وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خمس سنوات على إعتقال القائدحسام خضر.. وما زالت الإرادة أقوى من الفولاذ

نشر بتاريخ: 18/03/2008 ( آخر تحديث: 18/03/2008 الساعة: 12:21 )
نابلس- معا- خمسة أعوام تمر على اعتقال النائب الأسير حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين. الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات دون أدله أو اعتراف.

الاعتقال

ليلة السابع عشر من شهر آذار عام ثلاثة بعد الألفين للميلاد كان الشارع الفلسطيني مع عملية إسرائيلية خاطفة استهدفت منزل النائب حسام خضر حيث دوت أصوات الانفجارات والاقتحام. قوات كبيرة حاصرت المنزل وسط صيحات الجنود وصراخهم الذي تزامن مع إطلاق نار كثيف داخل أروقة المنزل والمنازل المجاورة لينتهي الأمر بالاعتقال.آثار الاقتحام بدت في كل الأرجاء، رصاصات فارغة كانت في كل مكان, فيما سارع الابن أحمد إلى جمعها لتكون دليلاً على الهجوم المباغت وسط ليلة مظلمة.

رغم أن المنزل تعرض في سنوات سابقة للمداهمة إلا أنها المرة الأولى التي كانت بتلك القسوة , واستخدام المتفجرات لتفجير مدخل المنزل, وإطلاق النار الكثيف, والزج بالعشرات من الجنود في العملية التي بدأت في ساعة مبكرة من الليل وانتهت مع اشراقة أشعة الشمس.

ومع انسحاب القوات الإسرائيلية من المنزل تقاطر أهالي المخيم والأحياء القريبة إالى المنزل لاستيضاح الأمر, فيما كان الحزن بادياً على السكان كونهم فقدوا صوتاً جريئاً يحمل همومهم.

أقبية التحقيق

"تسعون يوماً، ليست مجرد أرقام، فقد عاشها حسام خضر في أقبية التحقيق، لم تكن في ميزان حسام شيئاً لتثنيه عن مواقفه وقوته وصلابته أمام محققي الاحتلال. وبمقدار ازدياد رجال التحقيق قسوة وعذابا كان حسام يزداد صلابة وصبراً وقوة في مواجهة قهر السجن والسجان".

سجن "بتاح تكفا" كان البداية لرحلة التحقيق الصعبة التي عاشها خضر بكل تداعياتها الصعبة، حيث مارس المحتل كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بدءاً بالحرمان من النوم لفترات طويلة, ومروراً بالحرمان من الطعام إلا بما يبقي حسام حيّاً وصولاً إلى الشبح وغيره من أساليب التعذيب، وغالباً ما كان يتم إجلاسه على كرسي صغير لا تتجاوز قاعدته خمسة وعشرين سنتميتراً مربعا وارتفاعه ثلاثين سنتميترا وتقييد يديه إلى الخلف لفترات طويلة.

أما تحقيق سجن عكا فكان له وضع خاص في التعامل مع حسام خضر، حيث تم تغيير طاقم التحقيق بشكل كامل, وأصبح خضر يخضع لتحقيق قاس وصل في ذروته إلى التحقيق معه بشكل متواصل لمدة ستين ساعة، حيث كان يتناوب عليه أكثر من عشرة محققين، إلا أنهم لم "يظفروا" بأي اعتراف منه، فاضطر جهاز الشاباك الإسرائيلي لاستدعاء مسؤول الجهاز ( آفي ديختر ) حيث حقق معه شخصياً، وبقي حسام خضر "حصناً منيعاً" أمام كل أساليب السجان، وتم بعد ذلك نقله إلى سجن الجلمة لمدة أربعة أيام كانت ايضاً اياماً صعبة فلم تختلف طرق المعاملة فيها إلا بشيء واحد هو زيادة الضغط النفسي على حسام الى أن تم إعادته مجدداً إلى "بتاح تكفا" مرة اخرى.

ومن ثم إلى السجن السري الذي يحمل الرقم 1391 وهناك مارس المحققون ما بقي عندهم من أساليب "وحشية" بعيداً عن أعين الرقباء في هذا العالم، فهو سجن لا يخضع لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية, ويمارس المحققون فيه تحقيقاً عسكرياً قاسياً، لدرجة أن المعتقل لا يستطيع أن يعرف من هو المحقق الذي يحقق معه طوال مدة تواجده في ذلك السجن.

