وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار توجه رسالة من الصم للعالم و تبني مجسما للقطاع المحاصر

نشر بتاريخ: 16/03/2008 ( آخر تحديث: 16/03/2008 الساعة: 19:04 )
غزة - معا- سرير مريض فارغ في وسط الشارع وسيارة إسعاف معطلة تقف على جانب الطريق وبعض آليات المصانع مثل الخياطة معطلة عن العمل وحقائب مسافرين وآلة تعبئة البنزين كتبت عليها لافتة "لا وقود"، يحيط بكل هذا سلك شائك

هكذا قطاع غزة بصورته الكاملة، وهذا ما حاولت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن تجسده على أرض الواقع، لتنظم هذه الفعالية الأولى من نوعها في قطاع غزة، قرب مقر السرايا الحكومي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة ظهر اليوم
أطفال دخلوا هذه الدائرة الشائكة (مجسم لقطاع غزة) وحملوا لافتات باللغتين العربية والانجليزية رافضة للقطاع المحاصر بشكل مشدد منذ تسعة شهور، ويعاني من نقص كل شي من مستلزمات الحياة الرئيسية بسب إغلاق المعابر.

الصورة لم تكتمل بعد، فالزهور هي الأخرى ملقاة على الأرض، ومجسمات لخزانات المياه الملوثة، وأدوات مدرسية ومتطلبات جامعية، وعشرات المواطنين يقفون صامتين حول وداخل هذه الأسلاك الشائكة وتعابير وجههم تدل على مأساة القطاع..

رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل في المجلس التشريعي جمال الخضري، قال في مؤتمر صحفي إن النقص الحاد في الوقود أثر على المناحي الحياتية والبيئية والإنسانية، فسيارات الإسعاف جزء منها توقف، وآبار المياه كذلك، إضافة إلى توقف محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي في غزة، مما أدى إلى ضخ مياه المجاري إلى البحر، بمعدل (40) مليون لتر يومياً، مما يؤثر على الثروة السمكية وتلوث البحر والشاطئ.

وأكد الخضري، على أن هذه الفعاليات مستمرة حتى كسر الحصار، وتنسق فعالياتها في أكثر من (90) مدينة عربية وأجنبية، وكذلك تتواصل اللجنة على المستويات الرسمية سواء العربية أو الأجنبية لاطلاعها على تقارير دورية للواقع، وأثار الحصار.

وشدد على أن الاحتلال لا زال يحتجز البضائع لرجال الأعمال والتجار الفلسطينيين بأكثر من (150) مليون دولار في الموانئ الإسرائيلية، ويمنع دخولها إلى غزة دون أي مبرر قانوني، حيث تم استيراد هذه البضائع بشكل قانوني وتم دفع ثمنها والضرائب المستحقة عليها، ولكن إسرائيل احتجزتها في موانئها منذ أكثر من تسعة أشهر.

وبين الخضري، أن (3900) مصنع وورشة توقفت عن العمل، وأن مشاريع البنى التحتية والإسكان تجمدت تماماً، وتعطل جراء ذلك أكثر من (140,000) عاملاً عن العمل.

وقال الخضري:" أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من (65%)، وأن أكثر من (80%) يعيشون تحت خطر الفقر، ومستوى دخل الفرد السنوي وصل إلى أقل من (650) دولار، حيث أن معدل دخل الفرد في إسرائيل يزيد على (20,000) دولار سنوياً، علماً بأن غزة تتبع الغلاف الجمركي الإسرائيلي، وهذا يوضح خطورة الوضع القائم في غزة، وإمكانية انفجاره في أي لحظة.

وأضاف " أكثر من مليون فلسطيني يعيشون على المساعدات الغذائية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومنظمة الغذاء العالمي ومؤسسات خيرية عربية وأجنبية "، مشدداً على ضرورة انتهاء هذا الواقع ويتحرك العالم من أجل دخول المواد الخام اللازمة للمصانع، وكذلك الأسمنت والحديد ومواد البناء، لتتاح الفرصة أمام العمال ليعملوا بشرف ويحصلوا على قوت يومهم من عملهم وعرقهم، ولا نريد أن نحول شعبنا إلى شعب يعيش على المساعدات الإنسانية.

ومن ثم، تحدث أطفال صم بلغة الإشارة ووجهوا رسالة للعالم أن يعمل على رفع الحصار عن غزة، فأطفال غزة يريدون الحياة.

هذه المحاكاة للأطفال تأتي لتقول إذا كان العالم لم يتجاوب مع كل الأصوات التي تنادي برفع الحصار، فلعله يتجاوب مع لغة الإشارة التي تحدث بها الأطفال الصم، ليوجهوا رسالة للعالم أجمع توضح معاناة الأطفال في فلسطين والذين يعانون من سوء التغذية ومن التلوث والأمراض، وكذلك استهداف الاحتلال لهم، حيث إن نسبة الضحايا من الأطفال جراء المحرقة بلغت (30%)، ومن ضحايا الحصار (37%).