وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وداع دامع للشهيد الصحفي حسن شقورة..زوجته الصحفية امل الحجار تتذكر اخر اللحظات بجانب الحبيب قبل ان يغادر الى سدرة المنتهى

نشر بتاريخ: 16/03/2008 ( آخر تحديث: 16/03/2008 الساعة: 15:56 )
غزة - معا - خضرة حمدان: يسألها " هل تحبينني بقدر ما احبك؟" تجيبه:" أكثر" يتمازحان يتدافعان خلف بعضهما، كل من عمل معهما امل الحجار وحسن شقورة بصحيفة الاستقلال، يقول عنهما :" روحاهما متلاصقتان، لن يفرق بينهما إلا الموت"... فكان فعلا ان فرّق هادم اللذات بينهما ، وقتل الحب في مهده قبل أن يلد عصفوراً صغيراً.

قال لها:" كم اتمنى طفلاً يعيش بين أحضانك عندما أغادرك شهيداً" فترد:" ليت يومي قبل يومك" صغيران بالحب، عام ونصف فقط بينهما عمر الزواج واعمار كبيرة هي للحب اختزناها في الذاكرة، ومن بين ثنايا ذاكرتها بدأت تردد أمل الزوجة الصحافية المفجوعة بفقدان الزوج:" غادرني وأنا أشعر أنه لن يعود فقد قبّل يدي وقال لي سامحيني" ومساءً كان خبر استشهاده برفقة صديقين من سرايا القدس، فقد أعلن صوت القدس استشهاد فني الصفحة الإلكترونية حسن شقورة مساء السبت الموافق الخامس عشر من مارس /آذار وكان للخبر وقع الصاعقة على الزوجة الصغيرة وعلى جميع من أحبه ورآه.

أمل الحجار "24" عاماً صحافية غزية دمجت روحها فداء لعملها ولزوجها ولوطنها، قالت:" ودعني اليوم وهو يعلم كم أشتاق له في كل دقيقة فقد كان كل يوم يغيب به في عمله بمثابة وداع وكأنه سفر وعندما نلتقي يأخذني بين أحضانه كأنه عائد من سفر بعيد" وتضيف:" أين حبيبي حسن شعرت به يفتح عينيه عندما ودعته على فراش الشهادة" وتابعت والدته عنها:" نعم لقد فتح عينيه كعيون الغزلان فقد طلبت منه ان يفتحهما ليودع حبيبته أمل وبالفعل رأيناه يفتح عينيه ويودعنا بابتسامة".

بتماسك حاولت أن تجيب على كل شاردة وواردة، فقد غزا الاصفرار وجهها الصغير وباتت عيناها حائرتان وكأنها تبحث عنه بين المعزين المهنئين باستشهاده قالت لكل من صافح يديها :" الحمد لله ورددتها مراراً الحمد لله ".

تابعت :" ألم تعلمي كان دائماً يصرح بحبه لي يسألني ماذا أريد وهل أذا تعبت من العمل الصحفي وعم يؤلمني وعم يحزنني" أما هو فقالت :" كان دائماً يشعر بالحزن على الشهداء الذين يتساقطون يقول " أما من رد لماذا يحرقون قلوبنا على أحبتنا؟".

أصدقاء له في صوت القدس انهمرت دموعهم مدرارا أثُناء وداعه، السائق محمد ذرف الدموع حرقة في الطريق إلى منزل الشهيد وطأطأ رأسه حزيناً يختزن الأحزان بقلبه، الزميلة أسماء أبو ناموس غالبتها دمعة في كل كلمة على الأثير أثناء الصلاة على الشهيد، زملاؤه ومن عملوا بقربه قالوا:" كان بطلاً يخاف على وطنه ويحب المقاومة ويخدم كافة فصائل المقاومة".

صديقه ومديره في الإذاعة صالح المصري بكى بحرقة كما الأب يبكي طفلا له لم يتماسك بل ذرف الدموع وعانقه عناقاً أخيراً.

أما "معا" فقد ودعت زميلاً عزيزاً عمل من اجلها كأنه واحد من طاقمها بغزة، دائماً لاكشته الوكالة بالقول:" تعطل النت فأين أنت يا حسن؟".