|
د.اشتية أمام المجموعة الإستراتيجية في تركيا : إسرائيل تربح اقتصادياً من احتلال الأراضي الفلسطينية
نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 15:54 )
نابلس - معا - صرح د.محمد اشتية رئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار" بكدار" خلال مشاركته مؤخراً في المؤتمر السنوي للمجموعة الإستراتيجية المنعقد في تركيا هذا العام حول "تكلفة الصراع في الشرق الأوسط"، بأن الوضع الاقتصادي العام في المنطقة هو لصالح إسرائيل فقد ربحت وما زالت تربح من احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وقد بين د.اشتية في معرض حديثه في المؤتمر، أن الصراعات في العالم متباينة ومختلفة ومتنوعة سواء أكانت صراعات داخلية أو تحررية أو إقليمية، إلا أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يختلف في جوهره عن الصراعات الأخرى كالاحتلال الأمريكي للعراق مثلاً وذلك بسبب مرور 60 عاماً على مدته الأمر الذي يضعه في خانة الصراعات الأطول في العالم إضافة إلى قرب الجغرافيا ثانياً. وبين د.اشتية أن الخسائر الفلسطينية من الاحتلال لا تتعلق بالاقتصاد فقط بل بالأرواح البشرية من شهداء وجرحى ومعتقلين ولاجئين من جهة، والخسائر المادية كمصادرة المياه والأراضي والسيطرة على الأجواء والاتصالات والمعابر وجباية الضرائب والاستيطان والسيطرة على حركة السياحة والتجارة الخارجية والبنية التحتية من طرق ومياه ومجارٍ وغيره. وأضاف أيضا انه يوجد في الأراضي الفلسطينية أكثر من 2,5 مليار شيكل إسرائيلي يتم تداوله في الأسواق الفلسطينية وان الأراضي الفلسطينية تستورد أكثر من 86% من وارداتها من إسرائيل، وتصدّر إلى إسرائيل 64% من الصادرات، وبالتالي فان الاحتلال في الميزان التجاري هو لصالح إسرائيل. وأشار د.اشتية أيضاً إلى كون الأراضي الفلسطينية ثاني أهم سوق تجاري للبضائع الإسرائيلية وهذا يدرّ أرباحا كثيرة على المنتجين الإسرائيليين. هذا عدا عن استفادة إسرائيل من رخص الأيدي العاملة الفلسطينية وذلك دون أن تدفع "ثمناً اجتماعياً" لهذه العمالة كونها عمالة يومية وليست مقيمة. ونوه إلى أن إسرائيل تستفيد من السياحة في الأراضي الفلسطينية كالقدس وبيت لحم في حين تضرب إسرائيل البنى التحتية الفلسطينية لتبقى هي الرابح الأساسي فتمنع قيام منافسات لاقتصادها وبالتالي فهي تتحكم في نوعية المشاريع التي يسمح بها في الأراضي الفلسطينية. كما أن إسرائيل تصادر الأرض الفلسطينية وتستولي عليها لبناء المستوطنات وهذا مكسب مادي لها في ظل غياب رقيب أو محاسب. وأشار د.اشتية إلى أن الخسائر الفلسطينية من الاحتلال تصل سنوياً إلى حوالي 3 مليارات دولار بسبب الحصار وتكلفة الفرص البديلة للمستثمرين الفلسطينيين وغياب الاستثمارات الدولية عن الأراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال، كما انه لا يمكن الوصول إلى رقم نهائي حول تكلفة الصراع في الشرق الأوسط حيث انه من الغير ممكن قياس تكلفة ولادة امرأة فلسطينية على حاجز عسكري، أو منع شيخ من الصلاة في المسجد الأقصى، أو الضغط النفسي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون وهكذا دواليك. وأستشهد د.اشتية خلال حديثة بأمثلة من الصراع في بعض مناطق العالم والذي لا يمكن أن يحدث دون أن يكون مكلفاً جداً، فالصراع في منطقة الباسك له مردود سلبي على الناتج المحلي الإجمالي، كما أن الحروب في أوغندا كلفت حوالي 2 مليار دولار على مدار 10 سنوات أي 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك احتلال العراق للكويت والحرب التي تلت، قد كلفت حوالي 90 مليار دولار، وان إطفاء آبار النفط المشتعلة والآثار البيئية المترتبة على ذلك قد كلفت حوالي 700 مليون دولار. كما أن الحرب على الطريقة الحالية أضاف اشتية، ستكلف حسب التقديرات الأمريكية حوالي 3 ترليون دولار أي أن أمريكا تدفع 500 مليون دولار تكلفة الحرب في العراق كل أسبوعين، وان الحرب في كولومبيا قد كلفت حوالي 10 مليار دولار كل سنة سواء أكانت تكلفة مباشرة أو غير مباشرة.لافتاً النظر الى أن أهم ما يميز الصراع في الشرق الأوسط الآن هو استهداف المدنيين وطول مدة الصراع. وبناء عليه فقد لخصّ د.اشتية كلمته باستنتاج مفاده أن السلام هو المخرج المربح لجميع الأطراف، فبدلاً من مصروفات الدفاع في دول المنطقة، تستبدل ببناء مدارس ومشاريع تنموية واستثمارات وغيره، من اجل رفاه المنطقة وإخراجها من دوامة العنف وهذا ممكن فقط في حال أنهت إسرائيل احتلالها على الأرضي الفلسطينية. |