وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يشارك فيه أكثر من 70 باحثا- انطلاق فعاليات مؤتمر التعليم الطبي والصحة العامة في الجامعة الإسلامية

نشر بتاريخ: 15/03/2008 ( آخر تحديث: 15/03/2008 الساعة: 23:52 )
غزة- معا- انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر الأول لكلية الطب في الجامعة، والذي ينعقد تحت عنوان "التعليم الطبي والصحة العامة في فلسطين" يومي الخامس عشر، والسادس عشر من آذار/مارس الجاري.

وبدأت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية انعقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة، وحضرها النائب المهندس جمال ناجي الخضري -رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، والأستاذ محمد حسن شمعة -نائب رئيس مجلس الأمناء، وأعضاء مجلس الأمناء، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، والدكتور كمالين كامل شعث -رئيس الجامعة الإسلامية، ونواب رئيس الجامعة، وأعضاء مجلس الجامعة، والدكتور مفيد المخللاتي -عميد كلية الطب، رئيس المؤتمر، والدكتور عبد الرؤوف المناعمة -رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر،ومدراء المشافي في قطاع غزة، وعدد من الأطباء الأجانب المتواجدين في قطاع غزة، والأطباء الفلسطينيين من داخل فلسطين المحتلة، والأكاديميين العاملين في الكليات الصحية في قطاع غزة، والأستاذ سعيد الغرة -عريف حفل الافتتاح وعدد كبير من الأطباء، وضباط الإسعاف، وممثلو المؤسسات المختلفة، وممثلو وسائل الإعلام وجمع كبير من العاملين في الجامعة، وطلاب وطالبات كلية الطب في الجامعة الإسلامية.

بدوره، أفاد الدكتور المخللاتي أن مؤتمر التعليم الطبي والصحة العامة في فلسطين يعد الأول من نوعه في تاريخ المؤتمرات الطبية في قطاع غزة، موضحا أنه على الرغم من أن كلية الطب في الجامعة الإسلامية هي الأحدث من حيث النشأة بين كليات الجامعة إلا أنها استطاعت أن تقدم إنجازات قيمة من حيث النوعية.

وتحدث الدكتور المخللاتي عن كلية العلوم باعتبارها الأم الحاضنة لكلية الطب، وذلك منذ بدء التفكير بإنشاء كلية الطب في الجامعة، مؤكدا أن نشأة كلية الطب داخل كلية العلوم أوجد رصيداً هائلاً من الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة تأهيلاً عالياً، وشدد الدكتور المخللاتي على البنية التحتية القوية للكلية والتي تفسر نضج الكلية العلمي والأكاديمي.

وأشار الدكتور المخللاتي إلى أن مؤتمر "التعليم الطبي والصحة العامة في فلسطين" يعد باكورة العديد من المؤتمرات والأيام العلمية للكلية، ولفت إلى أنه من المقرر أن تعقد الكلية مؤتمراً علمياً لها كل عامين في إشارة منه إلى أن المؤتمر التالي للكلية الذي سيكون في آذار/مارس 2010م، وبين الدكتور المخللاتي أن الكلية تعتزم عقد اليوم العلمي الأول بعنوان: "أخلاقيات الممارسة الطبية" في الخامس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر 2008م.

وذكر الدكتور المخللاتي أن كلية الطب بالجامعة الإسلامية تدرك دورها تجاه خدمة الممارسات الطبية في قطاع غزة خاصة، وفلسطين عامة، ونوه إلى أن الكلية أعدت برنامجاً للتعليم الطبي المستمر في فلسطين، سيقوم بأداء دوره من خلال عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعة.

وأوضح المخللاتي أن تطوير العمل في كلية الطب سيكون من خلال إقامة المشفى الجامعي، وأكد أن الجامعة الإسلامية بجميع إداراتها وهيئاتها تبذل جهدها لإنشاء المستشفى الجامعي الذي يعتبر مشروعاً حضارياً، وأشار إلى أن الكلية أخذت على عاتقها النهوض بالمستوى الطبي في فلسطين، لافتاً إلى أن المؤتمر يعتبر مساهمة من الكلية في هذا السياق.

