نشر بتاريخ: 22/08/2019 ( آخر تحديث: 22/08/2019 الساعة: 16:52 )
غزة- تقرير معا -أثارت حادثة وفاة الدكتور الشاب الفلسطيني تامر السلطان من سكان قطاع غزة خلال محاولته الهجرة الى أوروبا موجة عارمة من الغضب وكشفت عن مأسي يتعرض لها الشباب الفلسطيني المهاجر من قطاع غزة.
ورغم تكرار حوادث قتل الفلسطينيين والحوادث التي يتعرضون لها خلال الهجرة الا ان هذا الملف يحوي الكثير من الاسرار ولا يوجد احصائية رسمية تحدد عدد المغادرين لقطاع غزة بطريق الهجرة وان كانت بعض الارقام تشير الى نحو 30 الف خلال العشر أعوام الماضية تشمل شبابا وعوائل كاملة.
وحسب المختصين الذين تحدثوا لمراسل "معا" في غزة "فانه لا يمكن تحديد عدد المهاجرين لان المسافرين يخفون نواياهم بالهجرة خوفا من فشلها وعودتهم مجددا لقطاع غزة اضافة الى ان بعضهم يعمل في دوائر حكومية وخاصة ويحصل على احازة عمل تتحول لاستقباله في حال نجاح الهجرة التي غالبا تتم بطرق غير شرعية عبر تركيا ثم اليونان".
وسلطت التصريحات الاسرائيلية الاخيرة حول نقاش الكابينت الاسرائيلي بإقامة مطار في مدينة النقب الضوء مجددا على ظاهرة الهجرة من القطاع.
وقالت القناة الثاينة العبرية انها توجهت بسؤال الى الحكومة الاسرائيلية وما يسمى الادارة المدينة في في الاراضي الفلسطينية والسفارة المصرية في تل ابيب "عن اعداد الذين يتوجهون بطلبات هجرة وهل يخرجون عن طريق معبر رفح فقط ام عن طريق اسرائيل؟ كان الجواب "لا علم لنا بذلك".
مصادرنا اكدت ان معظم المسافرين يخرجون عبر مصر من خلال معبر رفح، بعد حصولهم على فيزا لان القاهرة لا تسمح بالسفر الا بسبب".
عائلة السلطان
ويصف ساهر السلطان شقيق تامر حال امه بعد سماع خبر وفاة نجلها قائلا" لا تزال تعيش الصدمة وتتعرض للاغماء لتدعو على من كان السبب في هجرة نجلها.
ويؤكد ان الصدمة كبيرة بغياب تامر الذي يستمر بيت عزاؤه لحين عودة الجثمان من البوسنة والهرسك حيث توفي الى قطاع غزة بعد اصدار رئيس السلطة الفلسطينية تعليمات واضحة بذلك. وغادر قطاع غزة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان غزة.
وتامر السلطان يبلغ من العمر 38 عاما، وهو أب لثلاثة أطفال وقد توفي بتاريخ 17/8/2019، بعد خمسة أيام فقد من دخوله مستشفى في البوسنة التي وصل لها مهاجرا بشكل غير شرعي.
وعانى السلطان من سرطان في النخاع الشوكي وهو لا يعلم ليكتب على صفحته على الفيس بوك شوقه لاطفاله قبل أيام قليلة من وفاته وكانها لحظات وداع..
وكان الشاب ناشطا في حراك بدنا نعيش وحملة سامح تؤجر في قطاع غزة .
من جانبه اعتبر احمد يوسف القيادي في حركة حماس ان اللوم في ملف الهجرة ليس على معسكر الاعداء وحده؛ لأن هناك من شارك في ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني المقاوم ودفع الشباب مع حالة الخذلان والاحباط ليشد رحاله باتجاه الهجرة للغرب؛ باعتبار ذلك هو السبيل لتوفير حياة حرة كريمة يجد فيها المرء إنسانيته، أما الأوطان فلن تختفي، وستكون العودة إليها عندما يتحقق الوعد "حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ودعا احمد يوسف الى اعتراف الجميع بخذلان شباب هذا الوطن، وأن ما تمثله قيادات هذا الشعب لا يساهم في تعزيز صمود الشباب؟
وأضاف :"إن قدر غزة أن تظل تقاوم ، وأن تتضور جوعاً ، وألا تجد من يأخذ بأيديها؛ لأنهم يريدونها أن تأتي كسيرة مهيضة الجناح بلا عنفوان أو عزة!!".