وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"البدون".. يوقفون اعتصاماتهم بعد اعلنت اسرائيل اغلاق ملفاتهم

نشر بتاريخ: 16/03/2008 ( آخر تحديث: 16/03/2008 الساعة: 16:27 )
غزة -معا- اعلن ما بات يطلق عليهم اسم " البدون" وهم من لم يتمكنوا حتى الان من الحصل على حقهم في المواطنة بعد ان جاءوا الى الوطن عقب اتفاقبة اوسلو توقفهم عن مواصلة اعتصاماتهم الاسبوعية بعد ان فقدوا الامل من استجابة المسؤولين لنداءاتهم باصلاح احوالهم .

ففي كل يوم أحد يتجدد اللقاء بين أسر عانت من فقدان الهوية منذ 14 عاماً في خيمة تجمع بضع المئات منهم والذي يتجاوز عددهم عن 120 ألفا.

قصص معاناة يرويها أصحابها بحرقة تدمع العين , أم لم تر أبناءها منذ أكثر من 14 عاما وأخرى تعاني صراعا مع مرض قد يودي بحياتها في أي لحظة تنتظر الفرج للعلاج ليس في الخارج وإنما في الضفة الغربية فقط .

رجائي ابو دقة منسق الحملة الوطنية للدفاع عن فاقدي الهوية قال: ان اللجنة قررت وقف الاعتصام الاسبوعي نهائيا بسبب ما اسماه حرب عشوائية على اللجنة بالاضافة الى رفض اسرائيل الموافقة على عشرة الاف اسم قدمت اخيرا حيث اقفلت الملف نهائيا.

واكد ابو دقة ان هذا لا يعني توقف النضال من اجل الحصول على الهوية بل سيتمر الاهالي في نضالهم ضمن حملات ستم تفعليها من حين لاخر.

وجوه المعاناة:

" انقطعت عن أهلي لم يعد بإمكاني أن أشاهدهم ولا أعلم متى يأتي المعاد "

بصوتها الشجي وبنبرات لم تفقد الأمل يوماً بدأت أم رائد ياسين سرد قصتها واصفة المعاناة التي يعيشونها بدون هوية بالعيش في سجن لا يمكن المغادرة منه .

أم رائد حصلت على الهوية منذ وقت قليل هي وزوجها بدون أولادها الأربعة , تأتي على الاعتصام في كل يوم دون ملل أو كلل مصممة على المجيء لآخر نفس فيها قائلةً :" حتى لو بقي فرد واحد لم يحصل على الهوية سوف آتي لاعتصم لأجله ".

وتستهجن أم رائد من قلة عدد الذين يأتون إلى الاعتصام وخاصة إن عددهم في ازدياد كل يوم في حين أنها تؤكد على أهمية المجيء والمطالبة بالحقوق وتجديد التذكير بقضيتهم ومعاناتهم وهي على يقين من فاعليتها وأنها السبب في إسماع العالم صوتهم .

مع قدوم السلطة في عام 1994 جاءت أم يوسف هي وزوجها و5 من أولادها تاركة ابنتيها في الخارج على أمل أن تحصل على هوية هي وأولادها جميعاً في ظل عام أو عامين من وصولهما إلى قطاع غزة ولكن ما حدث على أرض الواقع لم يكن في الحسبان فزوجها كان يأمل الحصول على هوية عن طريق بلدية غزة ولكن أمله ذهب مع الريح , قائلةً :" جاء زوجي إلى القطاع بدافع حبه لأرضه على أمل أن تعطيه هوية يوضع بها اسمه وجنسيته ليتنقل بها حيثما يشاء من وإلى خارج الوطن ولكن للأسف غدر بنا ".

ابنتا أم يوسف تعيشان في الخارج وقد كونت كل منهما أسرة دون أن يراهما الأم والأب مجتمعين سويا في بيتهم قائلةً :" في الصباح تحدثت مع ابنتي وكادت دمعتي أن تنزل من كثرة الشوق لأراها ولو لمرة واحدة في حياتي الباقية " ,وعندما تقدم عريس لابنتها التي تقطن معها من خارج القطاع رفضته الأم وذلك لعدم ضمانها من تمكن ابنتها مغادرة القطاع لعدم حملها الهوية .

أما أبناء أم يوسف الذكور فكل له أحلامه ومخططات لحياته المستقبلية فالأول يأمل بالهجرة حتى يتمكن من الحصول على جنسية وعمل وتكوين أسرة في جو يسوده الأمن والطمأنينة والآخر يأمل أن يسافر إلى دول الخليج حتى يتمكن من تكوين نفسه هناك أما الأخير والذي كان في الخارج فقد تمكن من العودة إلى القطاع بعد أن حصل على الجنسية الكندية وعندما عاد تفاجأ إن حتى الجنسية الكندية لم تحل له المشكلة فقد تم رفضه من العمل في السفارة الكندية وذلك لعدم حمله الهوية الفلسطينية .

في كل يوم تتجدد المعاناة وتتفاقم مع تضاعف أعداد فاقدي الهوية وخاصة بعد وصولهم إلى 120 ألفا بعد أن كان عددهم 54 ألف فقط , وفي كل اعتصام تتجدد مطالبهم عسى ان يأتيهم الفرج من الله ينهي معاناتهم فكما قالت إحدى السيدات :" لكل مجتهد نصيب ".