وبعد الانتهاء من التحقيق تم نقل النائب خضر إلى عدة سجون منها الرملة وبئر السبع ، وهداريم ، وشطة. وفي جميع السجون المذكورة خاض حسام تجربة العزل الانفرادي في زنازين لا تتوافر فيها أبسط مقومات الحياة.

اتهامات ولكن

وجهت النيابة العسكرية لحسام خضر أكثر من 10 تهم, كان من بينها أنه عضو في منظمة معادية على حد وصف لائحة الاتهام، وأنه ايضاً على علاقة مع جهات معادية في الخارج ، وكذلك استلام نقود لتنفيذ عمليات عسكرية لصالح كتائب شهداء الأقصى، ورغم كل هذه التهم التي لفقت ضده إلا أنه لم يعترف بأي منها، فسعى المحققون إلى إجبار معتقلين آخرين على الاعتراف بعلاقتهم العسكرية بحسام خضر، إلا أن الشهود سحبوا اعترافاتهم التي أجبروا عليها في آخر محاكمة له.

اللجنة الشعبية

كان لا بد من لجنة تأخذ على عاتقها حملة التضامن مع النائب خضر، فكان ميلاد اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر والأسرى الفلسطينيين.حيث انبثقت عن اجتماع شعبي كبير شارك فيه العشرات من ممثلي الأطر والمؤسسات الشعبية والأهلية.

وقال تيسير نصر الله منسق اللجنة إنها لجنة شعبية تضم أعضاء من المجلسين الوطني والتشريعي، وشخصيات اعتبارية ورجال دين، وكوادر نسائية, وشخصيات مستقله وأكاديميين وإعلاميين ومحامين ومؤسسات حقوقية وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية بهدف التضامن والقيام بأنشطة احتجاجية على اعتقال النائب حسام خضر وبقية الأسرى في سجون الاحتلال .

ولم يقتصر الأمر على فلسطينيي الداخل فقط, بل تعداه إلى فلسطينيي الشتات في لبنان، وسوريا، والأردن، وأوروبا، وأمريكا، وكندا، وأستراليا وبقية أنحاء العالم, لأن حسام خضر يعتبر من أبرز قيادات اللاجئين,حيث يرأس واحدة من أهم لجان الدفاع عن حق العودة وهي لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين, والتي تميزت بمواقفها الواضحة والجريئة والحاضرة في كل وقت للدفاع عن اللاجئين وقضاياهم وحقوقهم. وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في مكتب النائب حسام خضر في مخيم بلاطة يوم السبت الموافق22/3/2003م حيث تم الإعلان عن ميلاد اللجنة الشعبية.

وقال نصرالله إن اللجنة قامت بكثير من النشاطات التضامنية مع حسام خضر وبقية الأسرى منذ تشكيلها, كان أهمها تنظيم الاعتصامات أمام مقر الصليب الأحمر, وتسليم المذكرات الاحتجاجية, وإقامة المهرجانات الجماهيرية والمسيرات الرافضة لسياسة الاعتقال في كثير من المحافظات الفلسطينية والمواقع الأخرى، إضافة إلى إصدار البيانات حول ظروف الأسرى وأوضاعهم وسوء المعاملة التي يتعرضون لها .وأشار إلى أن اللجنة عملت على إبراز قضية الأسرى في المحافل الإعلامية من خلال الندوات واللقاءات والبرامج الصحافيه والتحقيقات وكتابة الرسائل والتقاء المسؤولين لشرح ظروف اعتقالهم.

الحرمان

وتقول أم العبد والدة الأسير القائد خضر إن هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها حسام, ولا أتمكن من زيارته لأكثر من ثلاث سنوات، منوهة إلى أنها شاهدته مرة واحدة في المحكمة بعد عشرة شهور على اعتقاله.وتصمت قليلاً وتتابع أستيقظ كل ليلة وأوجه دعوات ليرضى عنه الله ،ويوفقه كونه الولد الأغلى عندي.

وتشير إلى أنها كانت تنتظر محكمته لحظة بلحظة، لتراه مع الأسف عن بعد ودون السماح لها أو لأطفاله بالتسليم عليه، أو الدخول إلى قاعة المحكمة أحياناً.

