|
ورشة البحرين.. عودة لدار الندوة في الجاهلية
نشر بتاريخ: 09/07/2019 ( آخر تحديث: 09/07/2019 الساعة: 18:15 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
من الصعب وصف ما يجري على المسرح السياسي العربي ان كان ذلك انهيار للنظام الرسمي العربي ام انه عار على جبين هذا النظام ام انه اي شيء قبيح اخر لا أجد له وصف لغوي في قاموس الضاد ولكن يبدو ان كل ذلك مجتمعا هو حال هذا النظام الذي وبدون اي مبرر اخلاقي اصبح يحلل اليوم كل ما كان يحرمه بالامس , فهذا التبرير لورشة البحرين التي اسقطت ورقة التوت عن عورات المشاركين فيها من اهلنا الذين ما زلنا نعتبرهم كرام ليقول لنا البعض من القائمين منهم على هذه الورشه ان كشف العوره هو الحلال وان التوت واوراقه هو المحرم. وذلك بعد ان حلل هذا البعض وجود الكيان الصهيوني الذي تم بناءه ليس فقط على ارض عربيه فلسطينيه مسروقه وانما على الارض التي بارك الله لنا فيها وحولها وخص بها رسول المحبه عيسى عليه السلام الذي ولد فيها ونزلت معه التعاليم المسيحيه التي جَبَت بهذا الميلاد كل ما كان قبلها خصوصا وان سيدنا المسيح ليس بشرا عاديا وانما هو من روح الله ، وتاكيدا من الله على طهارة هذه الارض عرج بسيد الانبياء محمد من هذه الارض الى السماء بعد ان اسرى به ليلا من مسجده الحرام الى ارض بيت المقدس مع انه كان بالامكان ان يتم المعراج من المسجد الحرام برحله مباشره دون التوقف في القدس الا ان الله اراد ان ينهي بالمسيحيه والاسلام عهدا كان قد مَنَ به على من اثبتوا لله سبحانه بانهم ليسو اهلا للعهد كونهم لا يحفظون اي عهود.
طبعا هذا الفسق وهذا الفجور الذي خرج علينا به احد المسؤولين العرب من المضيفين للورشه في تبريره لعقدها في بلده كونها شبيهه باتفاق السادات ببغن او ما يعرف بكامب ديفيد الاولى وذلك امعانا من هذا المسؤول في التاكيد على ما حباه الله به من انعدام في البصيره في تبريره الاقبح من ذنب هذا وذلك بعد ان اصبح الامر جليا لكل الغيورين على القدس وارثها الاسلامي من العرب في ان الصهيوني كوشنر وهو الغر في السياسه انه لا يهدف من وراء عقد هذه الورشه سوى توزيع دم القدس على القبائل العربيه الامر الذي يعيدنا بالذاكره لايام الجاهليه الاولى وعليه فاذا كان لا بد من ضرورة التشبيه او المقارنه بين الورشه واي حدث سيء اخر حصل في الماضي فهو كما قاله عربي اصيل من الغيورين على القدس وارثها بان ما جرى في المنامه هو شبيه بما كان يجري في دار الندوه التي اجتمع فيها عبدة الاصنام من صناديد قريش واتخذوا قرارهم بقتل الرسول الاعظم حتى يتم توزيع دمه على القبائل. طبعا لا يجب ان يكون فجور الورشه ومخرجاتها لاي منا مستغربا كونه ثمرة متعفنه لبذور سامه زرعها من اصدروا فرماناهم بالاستقلال الوهمي لكل مخلفات العهد العثماني حيث تزامن قرار هذا الاستقلال مع قرار انشاء الكيان الصهيوني على ارض الاسراء والمعراج لاجل ان يكون هذا الكيان حاكما فعليا لكيانات ما بعد الحكم العثماني التي تم منحها حدودا وعواصم وشعوبا تم اختزالها عددا بعدد الحكام وذلك لضمان نجاح مشروع هذا الكيان الصهيوني المذكور وباي ثمن والذي يهدف فيما يهدف حماية عروش انظمة استبداد هذه الكيانات وتقويتها ليس من اجل اي شيء سوى قمع شعوبها و ومن اجل ان تقف هذه الانظمه حائلا بين هذه الشعوب وهذا الكيان الذي يدنس قبلتهم الاولى ويقتل اهلها من الفلسطينيين وهو العدو الذي ما انفك يوظف كل امكانياته لمحاربة اي نظام عربي يشذ عن قاعدة تبادل المنافع بين هذه الانظمه وهذا الكيان . ما نقوله وما قالوه ويسقولوه غيرنا بخصوص ورشة منامة البحرين ليست كلمات نتطاول فيها على المقامات الساميه لحكامنا العرب الذين ما زال يربطنا فيهم الدين واللغه ولكنها كلمات حق تقال في جور هؤلاء الحكام فنحن وهم ننتمي لنفس الدين الذي علمنا ان ما نقوله هو اعظم انواع الجهاد (كلمة حق عند سلطان جائر) بعد ان اصبح من غير المسموح لاي معارض لهم من بلدانهم بان ينبس بكلمة من اجل ان يعظهم لوقف انزلاقهم هذا وارتمائهم باحضان اعداء العرب الذين لا يضرهم ولن يضيرهم ان يدمرهم كحكام ويدمر معهم بلدانهم وعروشهم خدمة لمصالح هؤلاء الاعداء . ان عداء بعض حكامنا الشديد للديمقراطيه او انتماء بعضهم الاخر بعضويه شرفيه فقط لنادي هذه الديمقراطيه هو الذي زاد طمسا على بصيرتهم حيث لم يعودوا يسمعوا غير ما تطرب له اذانهم فاعتقدوا انهم الاجدر والاقدر على الحكم الذي لم يبذلوا من اجل الوصول اليه اي جهد لانهم وجدوه في انتظارهم منذ الولاده بحيث اصبحوا القاضي والحلاد لشعوبهم دون منازع وذلك على عكس من يرتمون باحضانهم من الذين ذكرناهم وهو الامر الذي يُفتَرَض ان يثير غريزة الشك والريبه لدى جكامنا لو ان الله فعلا من عليهم باي بصيص من البصيره الا وهو الشك في طبيعة علاقاتهم هذه مع اعداء العرب هؤلاء من صهاينة العصر من امثال ترمب والنتن ياهو وثالثهم غرهم كوشنر، علاقات وللاسف الشديد لا يوجد لها عنوان غير الابتزاز أفلا يعقلون. |