|
منتدى الأمة للتنمية ينظم حلقة نقاش بعنوان "غزة على المهداف حدود وخفايا العمليات الحربية الإسرائيلية بغزة"
نشر بتاريخ: 15/03/2008 ( آخر تحديث: 15/03/2008 الساعة: 19:21 )
غزة- معا- نظم منتدى الامة للتنمية حلقة نقاش بعنوان: "غزة على المهداف.. حدود وخفايا العمليات الحربية الاسرائيلية على غزة" وذلك بقاعة فندق القدس الدولي وسط مدينة غزة حيث استضاف مجموعة من المحللين والخبراء.
الأستاذ ناصر اللحام -رئيس وكالة معا- قال بأن المخطط الإسرائيلي يتمثل في عذاب غزة، وانه بحسب المخطط الإسرائيلي فان غزة يجب ان تعيش لتعاني، وان عليها ان تستقل لتدفع ثمن الاحتلال، وان عليها أن تقاوم ليجرى التذرع بها أمام العالم وصولا إلى ما اسماه- اختصار توصيفي لأحد الصحفيين الأجانب- الذي وصف غزة بانها ستكون جوانتانامو الشرق الأوسط، اي اكبر سجن أمريكي إسرائيلي في الشرق الأوسط لمعاقبة وتخويف الحركات السياسية في الوطن العربي. واضاف اللحام ان اسرائيل تهدف الى تدمير البنية التحتية في غزة مثل الزراعة والدفيئات والصناعة والورشات والصيد والميناء، حتى لا تستطيع غزة آجلا او عاجلا ان تعيش وحدها. وان إسرائيل تسعى الى معاقبة مصر باجبارها على تحمل قطاع غزة، بحجة ان هناك امبراطورية حماستان والتركيز على هذه القضية بحيث تضطر مصر في النهاية الى ان تاخذ غزة- ليس بدافع الوحدة العربية بالطبع. وحول ما يشاع عن مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل رأى اللحام ان ذلك بمثابة إعدام سياسي خطير تماما مثلما حدث مع منظمة التحرير، حيث يتم تضييع وقت الفلسطينيين في نقاشات وأزمات داخلية ، خصوصا الصراع بين فتح وحماس لاتمام صيغة سياسية تريدها اسرائيل . ولفت الاستاذ اللحام في كلمته التي القاها عبر الهاتف من مدينة بيت لحم الى الانتباه الى المخطط الاسرائيلي الذي بدا مع بداية العام 2004، الذي شهد البداية النظرية لانهيار السلطة الفلسطينية باعتبارها الهوية الفلسطينية التي يتمسك بها الفلسطينيون. وأضاف اللحام لا يجوز لصحفي ان يعتبر ان انهيار السلطة تم بشكل سريع، حيث ان شارون خطط لانهيار السلطة في ذلك العام- 2004- مستكملا خطوة اغتيال اسحق رابين، وصولا الى دولة يهودية الطابع، أي دولة صغيرة وغنية بجيش صغير وذكي. وأضاف: ان إسرائيل تجيد لعبة احجار الشطرنج على رقعة السياسة بطريقة ذكية جدا وتضيعنا- نحن الفلسطينيون- في التفاصيل.. ورأى اللحام ان اسرائيل قامت بعدة خطوات على هذا الصعيد: اولا : قامت بنقل المستوطنين من غزة الى الضفة الغربية خصوصا الى خاصرة القدس وبيت لحم. ثانيا: ثم عمدت الى فصل الضفة الغربية الى خمسة كانتونات وهي: الاغوار، بيت لحم والخليل، القدس، رام الله ونابلس، وشمال الضفة. ثالثا: استجلاب مليون مهاجر يهودي الى الضفة الغربية، وهذا مقرر حتى العام 2012 ورغم ان هذا الامر غير معلن بشكل كامل، لكن هناك إشارات دالة على هذا الموضوع من خلال بعثات الى البرازيل وفرنسا وامريكا اللاتينية. واضاف اللحام: ان الصهاينة الجدد لا يريدون يهودا من العالم الثالث، لا يريدون يهود اليمن وإثيوبيا، لكنهم يريدون يهودا فرنسيين كما فعل شارون في عسقلان، يريدون أمريكا اللاتينية ويريدون تهويد الروس، وان هناك حوالي 200 الف روسي يجري تهويدهم الان. واضاف اللحام: اذا جرى فعلا تهجير مليون يهودي الى الضفة الغربية حتى العام 2012 كما هو مقرر، فإنها- أي اسرائيل- ستنتهى من كابوس التفوق السكاني العربي في الضفة الغربية، وعندها سيتحول سكان الضفة الغربية إلى أقلية مهيضة الجناح كما في عكا ويافا والناصرة وباقي الإحياء العربية داخل الخط الأخضر. رابعا: تهجير غير مباشر وبطيئ لسكان الضفة الغربية الى الاردن حيث يكفى لاسرائيل ان تفتعل ازمة واحدة مع رئيس السلطة الفلسطينية وتتخذها ذريعة لسحب جواز السفر الفلسطيني. علما ان اكثر من ثلث سكان الضفة الغربية يحملون جواز سفر اردني، وبالتالي يعود سكان الضفة اداريا واكاديميا والاوقاف الى الاردن ويتم التخلص من السلطة الفلسطينية فعليا. المحلل السياسي والمحاضر في جامعة الأزهر الدكتور خالد صافي، قال:" أننا لا يمكن ان نقارن خسائرنا في الاجتياح الأخير- أكثر من 140 شهيد وأكثر من 320 جريح- بخسائر الجانب الإسرائيلي أي بمقتل جنديين إسرائيليين. ورأى أن ما حصل هو مذبحة وهذا يتطلب منا ضرورة مراجعة حساباتنا، وقال : تعالوا لنجعل من غزة منطقة للأعمار والبناء ونتفق على أدوات جديدة للصراع، لان ما حصل اثبت عدم نجاعة أساليب ووسائل المقاومة. وأضاف انه لا يمكن أن نقارن خوف سكان سديروت بالدماء التي تسفك عندنا. و قال ان الخطاب الذي تستخدمه المقاومة هو خطاب مأزوم. ورأى أن دخول حماس لسلطة أوسلو عبر عن حالة تأزم تعيشها حماس، وقال :" إن إسرائيل لا تريد القضاء على حماس ولا تريد اجتياح غزة لان ذلك لا يمكن أن يتم إلا ضمن صفقة سياسية تتوافق عليها الإطراف و تسمح بها المعادلة الدولية وهذه المعادلة لم تتهيأ بعد". ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي استطاع أن يوصل رسالة لحماس خلال العملية العسكرية الأخيرة يقول فيها ان إسرائيل قادرة على اجتياح القطاع وليس فقط بالاستمرار بعمليات القصف. مؤكدا أن ما يجري في قطاع غزة جعل الكثير من الشباب الفلسطيني يفكر في الهجرة من قطاع غزة، ورأى ضرورة أن تمر كل من حماس وفتح بعملية تحول ديمقراطي كي يستوعب كل منهما نفسه ومن ثم يستوعب الآخر. الباحث والمحلل السياسي-حسن عبدو طالب بتصعيد المقاومة واستهداف البلدات الإسرائيلية والمدنيين الإسرائيليين وما اسماه " خاصرة إسرائيل الطرية" ردا على قيام إسرائيل باستهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين. ورأى:" أن النصر لا يقاس بمعايير الربح والخسارة في حالة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال. وقال إسرائيل لم تترك للشعب الفلسطيني أية خيارات وليس إمامنا إلا المقاومة حتى لو كانت النتيجة قتل الفلسطينيين جميعا، فان شرفنا أن نموت ونحن نقاوم. الكاتب مروان ابو شريعة فقد تناول جدلية النصر والهزيمة، مشيرا إلى المنطق اللامسئول الذي اعتاد عليه العرب والفلسطينيون بكافة أحزابهم وفصائلهم في رفض نقد الذات، وتصوير الفشل والهزائم إلى انتصارات، وأضاف عقب كل معركة أو مواجهة دخلتاها، وما أن تهدا المدافع حتى يطل علينا من يتباهى بان العدو فشل في تحقيق أهدافه، وبالتالي فقد انتصرنا، وأضاف كلمة "الفشل" لم ترد نهائيا في تاريخ حروبنا أو مواجهاتنا مع إسرائيل، حتى لو كانت عملية صغيرة أو توغلا إسرائيليا لمنطقة صغيرة شرقي جباليا وبكلفة 127 شهيدا و352 جريحاً منهم حالات إعاقة كاملة. واستذكر الاجواء التي سادت خرب الايام الستة في حزيران حين راى العرب ان ما حصل كان انتصارا وكبيرا أيضا. وكانت الحجة ان إسرائيل قامت بالعدوان على العرب ليس بهدف احتلال أراضيها وإنما لإطاحة بالنظمة الثورية القومية والتقدمية، وطالما ان النظام مازال باقيا فأن العدو فشل في تحقيق أهدافه! وراى ابو شريعة ان ما حصل كان جس نبط لقوة حماس العسكرية، وتوصيل رسائل لا اكثر، وان اسرائيل لم تكن تسعى للسيطرة على غزة ولا تريد اسقاط حماس في الاجل القريب، وانها تؤجل القضاء على حماس الى بعد ان تنتهي من أهدافها التكتيكية باتجاه فصل غزة تحت سيادة حماس نهائيا عن باقي الاراضى الفلسطينية . ورأى أن الحديث عن انتصارات في هذه اللحظة هو مفارق للحقيقة. الشيخ سيد بركة تحدث عن موضوع الجبهة الداخلية وقال كان العرب يتحدثون عن الوحدة العربية وكان التساؤل يومها أيهما يسبق الأخر التحرير ام الوحدة ؟ أما اليوم فإننا نتحدث عن وحدة الفلسطينيين أنفسهم، لا وحدة العرب!! وأضاف أن الانتصار الحقيقي هو بانتهاء حالة التشظي على الساحة الفلسطينية وتغليب العام على الخاص. فالاحتلال لا يميز بين فتح وحماس أو مستقلين او حزبيين، وأشار الى ان الفلسطينيين لا يمكن ان يعاقبوا بعضهم البعض. وقال :"أن انتصار الشعب الفلسطيني يكون في وحدة قراره وألوانه وعناصره الفاعلة، حينها يسعد الفلسطينيون بتآزرهم ويشعلون شعلة السير إلى القدس". اما القيادي في حركة حماس الدكتور اسماعيل رضوان فقال: ان الحملة العسكرية على قطاع غزة الأخيرة لم تكن تلقائية, ولم تكن رداً على صواريخ المقاومة إنما كان مخطط لها حيث ان اسرائيل تسعى لتصعيد عدوانها على قطاع غزة. وأضاف ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى لكسر حكومة حماس وتدمير المقاومة, حيث انه سعى خلال عمليته الأخيرة لاحتلال أجزاء كبيرة من القطاع كما كان مخطط لها الا ان المقاومة جعلته يندحر. وأشار رضوان الى ان الاحتلال الاسرائيلي لا يريد تهدئة وإنما يريد ان يجعل قطاع غزة محرقة وان يسحق حركة حماس وقوى المقاومة حيث ان صواريخ المقاومة جاءت كرد طبيعي على جرائم الاحتلال. |