وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"القدس المفتوحة" تختتم تخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى

نشر بتاريخ: 24/07/2019 ( آخر تحديث: 24/07/2019 الساعة: 16:42 )
"القدس المفتوحة" تختتم تخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى
الخليل - معا- تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، احتفلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وبإشراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يوم الأربعاء الموافق 24-7-2019م، بتخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
جاء هذا الاحتفال، الذي أقيم في فرع الخليل، اختتاماً لفعاليات الجامعة لتخريج الفوج الثاني والعشرين (فوج الإرادة والصمود)، إذ خرجت الجامعة (31) أسيراً، بعدما خرجت (62) أسيراً في نابلس يوم الإثنين الماضي.
شارك في الاحتفال -الذي افتتح بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، وعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء- محافظ محافظة الخليل اللواء جبرين البكري ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، واللواء قدري أبو بكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والمهندس عدنان سمارة رئيس مجلس الأمناء، وأ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، ونوابه ومساعدوه، ود. عبد القادر دراويش مدير فرع الخليل، ود. فلاح كتانة أمين عام مجلس البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووكيل وزارة شؤون الأسرى المحررين عبد القادر الخطيب، ورئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي، وممثلون عن الأجهزة الأمنية والمتقاعدون العسكريون، ولجان الزكاة والوزارات المختلفة، وأقاليم حركة فتح في جنوب الضفة الغربية.
وقال المحافظ جبرين البكري، محافظ الخليل، في كلمة ألقاها نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس: "يشرفني بهذا اليوم أن أنقل لكم تحيات السيد الرئيس"، متمنياً للجميع مزيداً من التقدم والنجاح ولـ "القدس المفتوحة" مزيداً من التميز والإبداع.
وأضاف اللواء البكري أن الأسرى والأسيرات، منذ بداية الاحتلال، عملوا على تحويل السجون إلى مدارس ثورية، وكانوا باستمرار يلتحمون في صياغة البرامج النضالية على الأرض انطلاقاً من السجون.
وبين أن احتفالات التخريج في الجامعة "كانت مهرجانات وطنية عبرت عن التفافنا حول قيادتنا الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس، منوهاً إلى أن كل أبناء محافظة الخليل عبروا من خلال مهرجانات "القدس المفتوحة" الجماهيرية عن التفاهم إلى جانب القيادة الشرعية ومنظمة التحرير، في إطار تمسكها بالثوابت وحفاظها على مشروعنا الوطني".
وبين أن "هذا اليوم من أهم أيام المحافظة للمشاركة في هذا الاحتفال المميز، فالأسرى في السجون حريصون على إكمال تعليمهم للمساهمة في بناء مؤسسات دولة شعبنا الفلسطيني"، مضيفاً: "سننجح في إنجاز مشروعنا الوطني، وسنفشل كل المؤامرات التي تستهدف شعبنا الفلسطيني، والأسرى هم ثابت من الثوابت الوطنية ولا يمكن القفز عن حقوقهم، ولن يكون أمن أو استقرار في المنطقة إلا بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال".
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللواء قدري أبو بكر، في كلمة له، إن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني، مشيراً إلى أن "هذا الاحتفال يقام تحت شرف من تحدى الظلمة وحقد السجان وامتلك الإرادة والعزيمة لإكمال مسيرة النضال بالعلم، وضربوا أرقاماً قياسية عالمية بالإضرابات عن الطعام بشكل جماعي وفردي وبالمدد الزمنية التي أمضاها البعض حيث قاربوا (40) عاماً في السجون، وبموازاة ذلك استغلوا وجودهم داخل جدار المعتقل لتطوير أنفسهم بالثقافة والعلم، إذ قدموا امتحانات الثانوية العامة والتحقوا بالجامعات الفلسطينية ودرسوا بأقل الإمكانيات، ولم تزدهم قضبان السجون إلا تصميماً على أن يكونوا جامعيين ليسهموا في بناء مؤسسات الدولة بعد أن تتحقق حريتهم التي نراها قريبة جداً".
وأضاف: "الأسرى درسوا بأقل الإمكانيات، ولم تحل قضبان الاحتلال دون أن يكملوا تعليمهم"، متمنياً الفرج القريب عنهم. وقال: "نعيش هذا الفرح رغم الاحتلال، وستظل هذه الفرحة منقوصة ما دام المحتل جاثماً على صدورنا".
