوس ارباب النظريات الثورية لحرية الرأي والتعبير وديمقراطية الفعل والفعل المضاد وذوي المناصب العليا بالاحزاب الشمالية ذات التوجهات اليسارية المختلفة جذريا مع الاحزاب الجنوبية اليمينية البالية كما يقولون ، والدعوة لوحدة الإلتقاء والحوار مع اليمين ويبقى التمركز بالوسط وابتزاز قادة العسس واحدة من ابرز مواقف انتهازية اليسار اذا ما استطاع الى ذلك سبيلا ، ومنظمة التحرير المسكينة الساكنة المتلاشية من على صفحات التأريخ الجديد لكُتاب التاريخ المعاصر ودراسة الحركات الاجتماعية المتغيرة تُستدعى وقت الحاجة والاحتياج وصفقة القرن لن تمر لطالما ان الممثل الشرعي والوحيد مُستدعى وقتما نشاء وبالتوقيت الذي يشاء ، وكان قد قال سيد من سادة قريش الجدد ( وأقتبس هنا ) ( إن أية دعوة خارج إطارمنظمة التحرير لمواجهة المشروع الأميركي الأسود، تأتي في سياق أوهام البدائل لتشكيل أطر في جوهرها تستهدف منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد لشعبنا. وان ان كل الجهود التي تبذلها إسرائيل عبر المشروع الاميركي تهدف لنقل الانقسام الى حالة انفصال لتمرير صفقة القرن وإنشاء كيان سياسي للفلسطينيين في قطاع غزة مواصفاته أقل من دولة واكثر من حكم ذاتي ، و أن هذا الانقسام تمت صناعته للوصول للحظة الانفصال في سياق مشروع معادي لشعبنا في محاولة لشطب فكرة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا. وان منظمة التحرير لن تغلق الباب امام المصالحة لأنها الحل الوحيد لمواجهة المشروع الأميركي الأسود. ) .. ( انتهى الإقتباس ) ... والسؤال الفارض لذاته هنا لطالما هناك وعي صارخ بهذه الحقيقة فلماذا لا يكون الانجاز الفعلي لمنظمة التحرير واعادتها الى الواجهة وتمتين جبهتها واعادة ما سُلب منها ونفض غبار التكلس عن مؤسساتها وفعلها واحترام كينونتها وتمثيلها وممثليها ، واعادة هيبتها كمنظمة نضالية ثورية مؤمنة بالفعل الكفاحي بمختلف خياراته ووفقا لتطورات الصراع ، وكحاضنة للكل الوطني المؤمن بميثاقها وانظمتها ولوائحها بعيدا عن الهرطقات والهلوسات السياسية التي اضحت جزء من يوميات الواقع السياسي الراهن ، حيث انفلات الاقوال الصادرة من الكل المتربع على عرش منصات الكلام السياسي الأجوف ، والجماهير غارقة بهموم اللحظة والخبر العاجل ينتظره الجميع بضرورة اعادة صرف الرواتب كاملة دون نقصان ، وقد يتحقق الإنجاز وبالتالي نكون قد أنجزنا معادلة الوجود بتحقيق الأمل المنشود بعودة معادلة الاستقرار في أتون فعل الصمود لتعود الحانات والمقاهي بعاصمة السراب الى الازدحام ، ولعودة نسوة المجتمع المخملي لممارسة فنون النميمة واحياء مهرجانات التضامن وارتداء الثياب المطرزة من وحي التراث ، والجلوس بالصفوف الامامية في حفل التأبين والتضامن مع فقراء الآزقة والمطرودين من يوميات الوطن الجميل. ففي ظل سقوط النظريات وافلاس هرقل عن التعاطي ومعادلة الإعتداء والعدوان لا سبيل الى اعادة التمركز مرة اخرة وخلق وابداع فعل جديد على قاعدة القديم الفاشل ، اذ لابد من اعادة الإصطفافات من جديد على قاعدة اعادة الامور الى نصابها وحقائقها من خلال المعادلات الاولية دون اللجوء الى التهجين والتدجين للواقع ولابد من اطلاق معادلة الوجود الفعلية ، فالصراع ما بين الخير والشر قائم ومعاودة الانتفاض والنضال لإعادة الفلاح المتمترس والمتحندق الى ارضه وحقله فهو الوحيد القادر على الابداع في التصدي للعدوان .. لينبثق الصبح الطازج الباكر ، وليكون الوقوف للنشيد الوطني المطوي في عتمة النسيان ، وقفوا ولا تنسوا او تتناسوا ، فالكبار وان ماتوا ، حكاياتهم لن تموت والصغار حينها فقط سيرتلون الحكايا باهازيج القداسة ، فإنشروا سنابل الوطن على الارض وتذكروا ... |