|
الحديث ذو شجون الإعلام .. الذي ينحت الصخر ! ***بقلم - فايز نصار
نشر بتاريخ: 18/03/2008 ( آخر تحديث: 18/03/2008 الساعة: 17:12 )
بيت لحم - معا - "الوحدات الرياضي" عنقود أخضر يطوق عنق الرياضة الفلسطينية في الشتات ، ويتجول عبر الأمصار ، حاملا همَّ المخيمات الى الملاعب ... وفي الوحدات الرياضي رجل بألف رجل ،حوّل أعمدة صحيفة التابلويد الرياضية الخضراء إلى خندق يتقدم خطوط المقاومة ، إنه معتق الرياضة الفلسطينية ، سليم حمدان ،أطال الله في عمره !
في العدد (563) من الوحدات الرياضي ترنم قلم أبي السلم بكلمات دافئة ، أثنى بين سطورها على الإعلام الرياضي الفلسطيني ، تحت عنوان " الإعلام .. الذي ينحت من الصخر " ... ومما جاء في حديث حمدان : (طوّق زملائي الإعلاميون عنقي بإكليل من الورود ، أثناء وجودي بينهم في فلسطين الحبيبة ، بأقلامهم المكافحة ، وكلماتهم الصافية ، وأسروني بكرم أخلاقهم ، وبسمو انتمائهم لمهنتهم .. وبصدق نقدهم . وخصني الأستاذ فايز نصار بكلمة نشرتها جريدة " الأيام" أثارت في نفسي الاعتزاز ، وأمدتني بمزيد من العزيمة على البذل والبحث عن حقائق أخرى ، تؤكد عمق الرياضة في التربة الفلسطينية .. حيث يحاول الصهاينة اجتثاثها . بكل الاحترام تواعدنا ، وبالأمل الغالي تعاهدنا على اللقاء قريبا بمشيئة الله ، على ربى حرة من أيّ دنس ! ) بهذه الكلمات الصادقة طوق سليم حمدان عنق الإعلام الرياضي الفلسطيني بإكليل من الوفاء ، الذي يعكس انتماءه لأهل القلم الرياضي في فلسطين ، بما يؤكد أن ما ناله الحمدان من تكريم في أزقة المدن الفلسطينية ، التي زارها أقل ما يستحق ، في انتظار التكريم الأكبر ، لكل أهل فلسطين ، من مشردين ومرابطين ، يوم النصر الأكبر ! سليم حمدان ، الذي يقرأ كل القصاصات الرياضية ، قال ليّ : إن مواطنا فلسطينيا حمل له صحيفة الأيام ، بعد وصوله إلى عمان من الجسر مباشرة ، ليطلعه على مقالة " شيخ الإعلاميين الرياضيين " التي كانت أقل الواجب ، الذي يستحقه أبو السلم من أحد تلامذته ! ولست هنا بصدد تعداد المكرمات ، التي قدمها عميد الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين في مختلف المجالات ، ولكن يكفي أن أسرة الإعلام الرياضي ، في الوطن العربي الكبير ، تجمع على كون سليم حمدان موسوعة رياضية متنقلة ، تشكل مصدرا دقيقا للمعلومة الرياضية ! ولست أدري ان كان أهل الحل والربط الرياضي في هذه الفلسطين يقدرون قيمة المعلومات الأرشيفية ، التي تختزنها ذاكرة سليم حمدان ، وأوراقه المتناثرة في حجرة ليست منسية في زقاق خلفي بمخيم الوحدات العماني ! ولست أدري - أيضا - إن كان في خلد الباحثين عن الأرشيف الرياضي الفلسطيني تدوين ما في ذاكرة الأيام الرياضية للمعلم حمدان ، وتسجيل ما يملك من معلومات أخشى أن تضيع ، كما ضاعت معلومات أخرى ، بعد وفاة جيل من الرواد ، في مجال الإعلام الرياضي ، وفي المجالات الرياضية الأخرى ! الأكيد أن أبا السلم يملك كنزا من المعلومات الرياضية ، وشخصيا أتبرع بالمساهمة في تدوين كنوز حمدان ، من خلال لجنة أتمنى أن تبادر الوزارة المعنية إلى تشكيلها ، وإلا فلتأخذ رابطة الصحفيين الرياضيين المبادرة ، وتسارع إلى تولى المهمة ، وتسجيل درر سليم حمدان ، حول الرياضة الفلسطينية ! فمن كنوز حمدان الرياضية محطات حول طلائع الأندية الفلسطينية ، منذ مطلع القرن الماضي ، وأسماء أهم القلاع الرياضية ، التي نشرت بذور الرياضة في فلسطين التاريخية ،من نهرها إلى بحرها ، وفي الأمر كلام عن شباب العرب وإسلامي يافا ودجاني بيت المقدس ، وغيرها من الأندية ! ومن كنوز حمدان محطات عن تفاصيل مباريات المنتخبات والأندية الفلسطينية ، الرسمية والودية ، وأسماء اللاعبين ، الذين قضى معظمهم نحبه ، ونتائج المباريات الأولى للفرق الفلسطينية ، وأهمها مباراة شباب العرب العكاوي ، بقيادة النجم المرعب جبرا الزرقا ، التي قهر فيها منتخب "الوندررز" البريطاني ، الذي جاء يتجول في الشرق الأوسط ، للترويح عن جنود بريطانيا ، على هامش الحرب الكونية الأولى ، فروّح عنه أبناء عكا برباعية لا تنسى ! ومن كنوز حمدان كلام عن نجوم كرة القدم الفلسطينية ، في الأندية المصرية والسورية واللبنانية ، وأولئك النجوم الذين تألقوا في مراكز الشباب ، في مخيمات الخبز المر ، فصنعوا معجزات رياضية ، يرفع لها العارفون القبعات ! سليم حمدان - أطال الله عمره - يملك كنوزا رياضية مؤثرة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا لا يبادر القائمون على الأرشفة الرياضية في فلسطيننا لتسجيل موروث حمدان الرياضي ، الذي قد يمثل قاعدة لانطلاقة واقعية لرياضتنا الفلسطينية ، بعد قراءة متأنية لأمجادنا الرياضية ، قبل وضع الخطط الناجعة لمستقبل رياضي ، لا يزول بزوال الرجال ! والحديث ذو شجون [email protected] |