|
في غزة... "التهدئة" حديث الناس ومعقد امالهم لتحقيق الاستقرار وتحسين اوضاعهم
نشر بتاريخ: 12/03/2008 ( آخر تحديث: 12/03/2008 الساعة: 22:08 )
غزة - معا- كتب أحمد عودة -باتت كلمة التهدئة في قطاع غزة من أكثر المصطلحات و الكلمات تداولا ليس بين السياسيين وصناع القرار و رجال المقاومة فحسب بل بين المواطنين على مختلف انتماءاتهم واحوالهم فالتهدئة أصبحت كلمة السر لتحقيق الوعود.
سائق أجرة في شارع الوحدة يتمني حلول التهدئة في اقرب وقت ممكن كي يتمكن من تعبئة سيارته بالسولار و الوقود الذي أصبح يزور غزة كضيف خفيف و سريع. ويقول محمد سائق السيارة انه يجوب غزة ليلا و هو يحمل جالونات فارغة لتعبئتها من المحطات و انه يضطر للاصطفاف على طابور طويل حتى يعود بعشرة لترات من السولار لسيارته . وأوضح محمد انه في بعض الأيام يضطر للبحث لدى تجار صغار تاجروا في السابق في جالونات المحروقات للبحث عن عدة لترات لتزويد سيارته .ولكنه يتمني أن يتم التوصل للتهدئة. وفي سوق الشاطئ كان أبو خالد صاحب سوبر ماركت يقول لزبائنه أن رفوف محله فارغة من البضاعة و أن اغلب الأصناف الرئيسية و الثانوية غير موجودة و ما تبقي بالأسواق غالي الثمن متمنيا عودة فتح المعابر و تزويد محلاته بالبضائع. ويقول أبو خالد بطلت أقول مفش و صرت أقول بكرة في تهدئة و البضاعة قادمة أما الشاب حازم فقال انتظر التوصل إلي تهدئة بأسرع وقت ممكن كي يفتح المعبر و لاتمكن من إكمال دراستي في الخارج حيث سجلت في الجامعة و لدي قبول و لكني لم أتمكن من السفر. أكرم يقول أن منزله الذي هم ببنائه قبل سنه و نصف لم يستطع إكماله حيث الاسمنت غير متوفر و أن الخشب للأبواب و الشبابيك أيضا غير موجود و أن تكلفة البناء أصبحت أضعافا مضاعفة نتيجة شح الموارد و انه بات متفائلا بأن يتمكن هذا الصيف من إكمال بيته و السكن فيه . أبو إياد صاحب شركة للمقاولات قال: إن مشاريعه توقفت و انه بانتظار فتح المعابر للإتمام ما شرع بتنفيذه و تمنى أبو شادي أن تبدأ التهدئة أيضا بين فتح و حماس و يتوقف سيل التهم الداخلية . أبو عبد الله البالغ من العمر 78 عاما حدثني قائلا :ما يريده من التهدئة أن تفتح المعابر و ربنا يهدي البال حتى يتمكن من رؤية ابنائة المقيمين في الخارج لان صحته ليست على ما يرام و يخشي الموت دون أن يلتقي بهم . وعندما سالت الفتاه ياسمين قالت أنها مقبلة على الزواج في شهر 6 و أن هناك الكثير من الحاجيات الأساسية لإتمام حفل الزفاف ناقصة و من ضمن هذه الأشياء مثلا فرشة للسرير فهو غير متوفرة بأسواق غزة .و أنها تتمني أن تجري التهدئة حتي يتمكن أخوها الوحيد من القدوم لحضور حفل زفافها. أسامة الموظف بأحدى المؤسسات الحكومية يتمني أن يحمل الصيف المقبل تهدئة ليس مع الاحتلال بل تهدئة علي الصعيد الداخلي بين فتح و حماس موضحا انه لا يجوز أن تعقد التهدئة بين الفلسطينيين و إسرائيل و الحرب الكلامية مشتعلة بين حماس و فتح. أسامة بالتأكيد أي مواطن يحب أن يكون الوضع طبيعي و العيشة كويسة لكن الأمر ليس بيد المواطن لان الاحتلال لا يترك للمواطنين العيش بسلام و التهدئة ضرورية حتي يتمكن المرء من عيش حياة طبيعية . |