|
حرب أم وقف هجوم التنين الصيني
نشر بتاريخ: 02/06/2019 ( آخر تحديث: 02/06/2019 الساعة: 22:17 )
الكاتب: بسام زكارنه
خلال السنوات الأخيرة تتقدم جمهورية الصين الشعبية بشكل منظم ومدروس في المجال التجاري ، وهناك خلل في التوازن التجاري لصالح الصين حيث بلغت الصادرات لأمريكا من الصين 540 مليار دولار في مقابل الواردات من امريكا 120 مليار دولار أي بعجز امريكي 420 مليار دولار .
شركة هاووي تتربع على نسبة عالية من السوق العالمي حيث بلغت 19% في حين شركة آبل فقط 12% . الرئيس ترمب قبل تسلمه الرئاسة أعلن ان الخطر الكبير على امريكا التنين الصيني بعد إطاحته بالشركات الامريكية وغزو اسواقها والأسواق العالمية بالمنتجات الصينية بجودة عالية وأسعار منافسة . امريكا أعلنت الحرب الاستباقية للحد من التفوق الصيني واستمرار صعوده كمنافس قوي للتجارة الامريكية التي تتربع على العالم والتي بالتأكيد سيكون لها انعكاس سياسي في نفس الحجم ، وكذلك إعلانها الحرب التدريجية لجس النبض و للابتزاز في قضايا تجارية وسياسية . أعلنت امريكا رفع الرسوم على الكثير من البضائع الصينية بنسبة 25% إلى 15% وكذلك حظر شركة هواووي في الأسواق الامريكية بسبب عدم التزامها بالعقوبات على إيران ولاستخدامها تقنية التجسس لصالح الصين على امريكا. من هنا نحلل ان امريكا في حربها تريد ان توقف المد التجاري الصيني وكذلك تحقيق مكاسب سياسية لصالحها مثل إلزام الصين بالحرب على إيران بالإضافة لملفات سياسية وتجارية أخرى . هذه الحرب فيها خسارة للطرفين لكن التنين الصيني لديه المقومات للصمود والمواجهة حيث تمتلك الصين من الموارد البشرية والطبيعية ما لا تملكه امريكا وكذلك وقوف أوروبا على الحياد ولو موقتا ، ودعم الكثير من الدول في العالم لجمهورية الصين الشعبية ضد الإجراءات الامريكية التي لم تعتدي أو تحتل أو تبتز دول لصالحها بل تتعامل باحترام وسلام مع كافة شعوب العالم وتقدم منتج منافس ذات جودة عالية . الصين لديها 17 من المعادن النادرة التي في حال أوقفت تصديرها لأمريكا فان الشركات الامريكية الكثيرة تتوقف وكذلك الديون الامريكية التي اشترتها الصين التي إذا باعتها فان تكون ضربت الاقتصاد الأمريكي بمقتل ناهيك عن وجود شركات كثيرة وكبيرة أمريكية في الاراضي الصينية إذا تمت واستمرت العقوبات سوف تغلق ابوابها أو تحتاج لسنوات عديدة للانتقال لدول أخرى رغم ان الصين الأفضل لهم ولمنتجاتهم . من ذلك الصين نعم ستخسر لكنها ستصمد وأمريكا ستخسر لكنها لن تتحمل الإجراءات المقابلة وردات الفعل من الصين فما بالكم بالفعل !!! ناهيك عن تاثر الدول والشعوب في العالم من ذلك وخاصة الفقيرة وكذلك التأثير على الاقتصاد العالمي وارتفاع الأسعار وبشكل خاص النفط. استغلال امريكا لبعض الدول التي تصدر النفط للصين يقابله وقوف إيران بشكل كامل لتغطية أي نقص وكذلك دول أخرى . نهاية المعركة لن تستطيع امريكا إنهاء جمهورية الصين الشعبية والأخطر انها لم تدرس بعناية ارتدادات إجراءتها عليها وما قد تفعله الصين. الصين التي لديها الشعب العظيم والقيادة الخلاقة برئاسة قائد مبدع تشي جين بينغ وحزب اثبت قوته وتماسكه ووعيه تتخذ خطوات مدروسة ومتأنية لإعطاء وقت كافي للحوار والمفاوضات وبشكل علني أعلنت انها غير معنية بهذه الحرب وتعلم ان فيها مخاسر رغم قدرتها لتجاوزها ، ولن تستخدم كل ما في جعبتها الا في الوقت المناسب التي تنعدم فيه أفق الحل ، فقد زادت الرسوم فقط بنسبة 10% على البضائع الامريكية ولكن هل هذا فقط ؟؟؟ انها ضربات على الرأس الأمريكي حتى يفكر ملياً بالنتائج. الصين لن تخضع للابتزاز ولكنها جاهزة للتعاون والقواسم المشتركة ، و الصين تستطيع بشكل مطلق ان تستقل تجاريا عن امريكا وغيرها دون تاثير استراتيجي لما لديها من امكانات ومقومات داخلية ، الصين خلفها شعب قوي تجاوز بخططه منذ المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي وبالاشتراكية ذات الخصائص الصينية قضايا هامة من أهمها خطة تنموية استراتيجية من ثلاث مراحل وتم تحديد ٧٠ عام لتنفيذها تبدء بتوفير الغذاء والكساء لكافة السكان والثانية مضاعفة الناتج المحلي أربعة أضعاف في نهاية القرن العشرين والخطوة الثالثة زيادة معدل دخل الفرد حتى عام ٢٠٥٠ وتحقيق الرفاهية للشعب وكلها تتم وفق ما رسم لها حيث انتقل حوالي 700 مليون صيني من تحت خط الفقر . الشعب الفلسطيني والذي ينضم معه الشعوب العربية والإسلامية والتي تقدر موقف الصين الثابت من العدل والحرية والسلام لشعوب العالم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني سوف لن تكون محايدة بل جنباً إلى جنب مع جمهورية الصين ضد الإمبريالية الامريكية مع ثقتها التامة ان جمهورية الصين الشعبية ستنتصر ونهاية المعركة اختلال التوازن التجاري والسياسي لصالح الصين في حال استمرت. |