شقيقته ما تزال تتذكر المرة الأولى التي شاهدت حسام فيها بعد مئة وعشرة أيام على اعتقاله، حيث كان خارجاً من التحقيق, وكان مكبل اليدين والرجلين بشكل قاس، وعندها كما تقول ذرفت الدموع وكدت أتشاجر مع الحراس.

وما يزال غياب حسام عن أطفاله يترك أثراً بالغاً في مشاعرهم ، فهذا أحمد الذي اعتاد يوميّا النوم على سرد قصة من والده أصبح يبكي كلما يحتاج لذلك, ولم تتوافر له القصة.وأصبح أحمد يقف مرات كثيرة في اليوم أمام صورة والده, ويبدأ بإرسال القبلات له، وأحياناً يستيقظ ويقول اليوم حلمت أنني لعبت مع بابا.

أما أميرة التي تبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة فإنها تتذكر كل يوم جمعة كيف كان والدهم يأخذهم للتنزه, ويشتري لهم الهدايا والألعاب،فيما أماني التي تبلغ السادسة عشرة من عمرها فإنها افتقدت الشخص الذي كان محل أسرارها .ويعتبر يوم الحصول على الشهادات المدرسية اليوم الأكثر إيلاما للأطفال الثلاثة ، حيث يحرمون من جوائز والدهم وهداياه والحال كذلك في أيام ألاعياد.

"مواقف البطولة"

كل من عرف حسام، عرفه من خلال مواقفه السياسية والوطنية التي لم تتغير مع تغير الظروف والاحوال وتقلبهما، فكان دائماً من دعاة تحمل المسؤولية فيقول: "المسؤولية إحساس, وشعور وفكر وجاهزية وعطاء.. وليست إدعاءً كاذباً .. إنها قناعة وإيمان بمبدأ ورسالة، استعداد للتفاني في سبيل هدف سام وعظيم، وليس هناك ما هو أسمى من الإنسان الفلسطيني، المواطن المثقل بالهموم والمكبل بغياب القانون والمؤسسة والمسؤولية الجماعية تجاهه..كما أنه ليس هناك ما هو أعظم من الانتماء للوطن فلسطين.. الأرض والتاريخ المغيب، والمحتلة من أعداء يريدون إقصاءنا من كل دائرة ضوء، وتجاوزنا في كل خطوة، وعليه لا يحق لأي كان أن يفرط بكرامة إنسان، أو ذرة تراب من فلسطين".

وحسام كان وما زال من اوائل وأبرز الداعين إلى ضرورة تحقيق إصلاحات في صفوف السلطة الفلسطينية، والعمل بمهنية في صفوف الأجهزة الأمنية، وكذلك وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ومحاسبة من يثبت تقصيره في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، وهو من أبرز منتقدي "التدخلات الخارجية" في الشؤون الداخلية الفلسطينية. فيقول " إن المسؤولية تستدعي تفعيل مؤسسات سلطتنا الوطنية الفلسطينية كأحد أهم الإنجازات المادية لشعبنا، ومحاسبة الفاسدين، وتعزيز روح المقاومة المشروعة للاحتلال وتواصلها".

هذا وقد برز حسام رجلاً وقائداً مدافعاً عن حقوق اللاجئين فانتقد أي حل يستثني قضيتهم، وأنه لن يكتب له النجاح، وسيشعل في المنطقة مزيداً من التوتر، وكان دائما يحذر من عدم سماع وجهة نظر اللاجئين في الحلول المقترحة, واعتبر أن الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة.

وفي سجون الاحتلال لم يتغير شيء من مواقفه السابقة، وإنما زاده الاعتقال قوة وصلابة وقدرة على تحمل المسؤولية والتعبير عن هموم المعتقلين وقضاياهم، فكان ينقل صورة الوضع المأساوي الذي يمر به الأسرى من خلال المحامين وخاصه محاميه رياض الأنيس. فيؤكد على أن الأسرى والمعتقلين في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية يمرون بظروف اعتقالية لم يسبق لها مثيل، ودعا المؤسسات الحقوقية والشعبية إلى تقديم العون لهم، فيما طالب المؤسسات الدولية بالعمل على إنقاذ الأسرى الذين يواجهون الاضطهاد والتنكيل. وكان قد دعا الرئيس (ابو مازن) إلى جعل قضية الأسرى من أهم الأولويات قائلاً " على الجميع عدم توقيع أي اتفاق مع إسرائيل إلا بعد إطلاق سراح الأسرى والأسيرات".

