|
عكس التيار
نشر بتاريخ: 31/07/2019 ( آخر تحديث: 31/07/2019 الساعة: 18:48 )
الكاتب: ربحي دولة
منذ أن تم تأسيس السلطة الوطنية من خلال منظمة التحرير كانت حماس قد وضعت نفسها " عكس التيار" تماماً، وليست في المعارضة.
ان المعارضة دائماً ما تكون في حالة توحد مع الحكومة في مواجهة الأخطار الخارجية، إلا أن "حماس" ومنذ تأسيسها اعتبرت نفسها شيء منفصل عن الكل الفلسطيني وليس فقط منذ دخول السلطة وإنما منذ اعلان انطلاقها حيث كانت خارج الإجماع الوطني في القيادة الموحدة للانتفاضة التي ضمت القوى والتنظيمات الفلسطينية وبدأت بوضع برنامج نضالي لجماهير شعبنا المنتفضة في وجه الاحتلال وعكس ذلك كان لـ "حماس" برنامجها الخاص الذي لا يتفق لا شكلاً ولا مضموناً مع البرنامج الوطني الذي وضعته القيادة الموحدة للانتفاضة. لم يختلف الحال على "حماس" عند تأسيس السلطة الوطنية فوضعت نفسها خارج هذا الجسم الوطني الجديد بل قامت بمحاولات عدة من أجل تقويض هذه السلطة الوليدة من خلال أعمالها التي كانت تقوم بها لمنح الاحتلال المبررات من اجل التنصل من كل التزاماته بسبب عدم تمكن السلطة من منع العمليات التي كان يقوم بها أفراد حماس . فالكل يعلم التوقيت التي كانت تقوم بها العمليات إما بدء مفاوضات جديدة او تنفيذ إلزامات اسرائيلية وخاصه في استكمال انسحاب قوات الاحتلال . إن ما يُثبت كذب رواية "حماس" ان هدفها تحرير فلسطين - كل فلسطين - ولا تبحث عن سلطة اومكتسباتها ما تقوم به حالياً وبعد التفاهمات التي أبرمتها مع دولة الاحتلال من اجل الحصول على بعض تسهيلات مالية لتمكينها من الاستمرار في الحكم وليس من اجل حياة أفضل لشعب وقع تحت سيطرتها بقوة السلاح حيث تمارس حاليا نفس الدور التي كانت تخون قيادة السلطة ممارسته . حماس الآن تُلاحق وتعتقل بل وتقتل كل من يحاول إطلاق رصاصة نحو جيش الاحتلال، ولعل حادثة استشهاد أحد أفراد الأمن والحماية التالبع لحماس الذي كان يراقب الحدود لمنع المتظاهرين من الوصول الى السياج الحامي واعتذار جيش الاحتلال عن هذه الحادثة أكبر دليل على زيف ادعاءاتها منذ تأسيسها لغاية اللحظة بل ويستمر مسلسل "حماس" في إضعاف الموقف الفلسطيني في هذا الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة أقوى المؤمرات التي تُحاك ضد شعبنا وقضيته وبدل من الإعلان عن أنتهاء الانقسام في الوقت الذي قررت فيه قيادتنا وقف العمل بالاتفاقات مع دولة الاحتلال تقوم "حماس" اليوم بإعادة تشكيل اللجنة الإدارية التي حلتها لإعادة الوحدة بين شطري الوطن ولسان حالها يقول سنبقى عكس التيار حتى اجهاض كل القضية والحصول على مكتسبات آنية . ولعل ماهو بحاجة الى إجابة من الكل الوطني الفلسطيني ، الى متى ستبقى "حماس" على هذا الحال ومن سيُحاول مُجدداً رأب الصدع في الساحة الفلسطينية تعزيزاً للموقف الفلسطيني الرافض للتدخلات الخارجية لتصفية القضية ، والى متى سيستمر الانقسام الذي يُعلن الجميع رفضهن له ، وكيف سترى حماس أنها تعتاش على هموم وبؤس المواطنين في قطاع غزة لتُسمن قادتها ومناصريها وتسحق الشعب ، والى أين ستأخذ شعبنا من خلال هذه التصرفات التي لا تمت للوطن بصلة ؟ . |