ولفت إلى أن جامعة القدس المفتوحة "لم تبخل على أسرانا يوماً، بل كانت سباقة لفتح بوابة المستقبل أمامهم"، مشدداً على أن الأسرى أشعلوا ثورة علمية وثقافية من خلال إكمال تعليمهم وتحويل المعتقلات إلى أكاديميات للعلم والتعليم.
ولفت إلى أن (1026) أسيراً داخل سجون الاحتلال ملتحقون حالياً ببرامج تعليمية لإكمال شهادتهم الجامعية الأولى من أصل نحو (5700) أسير يقبعون في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن جامعة القدس المفتوحة في مقدمة الجامعات التي يلتحق بها الأسرى، إذ إن هناك (906) أسرى يلتحقون بها حالياً لإكمال تعليمهم. ونوه إلى أن (497) أسيراً وأسيرة سيتقدمون قريباً لامتحان الثانوية العامة، متمنياً لهم النجاح.
من جهته، لفت رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة إلى أن "القدس المفتوحة" تتميز عما سواها بأن العلاقة بين إدارة الجامعة وطلبتها تكاملية، قائلاً إن "الجامعة حققت اليوم واحداً من أهم أهدافها بتمكين الأسرى من إكمال تعليمهم".
وأشار م. سمارة إلى أن "الجامعة وصلت إلى مرحلة متقدمة من التعليم المدمج الذي يغزو العالم وسيصبح النظام السائد على المستوى التربوي"، منوهاً بأن الجامعة لديها حالياً أربعة مراكز بحثية متخصصة، وهي تسعى إلى إقامة مركز بحثي آخر عن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، بالإضافة إلى السعي لفتح تخصصات حديثة في الدراسات العليا.
وأكد م. سمارة أن جامعة القدس المفتوحة مصرة على أن تكون شريكاً في الثورة الصناعية الرابعة، ومواكبة مختلف التطورات التربوية والتكنولوجية، مشيراً إلى أن الإرادة والتصميم هما مفتاح النجاح والتفوق.
وبارك للأسرى الخريجين وأهاليهم، متمنياً الإفراج القريب عن أسرانا من سجون الاحتلال للمساهمة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو: "نحتفل اليوم احتفالاً خاصاً نتيجة ثمرة زرعت على أيدي القادة العظماء الذين أسسوا هذه الجامعة"، مشيراً إلى أن الجامعة حرصت منذ نشأتها على إيصال الأسرى إلى مرحلة التعليم العالي، وبذلت جهوداً متواصلة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى لإطلاق برنامج يعنى بتعليم الأسرى في سجون الاحتلال، الذي أثمر اليوم عن تخريج أول كوكبة خريجين منه.
وعبر عن اعتزازه ومباركته بثمرة جهد طويل لنقف اليوم "لتخريج الثلة الثانية من أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية، وقد بذلت الجامعة منذ نشأتها كل الجهود للدخول إلى معتقلات الاحتلال لتصل إلى هناك، وهذه الجهود أثمرت باتفاقية مشتركة مع وزارتي التعليم العالي وهيئة شؤون الأسرى، ونحن اليوم نخرج الدفعة الثانية من هؤلاء الأسرى الذين بلغ عددهم حوالي 630 أسيراً، فخرّجنا قبل يومين مجموعة، واليوم نخرج الدفعة الثانية في الخليل، ويجلس على مقاعد الدراسة حوالي 900 طالب أسير، ونتطلع لأن يدخل معنا في هذا البرنامج عدد أكثر من الأسرى، ونسعى لأن ندخل الأسيرات إلى هذا البرنامج".
وسجل الشكر لشعبنا وللقيادة الفلسطينية لدعم الجامعة ومسيرتها، وصولاً إلى ما تحققه اليوم من تقدم في المجالات كافة، منوهاً بانتشار الجامعة في (18) فرعاً دراسياً في الضفة وغزة، بالإضافة إلى مركزين متنقلين بهدف إيصال العلم إلى كل بيت فلسطيني.
