|
بحرين و قمّتين فماذا ستكون حصّة أولى القبلتين !!
نشر بتاريخ: 30/05/2019 ( آخر تحديث: 30/05/2019 الساعة: 12:16 )
الكاتب: خالد السباتين
من الواضح أن مسلسل صفقة القرن للمخرج الأمريكي دونالد ترامب و فريق عمله كوشنير و جرينبلات لم يحكم حلقاته الأخيرة جيدا و قد أوشك على الانتهاء حيث لعبت اسرائيل فيه دوراً رئيسياً و لعب فيه بعض العرب دور الكومبارس كالعادة و لكن هذا المسلسل الذي حظي بإهتمام واسع و بثته معظم القنوات الإخبارية و ترجمته كل الصحف العالمية على ما يبدو أن نهايته ستكون سخيفة ولا ترقى للمستوى المطلوب مقارنة بحجم القضية التاريخية التي يجسدها هذا المسلسل .
بدأت أحداث المسلسل من البيت الأبيض الذي يعتكف اليه معظم رؤساء دول العالم حين أعلن ترامب القدس عاصمة لدولة اسرائيل ثم تتالت أحداث المسلسل لتصبح أكثر إثارة و غموض من خلال الحديث عن صفقة لإنهاء عذابات الشعب الفلسطيني و إنهاء عذابات الأسرى في السجون و اللاجئين في المخيمات و الشهداء في القبور و المهجّرين في شتى بقاع الأرض و المرابطين داخل أسوار القدس لكن هذه الصفقة بقيت تتأرجح بين التأويل و التأجيل فلا أحد يعلم مضمونها لكن كما يقول المثل " المكتوب واضح من عنوانه " الولايات المتحدة استطاعت إدارة اللعبة بطريقة خبيثة و تمكنت من كسر كل القواعد و تجاوزت كل الخطوط الحمراء و ألقت اسرائيل في حضن العرب و جعلت منها حليفاً لهم بطريقة أو بأخرى و بثت الخوف و الرّعب في قلوبهم من الوحش الفارسي " إيران" . تفصلنا أسابيع قليلة عن ورشة عمل تقام في مملكة البحرين نعم ورشة عمل و ليس مؤتمر دولي يحضره زعماء و قادة دول العالم لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية من خلال حلول إقتصادية و إستثمارات و بضعة مليارات بعيدا عن الحل السياسي الذي هو الأساس لكل حل فالقضية الفلسطينية قضية سياسية بإمتياز وهذه الإدارة لا تمتلك الحلول بل تريد فرض الإملاءات و القبول بسياسة الأمر الواقع بإنحيازها التام لدولة الإحتلال فقد حاولوا من قبل إغراق القضية الفلسطينية في بحر ولم ينجحوا و اليوم يذهبون الى البحرين فهل سيغرقوا هم بصفقتهم و مؤامراتهم و تنجو القضية الفلسطينية أم ماذا ؟؟ و ننتقل أيضا للحديث عن القمّتين الخليجية و العربية الطارئتين و التي من المفترض أن تعقدا في غضون أيام قليلة في مكة المكرمة ولكن من الواضح أنها لن تأتي بجديد إلا التأكيد على الخطر الإيراني الداهم و كيفية وضع ثقل الدول العربية و الإسلامية في مواجهته و حشد كل ما يلزم لذلك بعيداً عن إيجاد أي حل للقضايا العربية العالقة و التي عجزت القمم السابقة بل و فشلت في إيجاد حلول لها و في نهاية المطاف سيخرج البيان النهائي للقمم كعادته بالشجب و الإدانة و الإستكار لكل ما تقوم به قوات الإحتلال و لا نتوقع منهم أكثر من ذلك لكن أكاد أجزم أن ترامب و فريقه لو عرفوا أن السفارات الأميركية والقنصليات سيتم حصارها في كل عواصم العرب والمسلمين لما اقتربوا من القدس ولو عرفوا أن الزعماء سيسحبون سفرائهم من الولايات المتحدة الأميركية لما تجرأوا بالحديث عنها فهل ستكون هناك نهاية مغايرة لهذا المسلسل تفاجئ الجماهير و تقلب الطاولة على الجميع و يصبح الكومبارس لاعب رئيسي أم ماذا !! |