وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة التربية تختتم برنامج الدعم النفسي الاجتماعي في مدارس شمال غزة

نشر بتاريخ: 13/03/2008 ( آخر تحديث: 13/03/2008 الساعة: 10:56 )
غزة - معا - اختتمت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الخميس، برنامج الدعم النفسي الاجتماعي، الذي أقيم في مدارس شمال غزة في الفترة الواقعة ما بين الخامس والثالث عشر من الشهر الجاري.

وكان يقود فرق التدخل كل من رئيس قسم الصحة النفسية بالوزارة عزة محيسن، ورئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة بمديرية تربية شمال غزة عبد الحكيم السعافين.

وقد نفذت ستة فرق ارشادية مكونة من ثمانية عشر مرشد ومرشدة تربوية موزعين على اربعة مدارس، حيث استفاد من البرنامج نحو 2500 طالب وطالبة، وذلك من أجل تخفيف الآثار النفسية الناجمة عن العدوان الاسرائيلي الأخير في المنطقة والذي خلف ما يزيد عن 120 شهيدا معظمهم من الأطفال.

وقد تم تحويل العديد من الأطفال الذين يعانون من آثار الصدمة النفسية التي خلفها الاحتلال، للعلاج النفسي في عدد من المؤسسات المختصة.

وقد تميز البرنامج بالتعاون الواضح والكبير ما بين الوزارة ومنظمة "اليونسف" ومؤسسات المجتمع المحلي، من أجل تحسين الحالة النفسية التي يمر بها الأطفال، وذلك من خلال التسهيلات التي تم تقديمها لفرق التدخل وكذلك للمدارس المستضيفة.

وفي ختام البرنامج أقام المركز الفلسطيني للصدمات النفسية مهرجانا ترفيهيا للأطفال شمل العديد من الفقرات الفنية والترفيهية، حيث انعكس ذلك ايجابا على نفسية الأطفال الذين أبدوا تفاعلا كبيرا مع فقرات الحفل الممتعة والمميزة.

وقد حضر الحفل لفيف من مدراء ورؤساء الأقسام في الوزارة ومديرية تربية شمال غزة، يتقدمهم السيدة زينب الوزير الوكيل المساعد، وكذلك مدير التربية مسلم عبد الحميد مسلم ونائبه الفني فتحي رضوان.

ودعت زينب الوزير الوكيل المساعد جميع المعنيين بمؤسسات حقوق الطفل في العالم، إلى العمل لتوفير الأجواء المناسبة كي يعيش أطفال فلسطين بحرية وكرامة، بعيدا عن الخوف والقتل والرعب الذي تنشره ليل نهار طائرات ودبابات وصواريخ الاحتلال".

وخاطبت الوزير الأطفال قائلة: "أنتم أقوى من الصواريخ.. أقوى من الطائرات والدبابات، وكما كان يردد دائما الرئيس الراحل أبو عمار، سيكون من بينكم من يحمل علم فلسطين ويضعه فوق مآذن القدس".

بدوره أكد مدير التربية مسلم عبد الحميد مسلم على ضرورة الاعتناء بالأطفال، خاصة في ظل الظروف النفسية العصيبة التي يمرون بها بسبب ممارسات الاحتلال.
وأشاد مسلم بالدور الذي تقوم به الوزارة من نشاطات مميزة للتخفيف من الآثار السلبية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي، كما أثنى على المرشدين التربويين الذين شاركوا في إنجاح برنامج الدعم النفسي.

من جهتها شادية دحبور مدير مدرسة شهداء جباليا إن الأطفال في جباليا عانوا خلال الأيام الماضية ظروفا نفسية قاسية جراء العدوان الإسرائيلي الواسع الذي أدى إلى استشهاد نحو أربعين طفلا، ولذلك يجب أن نوفر لهم أجواء نفسية مريحة حتى يتمكنوا من تجاوز الأزمة والمحنة التي خلفها لهم الاحتلال.

أما المرشدة التربوية آمال طالب فقالت في كلمتها التي ألقتها نيابة عن فريق الدعم النفسي بالوزارة، "لقد حاول ثمانية عشر مرشد ومرشدة تربوية من خلال عملهم لمدة أسبوع بشكل متواصل على مساعدة طلبة المدرسة قدر الإمكان لتخفيف آثار الصدمة إثر اجتياح العدوان الإسرائيلي على المنطقة ومساعدتهم على العودة إلى وضعهم الطبيعي ما قبل الاجتياح، وذلك من خلال التفريغ النفسي عن طريق رواية الحدث والاستماع الجيد للطلبة ومناقشة مشاعرهم، ثم رسم تلك الأحداث عبر لوحات فنية، ثم إعادة تمثيل الأحداث التي مروا بها كما عاشوها".

وقد تخلل الحفل فقرات فنية وتنشيطية متنوعة، وتكريم لأسر أربعة من شهداء الاجتياح الأخير على جباليا، كانوا يدرسون في مدرسة شهداء جباليا، وسط أجواء من السعادة والفرح والتفاعل الواضح من الأطفال الذين بدت عليهم علامات الفرح والسرور.