وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد صحافي دولي يزور "مقبرة المصانع" بغزة

نشر بتاريخ: 19/03/2008 ( آخر تحديث: 19/03/2008 الساعة: 18:08 )
غزة - معا- استقبل رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل في المجلس التشريعي جمال الخضري، وفداً من الصحافيين الأجانب ومدارء وكالات صحافة عالمية، الذين زاروا "مقبرة المصانع" الرمزية التي دشنتها اللجنة الشعبية، أمس، غرب مدينة غزة.

وشرح الخضري للوفد الذي ضم أكثر من عشرين صحافياً ومديراً من جنسيات مختلفة "أمريكا وهولندا وبريطانياً وأسبانيا واليابان"، الأوضاع في قطاع غزة، وخاصة الوضع الصناعي المدمر بسبب الحصار الاسرائيلي المشدد منذ تسعة أشهر واغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام.

كما التقى الوفد الصحافي الذي تجول في المقبرة الرمزية وتضم قرابة أربعين قبراً، كتب على قبر اسم المصنع وعدد العاملين المعطلين جراء اغلاقه، عدد من رجال الأعمال وأصحاب المصانع الذين دفنوا مصانعهم المدمرة جراء سياسيات الاحتلال.

وأكد الخضري، على أن هذه المقبرة رمزية ولها دلالات عدة، خاصة أن المقابر معروفة في جميع العالم أنها مخصصة لدفن الأموات من البشر، في حين أن هذه المقبرة الأولى من نوعها في العالم، خصصت لدفن المصانع الذي قتلها الحصار والاغلاق.

وأشار الخضري، الى أن هناك قرابة 3900 مصنعاً في القطاع أغلق بسبب الحصار الاسرائيلي، الى جانب تعطل 1400 عامل عن العمل، في كافة مناحي القطاع الصناعي وورش العمل، وذلك بسبب سياسيات الاحتلال في اغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام.

وأكد على أن الاحتلال يمعن في هذه السياسية الهادفة لتدمير الاقتصاد الفلسطيني، الى جانب استمراره في حجز بضائع رجال الأعمال والتجار في الموانئ الاسرائيلية بدون أدنى وجه حق قانوني، علاوة عن ذلك يرغم التجار على دفع الضرائب على هذه البضائع.

وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، على أن قطاع الصناعة في غزة شُل بشكل كامل، وأن 80 % من أبناء الشعب يعتمدون على المساعدات الخارجية، و65% يعيشون تحت خط الفقر بسبب الحصار.

وبين أن الشعب الفلسطييني اعتاد على أن يعيش بكرامة ويأكل من عرقه وتعبه وعمله، لكن الاحتلال يحاول أن يخضع الشعب عبر اغلاق المعابر وتشديد الحصار.

ودعا الخضري، الصحافيين ومدراء الوكالات الأجنبية، لنقل الصورة عما يجري في غزة بسبب الحصار، والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي لفك هذا الحصار الظالم والجائر بأسرع وقت.

وبين الخضري، أن الحصار يستهدف الإنسان الفلسطيني، مشدداً على أن الحصار ظالم وجائر وغير شرعي ويتناقض مع كل المبادئ والقوانين الدولية والحقوقية، واتفاقيات جنيف، معتبراً أن قرصنة إسرائيلية.

ولفت رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إلى أن هذه (تدمير الاقتصاد ) ليست الصورة الوحيدة من ممارسات الاحتلال وحصاره في غزة، مضيفاً " يتعرض أيضاً المرضى والطلاب لمعاناة شديدة، جراء إغلاق المعابر، ووفاة أكثر من 110 حالة مرضية، ودمار مستقبل مئات الطلبة الذين يتعلمون في الخارج.

أما رجل الأعمال ومدير شركة صناعة الأبواب الفولاذية السيد ناصر الحلو، فقال:" لا يعقل أننا في القرن 21 وهناك بقعة على وجه الأرض يعيش أهلها في حصار شامل ولا يدخلها المواد الأساسية، ويشدد الحصار على سكانها المليون ونصف المليون منذ تسعة أشهر".

وبين الحلو، أن هذا الحصار انعكس على القطاع الصناعي، وتسبب في اغلاق 3900 مصنعاً من أصل 4000 مصنعاً في القطاع، ودفنت المصانع وعمالها وعوائل عمالها في القبور أحياء، لأنهم تركوا بلا عمل ولا حياة كريمة.

وقال الحلو: إن طموح الفلسطيني أن يعيش من عمله وتعبه ليعود الى بيته بكرامته ومع مستلزمات أهله، لا أن يعيش على المساعدات والمعونات".

وبين الحلو، أن المقابر عادة تكون لدفن الأموات، لكن لم نشهد مقابر لدفن الأحياء والمصانع، وذلك بسب إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الخام إلى القطاع، وحجز البضائع في الموانئ الإسرائيلية وتحصيل الضرائب عليه.

بدوره، استهجن المهندس سائد أبو العوف، المسئول في شركة الصقر الذهبي للصناعة والتجارة، سياسة الاحتلال في منع دخول المواد الخام للقطاع بمزاعم أمنية واهية، والمساح في نفس الوقت بدخول منتجات إسرائيلية للقطاع.

وشدد أبو العوف، على أن هذه السياسية التعسفية تهدف لتدمير الاقتصاد الوطني، وهي سياسة غير أخلاقية، مفنداً مزاعم الاحتلال بأن المواد الخام الممنوعة تضر بالأمن الاسرائيلي، قائلاً :"هل ورق المحارم والشوكلاته تؤثر على أمن إسرائيل !!

وأضاف "في المقبرة الرمزية للمصانع، لم ندفن المصانع ووالآليات فقط، بل دفننا الطموح بالتطوير الاقتصادي، بعد أن ألغينا صفقات كانت من المفترض أن تطور الاقتصاد الفلسطيني"، مشيراً الى أنهم يدفعون ضرائب باهظة على المواد المحتجزة في الموانئ الاسرائيلية بدون أدنى وجه حق قانوني.