اعتقال لأهداف سياسية

يعتبر تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني منسق اللجنة أن هذا الاعتقال هو اعتقال سياسي, وعن شخصية خضر يؤكد نصر الله على أن الحياة والظروف التي عاشها حسام هي التي كونت لديه الشخصية التي عرفناه من خلالها, ويضيف " لقد عايش حسام حركة فتح منذ نعومة أظفاره بدءً بحياته الجامعية, والدور المميز له في حركة الشبيبة الطلابية، ولجنة الشبيبة للعمل الإجتماعي, وكذلك تجربة السجون التي اعتقل فيها اكثر من ثلاث وعشرين مرة، ومن ثم إبعاده إلى خارج فلسطين،كل ذلك كون لديه شخصية قادرة على معرفة مواطن الخلل وطرق إصلاحها.

محكمة تخفيف الثلث

ولعلّ أبرز ما ميّز عام 2007 بالنسبة لحسام خضر هو مثوله أمام محكمة تخفيف الثلث ثلاث مرات متتالية بحضور ممثل عن اتحاد البرلمانيين الدوليين، حيث رفضت المحكمة الإفراج عنه، وأعاد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" مواقفه السابقة التي طالما أكد عليها تجاه الأسير خضر، والمتمثلة باستمرار تشكيله خطراً على المنطقة والأمن الإسرائيلي، نتيجة علاقته بحزب الله، وتأثيره على شباب حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى داخل السجون وخارجها حسب ادعائهم. وعبرّ القائد حسام خضر عن عدم مفاجأته بالموقف المعادي له من قبل المحكمة, وجهاز الشاباك، فلقد كانت مواقفهم بادية له في أثناء فترة التحقيق القاسية التي تعرض لها، وطيلة جلسات المحاكمة، مؤكداً على أنه مناضل من أجل حرية شعبه، واستقلال وطنه، وأنه يدفع ثمن مواقفه السياسية الرافضة لوجود الاحتلال، وأنه سيبقى متمسكاً بمواقفه الوطنية في مقاومة الاحتلال، وسياساته العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة.

نصرالله يصف أحوال الأسرى

من عزل إلى عزل، ومن سجن إلى سجن، ومن زنزانة انفرادية إلى أخرى، ومن قهر السجان إلى سوء التغذية، ومن قساوة المعاملة إلى فقدان العلاج، هكذا هي رحلة العذاب التي يعيشها أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومن بينهم الأسير القائد حسام خضر، فكلما حاول الأعداء قطع التواصل بينه وبين أبناء شعبه، أطلّ عليهم بجسده النحيل، وشعره الأشيب، وروحه المرحة، ومواقفه ومبادئه الراسخة، وخلجات صدره الصادقة، وقلمه الذي لا يملّ الكتابة، وأوراق دفاتره المبعثرة هنا وهناك، وتواضعه وصدقه.. وكلما مضى يوم من حكمه اقترب الإفراج عنه يوم آخر.. بهذه الكلمات وصف تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني صديقه حسام خضر، فهو بالنسبة إليه أكثر من أخ ورفيق درب، فهو يمده بروح التفاؤل والأمل من خلال رسائله الكثيرة التي تجدد الذكريات الجميلة، وتوحدّ الرؤية والمواقف، وتشعل الحنين، وتعمل على استنباط المستقبل.

