|
هل بالإمكان "وقف" التعامل مع الاتفاقيات
نشر بتاريخ: 26/07/2019 ( آخر تحديث: 26/07/2019 الساعة: 16:41 )
الكاتب: ربحي دولة
لعل الجميع كان يأمل تحقيق السلام والعيش في ظل دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس شأننا كشأن باقي شعوب الأرض وأن تنتهي معاناة شعبنا، وأن يقف شلال الدم الفلسطيني الذي نزف طول مرحلة المواجهة مع هذا المُحتل مُنذ لحظة توقيع اتفاقيات "السلام" وكُلنا عاش اللحظات الأولى لإعلان انسحاب قوات الاحتلال من المدن الفلسطينية وعشنا لحظة النشوة التي عاشها شعبنا في تلك المرحلة والذي تمثل بمشاهد - رفع أغصان الزيتون على الجيبات الاسرائيلية - المنسحبة ولسان حالنا يقول طوينا صفحة الاحتلال والى الأبد. لم يكن أشد المتشائمين في ذلك الوقت يصل تشاؤمه الى حد التكهن أننا يمكن أن نمر بظروف كما التي نعيشها الآن .. ظـروف تنكر فيها المحتل لكل شيء بل على العكس زاد من ممارساته الاحتلالية الإجرامية من قتل وهدم وبناء مستوطنات لم نعهدها في بداية هذا الاحتلال .. راهنا على دول العالم الحر أن تنصرنا أمام الهيمنة الصهيوأمريكية على العالم وعلى عمقنا العربي الذي كنا نظن أنهم خط دفاعنا الأول، لكن هذا الرهان لم يعد قائماً في ظل الانحياز الكامل لأمريكا لإسرائيل ممارسة لدور "البوليس" على باقي دول العالم حتى أصبحت تهدد بشكل علني كل الدول التي تصوت ضد الاحتلال او امريكا في أَي منظمة دولية. وفي ظل هذا الوضع المتردي للدول العربية التي أصبح أكبر هم قادتها الحفاظ على حكمهم والتحالف مع الشيطان مقابل صد أي تهديد لعروشها، وفي ظل تضخيم أمريكا لقوة إيران والتي تعتبرها بعض الدول العربية والخليجية على وجه التحديد هي خطر كبير على منظومة حكمهم مما جعلهم آداة في يد أمريكا توجههم كما تشاء، حيث تم توجيههم نحو التقرب لدولة الاحتلال وأصبحت العلاقات التي كانت سابقاً سرية جهاراً نهاراً بل أصبحت بعض الدول تُنادي بحق اسرائيل بالوجود حتى وصلنا الى تصريح وزير خارجية البحرين " بان إسرائيل هي جزء من تراث المنطقة"، ومن هنا لم يعد هناك أية جهة نعول عليها لنصرتنا سوى أنفسنا وشعبنا العظيم الذي قدم التضحيات الجسام من أجل الحفاظ على كرامته وأرضه ووجوده والحفاظ على الهوية الفلسطينية من الضياع. نعم إن قرار لقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس " تعليق" ووقف التعامل بكافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال كي يُطبق على أرض الواقع أرى أننا بحاجة الى العديد من الخطوات التي يجب البدء بتنفيذها فوراً، وهذا يتطلب من الكل الوحدة والتمترس خلف القيادة في وجه كل التحديات والإعلان الفوري عن انتهاء الانقسام الى الأبد لاننا بأمس الحاجة الى وحدتنا ولم يعد الوضع يحتمل التبريرات لاستمرار هذا الانقسام .. فهل نحن فاعلون سؤال ننتظر عليه الاجابـة والتي تُحدد مصير قضيتنا وشعبنا واختبار حقيقي لمدى جهوزيتنا للمواجة. |