|
"حماس" بين "المقاومة" وإدارة الحُكم
نشر بتاريخ: 06/07/2019 ( آخر تحديث: 06/07/2019 الساعة: 12:15 )
الكاتب: ربحي دولة
لعل من عاصر جيل الانتفاضة الاولى عندما انطلقت يرى أنها كانت تتميز بعنفوان الشباب المؤمنين بعدالة قضيتهم وحتمية النصر على الظلم والقهر والاستبداد بمساندة جماهيرية وشعبية واسعة.
انطلقت الانتفاضة في ظل عدم وجود تنظيم في فلسطين اسمه "حماس" على الرغم أنها امتداد طبيعي لحركة الإخوان المسلمين التي انطلقت في ثلاثينات القرن الماضي، إلا أنها لم يظهر لها أي نشاط في بداية السنة الأولى للانتفاضة ولم يكن لهم "فرز" تنظيمي داخل السجون. وعندما انخرطت "حماس" بكشل تنظيمي في عملية المواجهة كان لها تفكير بالعمل لوحدها لا ضمن منظومة وحدوية ولم تنخرط في القيادة الموحدة للانتفاضة ، واستمرت الانتفاضة والعمل بكل بسالة من الكل الفلسطيني حتى توقيع اتفاقية السلام ببن منظمة التحرير وبين دولة الاحتلال، عندها لم تعترف حماس بهذا الاتفاق بل هاجمته وبدأت تعمل داخل مناطق السلطة الوطنية بكل حرية وعملت من مراكز المدن، وبدأت بعملياتها التي كانت تهدف من ورائها إضعاف السلطة الوطنية خاصة وأن من بين الاتفاق التزامات أمنية على السلطة وبالرغم من نداءات الرئيس الراحل ابو عمار لحماس بالتوقف عن اَي عمل من شأنه تخريب المسيرة السياسية، إلا أن "حماس" لم تتوقف عن أعمالها وخاصة في وقت الاستحقاقات السياسية من تسليم مدن جديدة او الانتقال الى مرحلة أخرى. وها هو "صهيب" ابن القيادي في حماس ومن خلال لقائه الذي أجراه مع الصحافة الاسرائيلية ومن خلال عمله معهم واطلاعه على أنشطتهم ومعرفة اخبارهم يؤكد ان حماس ليس هدفها تحرير فلسطين. ان حماس حركة تابعة لحركة الإخوان المسلمين العالمية هدفها السيطرة على السلطة والتمتع بمنافعها وامتيازاتها وهذا واضح للعيان ما هي أهداف هذه الحركة فما تقوم به في قطاع غزة بعد أن سيطرت على الحكم بقوة السلاح ودخولها في تفاهمات مع دولة الاحتلال هذه التفاهمات التي كانت تحرمها على غيرها والآن أصبحت مسموحة من احل ان تبقى متمسكة في الحكم ومقابل حفنة الأموال التي تتلقاها من قطر و إيران. على حماس ان ارادت أن تكون صمن المنظومة الفلسطينية وهدفها القضية ان تتراجع عن ممارساتها التي جلبت مصائب على شعبنا والهادفة الى توسيع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وليكن هدفه فلسطين وتحريرها لا شيء غيره وان تعمل بشراكة حقيقية تظهرنا متحدين متماسكين في وجه العدوان وغير ذلك فانها تأخذ شعبنا رهينة سياستهم وطريقة إدارة حكمهم التي لن تطول بسبب مايعانيه شعبنا من ويلات جراء الحصار الخانق التي تمارسه إسرائيل على شعبنا في قطاع غزة هذا الحصار الذي تأخذه "حماس" ذريعةً لزيادة قوتها مالياً، حيث تتلقى الدعم من الكثير من الدول التي تُغذي الانقسام وعلى رأسها إيران . إن هذا المال الذي لا يُصرف على أبناء شعبنا وإنما على أفراد حماس وقيادتها وهذا بلسان احد قادتها الذي قال بان مال "حماس" لــ "حماس"، وان حماس مازالت تحمل السلطة الوطنية مسؤولية حصار غزة من اجل خلق حالة من الكره والضغينة للحكومة التي تصرف اكثر من نصف موازنتها على قطاع غزة . ... فهل تعي حماس هذه الأخطار ام ان حب السلطة والمال سيُبقيها على ما هي عليه سؤال ينتظر إجابة من أبناء شعبنا الذين اكتووا من ويلات الاحتلال ودفعوا ثمن حكم حماس لهم. |