في رسالة وجهها من سجنه في هداريم

وعن السنة الماضية يقول حسام خضر, إنها من السنوات الأصعب التي مرت على الشعب الفلسطيني، ليس بفعل عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على شعبه، "فهذا العدوان اعتدنا عليه ونملك سر الصمود في وجهه، ولكن بفعل عوامل الفرقة والانقسام التي ألمّت به، والدخول في مستنقع الخلافات الداخلية، وسفك الدم الفلسطيني على أيد فلسطينية, وترك الملفات التي تعمل على ترسيخ جبهتنا الداخلية جانباً، فعاث المفسدون فساداً في الأرض دون أي رادع لهم, وغابت روح المساءلة والعقاب, وفقد القانون معناه, وازدادت معاناة الأسرى, وارتفعت أعدادهم في سجون الاحتلال ومعتقلاته, ومراكز توقيفه, كما ارتفع عدد الأسرى من الأطفال والنساء, وكثر المرضى في المعتقلات ودفعت الحركة الأسيره الثمن, لهذه الانقسامات, وهذا الشقاق والمماحكات من دماء ابنائها ودموعهم وسوء أحوالهم الصحية والنفسية ما تعجز الكلمات والمصطلحات عن تصويره والإلمام به ... إنه لمن المؤلم أن تلاقي قضية الأسرى كل هذا الإهمال, وأن يلهث المفاوض الفلسطيني خلف سراب المحتلين وخداعهم, وتحقيق مطالبهم التي لا يمكن أن تقف عند حد ... وإنه لمما يحز في النفس محاولة بعض الأطراف تجاهل قضية الأسرى, بل والقفز عنها تماماً كما حاولت هذه الأطراف وأطراف أخرى أن تقفز عن قضية اللاجئين ... ولكنني أؤكد على أن هذه الأطراف ستفشل في كل محاولاتها الرامية إلى التعتيم على الأسرى, وفي كل محاولاتها الرامية إلى القفز عن حق العودة, وتنفيذ القرار 194 بشأن اللاجئين والمهجرين, الأمر الذي يعني ببساطة عودة هؤلاء إلى ديارهم دون قيد أو شرط لأن هذا هو الحق, ولأن هذه هي رغبتهم ورغبة المجتمع الدولي الذي أصدر هذا القرار, ولأن هذا هو أساس أي حل لهذه القضية المزمنه التي كلفت شعبنا كثيراً من الدماء الغالية, ولا تزال, كما كلفته كثيراً من الألم والمعاناه".

"إنني مع شعب الرباط في تحرير أسراه, كل أسراه, كشرط مسبق للاستمرار في كل هذه المفاوضات التي لم تعد على شعبنا ولن تعود بأدنى نفع أو فائده ..كما أنني مع شعب الرباط في تحرير مدينته المقدسة من قيود الاحتلال والمحتلين ليعود إليها تألقها وجمالها, ولتنعم بالحرية والاستقلال والكرامة, وإنني مع هذا الشعب في سائر أنحاء الوطن في إحقاق حقه المقدس في الحرية والاستقلال والعودة الكريمه الظافرة إلى البيت والمزرعة والورشة والمحل التجاري في فلسطين".

"إنني على علم بكل ما يتعرض له شعب فلسطين داخل الوطن وخارجه من شتى أنواع المؤامرات والمضايقات والمحاولات الرامية إلى زرع اليأس في نفسه, وما تقليص وكالة الغوث من خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين إلا شاهد على ضلوعها في هذه المؤامرة".

"إنني أدعو كل أحرار الوطن إلى مزيد من التلاحم والتعاطف والتعاضد والتماسك لتفويت الفرصة على كل المتآمرين على شعبنا وقضيتنا.. أدعوهم إلى العمل لإفشال كل هذه المحاولات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية بإحلال الغرباء في هذا الوطن, ,وإقصاء أبنائه عنه".

"إن أبناء هذا الوطن قادرون على حماية وطنهم من تآمر المتآمرين, والتصدي للاستيطان والمستوطنين, وإن المرحلة القادمة مرحلة خطيرة تحمل في طياتها تهديدات وتحديات كبيرة لكل أحرار هذا الوطن الأمر الذي يتطلب منهم الارتفاع إلى مستوى هذه التهديدات والتحديات التي تستهدف كل عرب هذه الديار في أمنهم وأمانهم وبقائهم على أرض هذا الوطن... المرحلة القادمة جدّ خطيرة, وهي تتطلب كل مالدينا من إيمان ووحدة وطنية وإصرار على تحقيق الأهداف والتمسك بالثوابت, وتوحيد الصف والهدف, والتخطيط المدروس للخروج من هذه المرحلة مرفوعي الرؤوس موفوري الكرامة". يقول القائد حسام خضر في رسالة وجهها من سجنه في هداريم.