وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الخارجية: خطاب كوشنير استكمال لمخطط يهدف لتغيير مرجعيات السلام

نشر بتاريخ: 26/06/2019 ( آخر تحديث: 26/06/2019 الساعة: 13:47 )
الخارجية: خطاب كوشنير استكمال لمخطط يهدف لتغيير مرجعيات السلام
رام الله- معا- اكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن كلمة كوشنير لم تخلُ من الكذب والافتراء والتضليل، وغابت عنها الصدقية والشفافية، خاصة عندما أشار أن الرئيس ترامب لم يتخل عن الفلسطينيين، أو عندما ألمح بالبحث عن حل سياسي عادل ودائم للنزاع يحترم كرامة الشعب.
ورأت الوزارة أن ورشة المنامة تستهدف حقوق الشعب بالكامل عبر تسويق الرؤية الاسرائيلية وعرضها بلغة إنجيليزية أمريكية لشطب حق شعبنا في تقرير مصيره، انهاء الاحتلال، إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، حدود عام 1967، حق العودة للاجئين، عدم شرعية الاستيطان، شطب كل ذلك وغيرها من المفاهيم والمصطلحات السياسية من قاموس الفكر السياسي، ذلك لفرض مرجعيات جديدة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يتخلى من خلالها كوشنير عن المرجعيات التي تعتمد على القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ومرجعيات عملية السلام، واستبدالها بمرجعيات جديدة تسقط الثوابت الاساسية التي يعتمد عليها الحل السياسي التفاوضي للصراع.
وتساءلت الوزارة ما الذي لم يقله "كوشنير" في خطابه؟ في كلمته أمام الحضور الهزيل وبحجة أن "ورشة المنامة".
واشارت الى انه الورشة ذات طابع اقتصادي، لم يُشر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرابط الذي سينقل الفعاليات الاقتصادية الى اطارها السياسي ليعطيها الاهمية المطلوبة، حيث جردها من مرجعياتها واطارها السياسي والتاريخي والنضالي، واكتفى بالحديث عن كلمات متقاطعة مجتزأة ومنقوصة مثل: تحسين حياة الفلسطينيين، خلق فرص عمل لهم، تنمية اقتصادية، مستقبل أفضل، احترام كرامة الشعب، مساعدة الفلسطينيين بالمال حتى يعيشون بشكل أفضل...الخ، مما يعني أن "كوشنير وحاشيته" يروجون لمرحلة تمتد الى عشر سنوات الهدف منها تحسين ظروف الفلسطينيين ضمن الواقع السياسي القائم، ليعيدنا كوشنير الى المفهوم السياسي الذي اعتمدته حكومات اسرائيل المتعاقبة بهدف (ادارة النزاع وليس حل الصراع)، معتبراً كوشنير نفسه عالما انثروبولوجيا ومطلاً على تفاصيل الحياة المجتمعية الفلسطينية، ومدركا لامال وتطلعات الشعب (الذي لا يطلب أو يأمل في أكثر من تحسين أوضاعه المعيشية والاقتصادية المالية)، وكأن الاحتلال على صدر الشعب غير قائم ولا يفرض نفسه بالقوة ويحول دون أية تنمية اقتصادية. 
وقالت إن تجاهل كوشنير لوجود الاحتلال كعائق دائم يجعل من كل هذه الخطة مجرد "نكتة سمجة" لا تستحق حتى التعليق، كونها أصلا تكرارا مستهلكا لذات المواقف الاسرائيلية التي تبناها كوشنير وفريقه منذ اللحظة الأولى، وغلفها في اطار احتفالي بأرقام جذابة لن تتحقق.