وعبر الدكتور المخللاتي عن فخره بالمستوى الراقي للمعرض الطبي الذي يصاحب انعقاد المؤتمر، وأشاد الدكتور المخللاتي بالجهود التي بذلتها لجان المؤتمر، ومنها: اللجنة العلمية التي يترأسها الأستاذ الدكتور محمد عيد شبير -الأستاذ بقسم التحاليل الطبية، وعضو مجلس كلية الطب بالجامعة، رئيس الجامعة الإسلامية السابق، وأعضاء اللجنة العلمية، واللجنة التحضيرية التي يترأسها الدكتور عبد الرؤوف المناعمة -عضو مجلس كلية الطب، والأستاذ المساعد في تخصص الأحياء الدقيقة، وأعضاء اللجنة التحضيرية.

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، ذكر الدكتور المناعمة أن انعقاد مؤتمر كلية الطب الأول بعد عامين على إنشائها دليل على أن القائمين على الكلية يعملون بجد ونشاط.

وأضاف أن الكلية تهتم بتقديم خدمات بحثية وطبية ترمي للارتقاء بمستوى الخدمة الطبية في فلسطين، موضحا أنه يشارك في المؤتمر عدد كبير من الباحثين تجاوز عددهم (75) مشاركاً، وبين أن منهم من شارك بعروض من خلال عرض شرائح كمبيوتر، وقد بلغ عددها (21) بحث عرض، أو من خلال لائحات معلقة في بهو مركز المؤتمرات بالجامعة وقد بلغ عددها (11) لائحة.

وذكر أنه يشارك في المؤتمر باحثون من مختلف الجامعات الفلسطينية، وأطباء من مختلف المستشفيات والعيادات، فضلاً عن أطباء من عدد من الدول العربية والأجنبية.

وأشار الدكتور المناعمة إلى أن المؤتمر سينعقد على مدار يومين متتاليين، على أن يتضمن كل يوم عرض عشر أبحاث لعشرة مشاركين مختلفين، وتابع أنه تتخلل هذه العروض حلقات نقاش ومحاضرات تخص التعليم الطبي والصحة العامة وغيرها.

وبخصوص المعرض المصاحب لأعمال المؤتمر، أوضح الدكتور المناعمة أن المعرض عبارة عن جزئين، أحدهما خاص بكلية الطب، والمجسمات ومختبر التشريح، والآخر لشركات طبية، هي: شركة بيت جالا، وشركة المتطورة، وشركة الزنط، وشركة بيرزيت، وشركة ترانس أورينت، وشركة متيرنا، وشركة دار الشفاء، وشركة مسروجي، وشركة الشرق الأوسط.

وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى الدكتور المخللاتي محاضرة عامة عن التعليم الطبي في فلسطين استعرض خلالها ثلاثة مرتكزات، هي: كليات الطب الفلسطينية، والمجلس الطبي الفلسطيني، وتنمية القوى البشرية "وزارة الصحة".

وفي معرض حديثه عن ضرورة إنشاء كليات الطب، بين الدكتور المخللاتي أن الهدف من نشأة كلية الطب يكمن في: توفير الخدمة الأكاديمية للراغبين في دراسة الطب من الطلبة المتفوقين، وتخريج أطباء مؤهلين علمياً ومزودين بالقيم الإسلامية، إلى جانب المساهمة في تنمية القطاع الصحي في فلسطين، والمشاركة في إعادة التأهيل لبعض القطاعات الطبية التي تحتاج إلى ذلك.

وأضاف الدكتور المخللاتي أن الهدف من نشأة كلية الطب يضم تشجيع البحث العلمي في المجالات الطبية مما يساهم في تحسين المستوى الصحي في فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، واجتذاب الكفاءات الطبية الفلسطينية المقيمة في الخارج؛ لتساهم في بناء الوطن.
وتحدث الدكتور المخللاتي عن التعليم الطبي في فلسطين، والذي كانت بدايته بكلية الطب في جامعة القدس، ثم كلية الطب الفلسطينية بفروعها الثلاث: "القدس، ونابلس، وغزة" ثم كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة، فكلية الطب في جامعة النجاح الوطنية، ووقف الدكتور المخللاتي على كيفية قبول طلبة كلية الطب، والمنهاج الدراسي المتبع.

