|
يا بحرين .. فلسطين ثلاثة بحور وبحيرتان ونهران وثلاثة أنبياء
نشر بتاريخ: 25/05/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم تتّضح الصورة بعد حول مؤتمر البحرين والمقرر عقده في المنامة بتاريخ 25 حزيران القادم . لم تتضح بعد لأن الدول العربية " لا تفتح فمها " ولا تنبس ببنت شفة حول صفقة القرن ، الدول التي ستشارك صامتة والدول التي لن تشارك صامتة . وبالتالي فان مصدرنا الوحيد حول صفقة القرن هو " تويتر " وتغريدات جيسن جرينبلات وكوشنير صهر ترامب أمّا الاسرائيليين فهم يملكون العديد من المصادر التي سمحت لهم بنشر تسريبات الصفقة . ولولاهم لما عرفنا التفاصيل . لولا الصحافة الاسرائيلية لما عرفنا من هي الدول العربية التي ستشارك !!
كان اجدادنا واّباؤنا ينتظرون نشرات اخبار بي بي سي البريطانية ليعرفوا حقيقة ما يجري في بلاد العرب . أمّا اليوم فننتظر نحن الصحافة العبرية لتخبرنا ماذا يحدث في قصور الزعماء العرب !!! الصمت العربي الرسمي وشبه الرسمي ليس نقصا في المصادر والمعلومات ، وإنما إستمرارا في سياسة الاقنعة المزيّفة التي تنتهجها الأنظمة العربية مع مواطنيها . ولو أن اية مراسلة صحفية امريكية أو اية محطة أمريكية جاءت لمقابلة أي زعيم عربي لشرح لهم بالتفصيل الممل أسرار صفقة العصر . ونحن نعرف جميعا ان الزعماء العرب وقيادات الامة لا يمنحون الصحافة العربية ( منذ سنوات تتعامل السلطات العربية مع المراسلين والمصورين العرب العاملين في الصحافة العالمية والوكالات الاجنبية على أنهم " مجرد " عرب ويسجنونهم ولا يفرقونهم عن المراسلين المحليين بل ان اداء مراسلي الصحافة العالمية في المناطق العربية بات لا يختلف عن أداء الصحافة المحلية في النص وفي المضمون وفي الصورة النمطية المعروفة وفي الهروب عن تغطية الاخبار الساخنة ويشيحون بوجههم عن الأحداث الحقيقية حتى لا يضطروا لتصوريها ونشرها ) . الزعيم العربي لا يعطي الصحافي العربي خبر حصري الا اذا كان يريد شتم طرف اّخر او دولة عربية أخرى ، ولأن الصحافة العالمية ترفض هذا الطلب يضطر الزعماء العرب الى إستخدام الصحفيين العرب في شتم هذا المعارض او ذاك ، تلك الدولة أو هذه . وغالبا ما ينحصر دور الصحافة العربية على قمع الافكار التي تحاول ان تخرج من الصندوق النمطي المسيطر عليه . ومن ناحية إعلامية تعتبر صفقة العصر صفعة كبيرة للصحافة العربية التي ظهرت أمام مستهلكيها عاجزة وفقيرة وساذجة وبلهاء وتتسابق لترجمة مقطع من صحيفة بريطانية او تغريدة لمسئول امريكي , حتى لو كان المراسل الصحفي الغربي الذي نشر الخبر أقل بكثير من مستوى رؤساء تحرير الصحف والفضائيات العربية . وباستثناء بعض القنوات التي تجهد ليل نهار للحصول على أسرار وأخبار لتنشرها للجمهور الناطق باللغة العربية . فإن الغالبية العظمى من الصحافة العربية تأكل بعضها خجلا ولا تعلم شئ عن صفقة العصر . إذا ليس دفاعا عن شرف المهنة فليكن من أجل ( سمعة المحل ) . وأن تقوم الصحف العربية التي تستهلك مئات ملايين الدولارات من دافعي الضرائب ، أن تقوم بنشر أي سبق صحفي حول صفقة العصر ومؤتمر البحرين . وأن لا يكون مترجما عن صحف تل ابيب والصحف الامريكية . لفت انتباهي حديث العديد من المثقفين والوطنيين حول هذا الموضوع . مؤخرا قال لي أحدهم ( حسنا سنرفض صفقة القرن ولكن قولوا لنا اي شئ عنها ومن هي الدول العربية التي سوف تشارك وماذا تعلم هذه الدول عن الصفقة من ناحية سياسية وعسكرية وأمنية ) . فلسطين بمساحتها التاريخية ، بتضاريسها الجغرافية الخمس ، بأنبيائها الثلاثة ( أبو الانبياء ابراهيم - المسيح بن مريم - ومحمد صلى الله عليه وسلم ) . فلسطين ببحورها الثلاث الابيض والاحمر والمالح ، فلسطين بنهريها نهر الاردن ونهر العوجا . وبحيرتيها طبريا والحولة . فلسطين باجيالها ومصير 15 مليون مواطن ينتمي اليها صارت تنتظر أن تقرر مصيرها ورشة عمل امريكية في المنامة . عجيب صمت الزعماء العرب .. عجيب وغريب ومريب . |