|
الحب في أسرة صينية عربية يتفتح على برعم الذوق
نشر بتاريخ: 08/06/2019 ( آخر تحديث: 08/06/2019 الساعة: 17:33 )
سيتزامن حلول عيد الفطر وعيد قوارب التنين هذه السنة في موعد متقارب جدا، حيث سيبتعدان بيوم واحد فقط في هذا العام.
لكن علي الوعري وزوجته الصينية وابنتاهما بدؤوا الاستعداد للاحتفال بالعيدين معا، من خلال إعداد بعض أنواع الطعام الخاص، كطبق "المقلوبة" الفلسطيني، والطعام الصيني التقليدي مثلثات الأرز (تسونغتسي) وغيرها من الأطعمة الصينية والعربية اللذيذة. جاء علي الوعري من فلسطين عام 1995 إلى الصين لدراسة الطب، ووقع في حُبّ زميلته فنغ جينغ، وكلّلا علاقتهما بالزواج. لم يتعود الوعري في البداية على جميع أصناف الطعام الصيني، حيث كان لا يستسيغ بعضه، لكنه أحبّ طبق "سوان تساي يو" (طبخ السمك والملفوف المخلل معا) تدريجيا. وفي المقابل؛ لم تعتد زوجته مذاق الأطعمة العربية في البداية، لكنها باتت تحب طبق "المقلوبة" جدا حاليا. وقال الوعري إن الأطعمة الصينية والعربية التي تتميز بخصائص تحتل مكانة خاصة في حياتنا. حاليا، يعيش الوعري وزوجته في مسقط رأس زوجته بمدينة ووهان في مقاطعة هوبي بوسط الصين، التي تشتهر أيضاً بكونها مسقط رأس الشاعر تشيو يوان أيضا، ويُعد عيد قوارب التنين التقليدي الصيني الذي ذكرناه سلفا مناسبة لإحياء ذكرى هذا الشاعر الوطني العظيم الذي انتحر بإلقاء نفسه في النهر قبل أكثر من الفي سنة لاستنهاض همم أبناء وطنه في مقاومة الاعداء، بعد أن باءت محاولاته لتحذير الامبراطور من غزوهم بالفشل، وتعبيرا عن احتجاجه وحزنه لتمكن الأعداء من اقتحام المملكة. ويصادف عيد قوارب التنين يوم 5 مايو بالتقويم القمري الصيني كل عام. وبالإضافة إلى العمل في شركة للطب والأدوية، فتح الوعري وزوجته مطعماً عربياً في مدينة ووهان. ازداد عدد الطلبة المبعوثين الأجانب كثيرا في هذه السنوات بمدينة ووهان، وقال الوعري "إن هذا دفعني لفتح مطعم عربي في مدينة ووهان التي تحتضن الكثير من الجامعات، لأوفّر بعض أصناف الأطعمة العربية التي اعتاد عليها الطلبة العرب في بلدانهم." وما يعجب الوعري كثيرا هو دخول السكان الصينيين المحليين أكثر فأكثر إلى مطعمه. ولذلك؛ وضع الوعري قائمة الطعام الخاصة باللغات الصينية والإنجليزية والعربية، فضلا عن سعيه لزيادة تعريف الزبائن الصينيين بالثقافة العربية بشكل أفضل، حيث راجع الكتب التاريخية وأضاف الوصف التاريخي والثقافي بجانب الطعام في القائمة. وقال الوعري: "أريد لزبائني قراءة قائمة الطعام كما يقرؤون الكتب التاريخية والثقافية، وأن يستمتعوا بالثقافة العربية عندما يتذوقون الطعام العربي." دائما ما تعد الأطعمة وسيلة فعالة للتعرف على مكان ما. ولذلك قال الوعري إن بعض الزبائن يجربون الأطعمة العربية قبل قيامهم بالسياحة إلى دبي والمدن العربية الأخرى، ويدخلون مطعمه بعد عودتهم إلى الصين ليتذكروا رحلتهم مرة أخرى. وقال الوعري: "في الماضي، كان من الصعب العثور على بعض مواد الطعام الخاصة، إلا أن كل ذلك تغير حاليا، حيث يمكنني أن أشتري كثيرا من مواد الطعام المُصدرة إلى الصين من مصدرها مباشرة في المراكز التجارية بمدينة ووهان، كما ظهر أيضاً كثير من الموردين المتخصصين أيضا، ويمكنني معرفة وضع الطعام والقيام بالصفقة عبر تطبيق ويتشات (منصة شهيرة للتواصل الاجتماعي في الصين)." في السنوات الأخيرة، شهد قطاع التوصيل السريع للأطعمة في الصين نمواً وازدهاراً كبيرين، ما شجّع الوعري على إضافة مطعمه وما يوفره من أطباق مميزة إلى تطبيقات الهواتف المعنية، مضيفاً :" يشهد مطعمي إقبالاً أكبر من قبل الزبائن الذين يأتون لتناول الطعام فيه، مقارنة مع الزبائن الذين يشترون الطعام عبر الإنترنت وخدمات التوصيل السريع. أعتقد أن من الأفضل أيضاً أن نُركز على زيادة الإعلانات والاهتمام بالتسويق عبر الإنترنت في المستقبل لتوسيع وزيادة انتشار المطعم". استثمر الوعري أكثر من مليون يوان (دولار واحد يساوي نحو 6.9 يوان) لنقل مطعمه وتوسيعه. وقال:" إن مدينة ووهان تستضيف نشاطات دولية أكثر، وأثق بأن المزيد من الزبائن المحليين والأجانب سيدخلون مطعمي للتمتع بالأطعمة العربية." ودائماً ما يسلم الوعري على زبائنه بالقول الصيني التقليدي "هل أكلت؟"، بينما سمى مطعمه باسم "الديرة"، بمعنى "مسقط الرأس"، وها هي الصين قد أصبحت موطنه الثاني، لتنفتح أبواب التبادل الثقافي الصيني والعربي المختلفة نحو مزيد من الفهم والتبادل والمشاركة. شينخوا |