وتحدث عن نشأة الجامعة وتطورها وكيفية التغلب على الصعوبات التي تواجهها، بدعم من القيادة، وعلى رأسهم فخامة الرئيس محمود عباس، وكذلك دعم مجلس الأمناء وعلى رأسهم رئيس المجلس م. عدنان سمارة.
وبين أن "القدس المفتوحة" باتت مصباح علم في كل بيت فلسطيني، فهي توفر التعليم لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، واليوم "نخرج الأسرى، وبالأمس خرجنا حوالي 11 ألف طالب من طلبة الجامعة العاديين في مختلف أرجاء الوطن، وهذا يعطي الجامعة المكانة الوطنية التي تسعى إليها، بل كانت في ذهنية القادة العظام الذين قرروا إنشاءها ذات يوم".
من جانبه، قال د. فلاح كتانة، أمين عام مجلس البحث العلمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في كلمة نيابة عن الوزارة: "إن إسرائيل تحرم الأسرى من كثير من حقوقهم وفي مقدمتها التعليم"، مشيراً إلى أن دعم التعليم العالي من الأوليات في عمل الحكومة الحالية.
وأضاف: "نقف بفخر وسعادة ونحن نودع فوجاً جديداً من جامعة القدس المفتوحة، تخرجوا من جامعتهم وقالوا للاحتلال إنهم مناضلون متعلمون"، مشيراً إلى أن الأسرى حولوا بنضالهم التراكمي المحنة إلى منحة، وعملوا على تخطي المعيقات، محققين العديد من الإنجازات وصولاً إلى الالتحاق بالجامعات الفلسطينية لنيل شهادة البكالوريوس".
وألقى جهاد القواسمي كلمة باسم أهالي الأسرى، قال فيها: "إنه لمن دواعي سروري وفخري واعتزازي أن أقف نيابة عن فتية آمنوا برهم وارتبطوا بوطنهم، فقدموا أرواحهم وزهرة أعمارهم وشبابهم فداء الوطن فلسطين، فلسطين الأرض والهوية، فكانوا حراس الحلم وملح الأرض الفلسطينية، فزادوا شرفاً وعزاً وإيماناً، ورفعهم الله بالعلم".
وأضاف: "من بين عتمة السجن يشق الأسرى طريق العلم والنور، متحدين ظلم المحتل وظلمة السجان، وليس هناك أرقى من صمود مغموس بالعلم والمعرفة، صمود هذه القيمة البشرية للأسرى التي يتمتع بها شعبنا الفلسطيني، ففي يده اليمنى يقاوم، وباليسرى يطالع ويتعلم، وللحرية والعيش النبيل يقاتل ويناضل، فحولوا سجونهم إلى قلاع للتعلم وإلى أكاديميات فكرية وتربوية نتيجة لدراستهم المكللة بالصمود، والمحاطة بالإصرار والتحدي"، مشيداً بدور جامعة القدس المفتوحة الوطني والأكاديمي بتمكين الأسرى من إكمال مسيرتهم التعليمية.
وتولى عرافة الحفل مدير فرع الخليل د. عبد القادر الدراويش، وتلا أ. د. جمال إبراهيم عميد القبول والتسجيل والامتحانات أسماء الخريجين على النحو الآتي:
تخصص تعليم الاجتماعيات
إياد علي القواسمي، أحمد محمد الزغاري، أسامة محمد ادريس سعيد، أكرم إبراهيم قواسمي، أيوب نعيم زغارير، جعفر محمود العبيات، جمال محمود الرجوب، حاتم محمود الجمل، رامي سمير حساسنة، رائد صالح أبو حمدية، طالب علي عمرو، عامر أحمد أبو سنينة، عبد الرحمن يوسف مقداد، علاء محمد بحيص، علي عبد الحليم القيسية، عماد صادق نيروخ، فراس يوسف أبو عليا، محمد بدر مسالمة، محمد طلال أبو سنينة، محمد عمر فهمي ناصر الدين، محمد نبيل العرقان، محمود أحمد دودين، موسى جميل شوكة، موسى عودة زين، وائل ياقين النتشة، وسيم محمد أسامة مسودة.
تخصص الخدمة الاجتماعية
إبراهيم محمد الحلبية، خضر سليمان راضي، سعيد محمد قواسمه، محمود داود جاموس، نصري عايد عاصي.