|
حرب أكتوبر- لماذا رأت واشنطن أن انتصار إسرائيل سيكون كابوسا؟
نشر بتاريخ: 10/08/2019 ( آخر تحديث: 10/08/2019 الساعة: 09:47 )
بيت لحم- معا- في السادس من أكتوبر 1973 تفاجأت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بشن تحالف عربي تقوده مصر وسوريا هجوما عسكريا على تل أبيب لاستعادة الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في 1967، لكن عدم قدرة استخبارات البلدين على التنبؤ بالضربة العربية كشف عن القوة الحقيقية لتلك الأجهزة وخاصة إسرائيل التي كانت تصور نفسها كقوة لا تقهر.
بالنسبة لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وقتها فإن انتصار التحالف العربي السوفيتي على إسرائيل من شأنه أن يحطم امتيازات واشنطن الاستراتيجية في المنطقة، كما يبعث رسالة لعملاء الحرب الباردة الآخرين بأنهم بحاجة إلى "الاعتماد على الاتحاد السوفيتي"، كما أن هزيمة إسرائيل في تلك الحرب لم يكن خيارا تحبذه الإدارة الأمريكية، وفقا لمجلة "فورين بوليسي". كان كيسنجر يخشى أيضا آثار انتصار كامل للإسرائيليين في تلك الحرب، وخلال مشاركته في محادثات لإنهاء الحرب بين الطرفين وفي محادثة هاتفية مع السفير السوفيتي أناتولي دوبرينين، اعترف كيسنجر بأن "الانتصار لأي من الطرفين هو كابوس"، وذلك بحسب نسخة سرية من المحادثات تمت يوم 13 أكتوبر 1937 ونشرتها المجلة يوم الجمعة. وبحسب المجلة فإنه من المحتمل أن تكون تصريحات كيسنجر هدفها رفع معنويات السفير السوفييتي بينما كان يسعى للحصول على الدعم الدبلوماسي للروس لوقف إطلاق النار بين العرب وإسرائيل. قبلت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وذلك عقب أكثر من أسبوع من اندلاع الحرب، إلا أن كيسنجر كان لديه هدفا آخر يدفعه لدفع تلك المفاوضات نحو السلام، حيث كان يعتقد أن اعتماد إسرائيل على جسر جوي ضخم من الدبابات والمدفعية والذخيرة الأمريكية لصد الهجمات العربية من شأنه أن يجعل "إسرائيل تدرك أنها ليست قوية بما فيه الكفاية لتشن هجوما وحدها". ونقلت المجلة عن كسنجر قوله إن الإسرائيليين كان لديهم خطة خاطئة وهي استخدام المعدات المخزنة التي حصلوا عليها من أمريكا لتحقيق انتصار كبير على العرب إذا قامت واشنطن بالضغط على العرب آنذاك والوقوف في صف إسرائيل. وأضاف "إذا دخلوا في حرب أخرى فعليهم أن يفعلوا ذلك بدعمنا أو سيسقطون". وأشار كسنجر إلى أنه يجب أخذ قضية إسرائيل على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى، موضحا أنه لا يجب الاستمرار في سياسة أكثر توجها سياسيا.-"صدى البلد" |