وفيما يتعلق بالأساليب الحديثة المتبعة في التعليم الطبي، بين الدكتور المخللاتي أنها تشمل: الدمج بين علوم الطب الأساسية والعلوم السريرية، والتعليم السريري في مرحلة مبكرة، إلى جانب تجنب الحشو الكثير وتعليم ما يلزم للحياة العملية، وتعليم مهارات غير طبية، والتعليم بناء على مشاكل طبية، فضلاً عن التعليم الطبي الموجه من قبل الطلاب، والتعليم الطبي طويل الأمد.

وبخصوص علوم الطب الأساسية، أوضح الدكتور المخللاتي أنها تضم علوم: التشريح، ووظائف الأعضاء، والأنسجة، والكيمياء الحيوية، وعلم الأجنة، وعلم المناعة، وعلم الحياء الدقيقة، وعلم الأمراض، وعلم الطفيليات الطبية، وعلم الأدوية.

وبشأن مواصفات المستشفى التعليمي ذكر الدكتور المخللاتي أنها تضم: عدد الأسرة، والأقسام الرئيسة، والأقسام المساعدة، والمدربين، ولفت الدكتور المخللاتي إلى أن التعليم الطبي السريري لطلبة الطب في قطاع غزة يمكن من استخدام عدة مستشفيات في هذا السياق، هي: الأوروبي، والشفاء، وناصر، والنصر للأطفال، والعيون، وبرنامج غزة للصحة النفسية، والوفاء للتأهيل.

وعرض الدكتور المخللاتي مجموعة من الأهداف التي تقف خلف إقامة المستشفى الجامعي، ومنها: تعزيز وتحسين جودة الخدمات الصحية بقطاع غزة، والمساهمة في سد العجز الحالي، وإيجاد بديل محلي للسفر إلى الخارج، فضلاً عن تخفيف العبء المالي ومعاناة المرضى الذين يضطرون للسفر بالعلاج بالخارج، والمساهمة في إنقاذ الكثير من الحالات الطارئة والحرجة التي تفقد حياتها بسبب طول الانتظار على المعابر الحدودية للسفر إلى الخارج، إلى جانب تقديم خدمة طبية متميزة تساهم في تحسين الوضع الصحي العام، واستقطاب وتوفير كفاءات طبية متميزة للتعليم الطبي، وإجراء العمليات الجراحية المعقدة التي لا تتوفر محلياً، والحيلولة دون هجر الخبرات المتميزة من الأطباء الاستشاريين إلى الخارج.

وعن معوقات التعليم الطبي في فلسطين، أشار الدكتور المخللاتي إلى جملة من المعوقات تتمثل في: عدم وجود المستشفيات العلمية، وقلة الكوادر الطبية القادرة على التدريس، وحاثة التجربة وقلة الخبرة، علاوة على الحصار وإغلاق المعابر، والاجتياحات.

وبخصوص طموحات التعليم الطبي بين الدكتور المخللاتي الحاجة إلى إنشاء وتشغيل مستشفيات جامعية ذات مستوى مرموق، وتستطيع تقديم خدمات صحية مختصة إلى جانب خدماتها العلمية، وتطوير وتوجيه كليات الطب الفلسطينية بحيث تقوم بتخريج مجموعة متميزة من الأطباء الفلسطينيين يساهمون في تحسين وتطوير الخدمات الصحية في فلسطين، وربط التعليم الطبي والأبحاث الطبية بالمجتمع ومشكلاته الصحية، بحيث تساهم في حل المشكلات الصحية في المجتمع، وأوضح الدكتور المخللاتي الحاجة إلى تعليم طبي عالي ضمن المجلس الطبي الفلسطيني بحيث يقوم المجلس بدور التعليم والتدريب إضافة إلى الامتحان والتقييم، وتطوير نظام التعليم الطبي المستمر، وخاصة الموجود في وزارة الصحة؛ بحيث يؤدي الدور المطلوب في المحافظة على مستوى علمي وعملي معقول للأطباء العاملين في المؤسسات الصحية، وإنشاء نظام لإعادة تقييم الأطباء على نحو ما هو معمول به في العديد من الدول، بحيث يضمن اهتمام الأطباء بتطوير وتحسين خدماتهم العملية والعملية، وبالتالي المحافظة على مستوى لائق للأطباء العاملين.

وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الأول من أيام المؤتمر فقد ترأس الجلسة الأولى كل من: الأستاذ الدكتور محمد عيد شبير والدكتور سعيد صلاح، أما المتحدث الرئيس في الجلسة فكان الأستاذ الدكتور فضل الشريف، والذي تناول تطبيقات البيولوجيا الوراثية في الممارسات الطبية، وتحدث خلال الجلسة الأستاذ أشرف شقليه عن الطفرات الجينية المسببة للعقم عند الرجال العقيمين في قطاع غزة.

بينما ترأس الجلسة الثانية كل من: الدكتور عمر فروانة، والدكتور حسن خلف، في حين تحدث الدكتور خميس النجار عن أمراض السرطان، وقدم إلى الجلسة مجموعة من الأبحاث حيث تحدث الدكتور عز الدين قوتة عن التعليم الطبي، وواجب الطبيب في متابعة كل جديد في مجاله، وتنقية مهاراته، وكيفية تكوين علاقة جيدة مع المريض، وزملاء العمل.

وتناول الدكتور أسامة أبو معمر التعليم الطبي من خلال بحثه الذي حمل عنوان: "توجيهات المجتمع الفلسطيني لدراسة الطب وناتج الكليات الطبية في غزة، مشيراً إلى نظام قبول طلبة الطب في كليات الطب.

واستعرض الدكتور محمد الكاشف التعليم الطبي المستمر في مستشفى العيون بغزة، وبين أن التوجه للتعليم الطبي المستمر يتم من خلال تعريف توجيهات الكوادر الطبية والموارد والعقبات التي تواجه البرنامج.

وتحدثت المهندسة حليمة عبد العزيز عن برمجة مركز الأمير نايف للأشعة التشخيصية والعلاجية في مستشفى الشفاء بغزة، واقتراح حلول لبرنامج عيادة الرمال، إضافة إلى برمجة لعملية نقل وأرشفة الصور الطبية.

وعرض الدكتور سمير صافي نتائج دراسة إحصائية عن التقييم الذاتي للأطباء، وأوضح الاحتياجات التدريبية اللازمة في قطاع غزة، وإمكانية تنقية المهارات لجعل الطبيب يمارس عمله باحترافية في مختلف التخصصات.

أما الجلسة الثالثة فقد كانت جلسة حوارية أدارها كل من الدكتور محمد الكاشف والدكتور ناصر أبو شعبان، بينما شارك فيها كل من: الدكتور محمد جودة والذي تحدث عن التعليم الطبي للخريجين، والدكتور أنور الشيخ خليل والذي تحدث عن التعليم الطبي في وزارة الصحة، والدكتور مفيد المخللاتي والذي تناول التعليم الطبي لطلبة كلية الطب.

وحول الجلسة الرابعة فقد ترأسها كل من: الدكتور ماهر عياد والدكتور محمد العكلوك، وقدمت إليها ملخصات أبحاث، منها ملخص لبحث الدكتور محمد حبيب عن التشوهات الخلقية في الشرايين القلبية، وذلك من خلال دراسة أجريت على (950) مريضاً، وتحدث عن أنواع التشوهات في قطاع غزة، منوهاً إلى خطورة مثل هذه التشوهات، وتسببها في حالات الموت المفاجئ، كما تحدث الدكتور جهاد أبو دية عن الأعضاء التناسلية الغامضة والغير مميزة، وبين بعض الأسباب التي تؤدي لحدوثها، مثل: نص الأنزيمات، وتوارث المشكلة بسبب زواج الأقارب.